إذا الرقةُ سُئِلت .. بأيِّ ذنبٍ قُتلت ؟ (3)

خاص – الرقة تذبح بصمت

الجزء (3)

أما قبيلة (طــي) فعلى رأسه جماعة الحميشات والجعفر، ومنهم: أبو مصعب الحميش، حسين علي الأحمد الجعفر، شقيقه حسن الحميش، وحسين الجعفر المعروف بلقب أبي مصعب الأمني، هو من أخطر الأمنيين في منطقة سلوك، ويسكن في قرية الهميلة القريبة، وتردد كثيراً في الشهرين الأخيرين أنه وصل بداية عام 2016 إلى بلجيكا برفقة زوجته وابنيه علي ويامن محاولاً الحصول على طلب اللجوء في بلجيكا أو ربما في دولة أوربية أخرى، مع اليقين بأن هذا الشخص، حسين الجعفر، قد دخل الأراضي التركية عدة مرات، وعلى فترات متباعدة بغرض القيام بأعمال تصفية جسدية لبعض ناشطي الثورة السورية.

أما أبوعمر الباجدائي، فهو من عشيرة البوظاهر وأبرزهم عائلة الـلايح، كما أنّ أشهر الشخصيات الداعشية منهم خليل أحمد اللايح الملقب أبو ابراهيم اللايح، وشقيقه طلال أحمد اللايح (وهو أمير داعشي من البوظاهر، يلقب بـ (أبي حيدر)، من سكان قرية المختلطة في بلدة سلوك، انتقل من منصب شرعي إلى مسؤول مالي في سلوك حيث أصبح في وقت من الأوقات الأمير المالي لمنطقة سلوك وما حولها. خليل اللايح هذا، وبعد إحكام سيطرة داعش على كامل منطقة تل أبيض وعلى سلوك، هو الذي تولى مهمة الإشراف على تدمير منازل السكان من الثوار والمهاجرين والأكراد الذين طردوا من المنطقة، وكان يساعده في المهام الإنتقامية هذه كلٌ من مصطفى العمر (التمساح) وأبو مصعب حسين علي الجعفر، فكان بحق، يشغل ـ ودون تسمية رسمية ـ منصب مسؤول سرقات المنازل وبيع المسروقات وتفجير بيوت الثوار.

كان خليل اللايح يعمل في السعودية، حيث عاد بعد تحرير سلوك وانضم إلى كتيبة القادسية، وكان من أوائل المبايعين لجبهة النصرة (ومن الخلية الأولى التي تشكلت منها داعش داخل الجبهة)، وبالطبع دون أن يكون له أقل دراية شرعية أو مؤهلات معرفية أو قيادية يمتاز بها، وكان لأبو مصعب، خلف الحلوس، الدور الأبرز في جذبه ومبايعته للتنظيم، وبعد ذلك عُيِّنَ أميراً لسرية في تل أبيض خلفآ لخلف الذياب الحلوس في التعيين الأول، وبعدها عُيِّن إداريآ في سلوك، والمفوض الرئيسي في أمور البيع والشراء، وبخاصة صوامع الحبوب التي بيعت في المنطقة بإشرافه، والمولدات والجرارات والآليات، حيث نال منها جراراً بعد كل تلك الجرارات المسروقة التي باعها (والتي يسمونها هم غنائمَ) كمكافأة له على ذلك الجهد العظيم الذي بذله لداعش، مع أنه كان رجلاً معدماً لا يملك شيئاً قبل الثورة وكما يعرفه كل أهل المنطقة، وبعد ذلك عُيِّن نائبآ لأبي المعتصم (سليمان العكال، أبرز أمراء داعش في المنطقة الشمالية، ومن مجموعة صيدنايا التي سيأتي ذكرها لاحقاً) وكان وقتها أميراً على سلوك.

كان أبو ابراهيم اللايح معروفاً بميله لجبهة النصرة أثناء ظهور داعش، إلا أن طموحاته وطمعه الشخصي هو ما قاده لمبايعة داعش، فقد كانت مطامعه الشخصية غالبة على طبعه، ومن أقواله المشهورة حين سئل عن رأيه برد الظواهري حين أصدر فتواه الشهيرة بفك الإرتباط بين الجبهة وداعش أنه قال: ” الظواهري (خرف)، ويحتاج إلى دورة شرعية “.
ومن عشيرة المشهور عموماً في سلوك ظهر من الشخصيات: طحري عبد الله الحسن ـ من قرية شريعان ـ ويقال له أحياناً (طحري النَّرّي)، أحد شرعيي داعش من عشيرة المشهور، ويلقب (أبو أحمد طحري)، وقد صدر مؤخراً قرار بطرده من التنظيم بحجة مخالفته للأوامر (ربما لإسناد مهمة أمنية جديدة له)، وهو من أبرز شخصيات داعش في الريف الشمالي وممن ساهموا بادخال داعش إلى المحافظة، وسعد الشحاذة، وهو زوج أخت مصطفى العمر(التمساح)، كذلك من عشيرة المشهور مصطفى الحمود الذي أقدم عقب تحرير منطقة تل أبيض، هو ومجموعة من عناصر داعش ومبايعيها معه على سرقة آليات الاكراد بعد دخول التنظيم إلى تل أبيض، وهو الذي سرق محل أحد التجار الأكراد وصاحب محل الجملة الذي يدعى (أبوعلي الميزرو)، ومعه أيضاً أحمد السلطان وأخوه عواد السلطان (مع العلم أن عواد السلطان كان مدير شعبة الهلال القطري)، وقد نقلوا القسم الأكبر من الآليـَات الزراعية والسيارات ومحركات المياه إلى أمام منازلهم وقاموا ببيعها بأسعار منخفضة، وقد اشتركت معهم مجموعة أخرى، منهم: خالد العايد (من عشيرة البوخميس)، والشخص الذي يلقب (أوريس) من بيت الموح، كما قاموا بنهب بيوت الكرد التي تقع في حارة الجسر القسم الشرقي، واشترك معهم من عائلة البلو: محمد البلو ومناف خليل البلو وابراهيم المطر البلو ورمضان المطر البلو وأبناء العمير من تل أبيض الشرقي.. كذلك من المشهور يُذكر مصطفى الذياب،أبوهمام، و أخوه سلامة الذياب، أبو ثائر، وعبد الله السالم (أبو خطاب)، وهو أمير ومسؤول المحروقات في سلوك، ثم الجماعة الذين يسمونهم عشائرياً بالطروديين، ومنهم: أبو جابر،أحمد صالح الجابر، و(التمساح)، مصطفى العمر، وجماعة الجـرادي من بنـي محمد من الجيسـات، وهم من سكان سلوك، من قرية مليحان، حيث يقطن أبو قيس الشنير(سنتحدث عنه بعد قليل)، وأبرزهم: عبدالمحسن الجرادي الملقب أبو زيد وأخوه (أبو مجاهد) عبد الرحيم الجرادي وبقية أخوتهم، ثم جماعة البدو وأبرز الموجودين ضمن داعش منهم جماعة الشوكان الذين على رأسهم خليل الشوكان، أبوعبدالرحمن، وأخوه محمد الشوكان، أبو جاسم، وآخرون من آل شوكان، ثم مجموعة قرية الإرتوازية ومجموعة قرية الدروان وقرية الهباه.

إذا الرقةُ سُئِلت .. بأيِّ ذنبٍ قُتلت ؟ (3)
أما عبد الرحمن أحمد الشنير، المعروف باسم (أبي قيس الأمني)، فهو من قرية مليحان شرقي سلوك، ويعد هذا الشخص من أخطر أمنيي داعش في الرقة، أصله بدوي من عشيرة الفدعان، وهو طالب في كلية الكيمياء، يرتدي دوماً نظارات طبية، ويعتبر العقل المدبر لكافة عمليات الإختطاف داخل الرقة وضواحيها، التحق في بدايات الثورة بكتيبة القادسية، سرية عمر بن الخطاب، لكنه بعد اتصاله سراً بتنظيم داعش أعلن تخليه كذباً عن العمل المسلح في الوقت الذي كان ينسّق سراً مع داعش، وراح يردد في مجالسه الخاصة ـ تمويهاً ـ بأن عائلته تعارض بشدة التحاقه بالفصائل المسلحة، وأنه لا ينوي أن يبعد في نشاطه أكثر من العمل الإغاثي أو المساعدة الإنسانية. انتقل بعد ذلك سراً إلى المكتب الأمني لداعش بعد ظهور جبهة النصرة برفقة المدعو أبو النور وأبو حمزة، أنس البابنسي وأبو حمزة رياضيات وأبو هاجر قبل أن يلتحق بهم أبو لقمان وأبو صهيب وأبو يوسف وأبو علي الكردي وأبو بصير، وقد تم تعيينه أمنياً على المهاجرين الذين كانوا يتوافدون حديثاً إلى المنطقة بدايات عام 2013، وتقصي أخبارهم ومتابعة شؤونهم، وكان له الدور الأكبر في تصفية الكثير منهم بسبب مراقبتهم وإبلاغ المكتب الأمني عنهم.

ويعتبر أبو قيس الشّنّير من أقرب الناس لأبي لقمان، وذلك لوجود صلة معرفة قوية بينه وبين أبي لقمان منذ القدم، وكان أبو لقمان لا يأمن على نفسه أن ينام إلا في بيت أبي قيس في مليحان، قام بتسليم شخص يدعى أبا هزاع وأخاه لداعش، وقد شارك في عملية الخطف بنفسه بقيادة أبي ياسرالعراقي، كما قام بخطف الشيخ خليل المطلق وبعدها قتله. وهو من أكثر الأمنين تخفياً وحرصاً على نفسه وذلك من شدة جبنه وكثرة غدره بمن حوله، مع شدة العصبية في ميله إلى قبيلته وإلى البدو عموماً، ومع الشائع عنه في العموم بأنه شخص كذاب ومتسلق، ولم يشارك في أية معركة أبداً حتى اليوم. مظهره الخارجي نحيف قصير ومتوسط الطول، وهو حليق اللحية، كثير المزاودة على الآخرين ومنافق متملق من الطراز الرفيع.

ويذكر عنه أيضاً أنه شارك في وساطة قبلية، فكان صلة وصل بين داعش وشيوخ الفدعان من أجل البيعة، وقد ضغط على الفدعان، وعلى رأسهم الشيخ فيصل الدهام ومعزي العيد وسعد العيد، وجمع الكثير من المعلومات حول أهم شخصيات البدو ثم سلم الملف لتنظيم داعش.