شباب الرقّة مُعتقلٌ ومهجّرٌ ومجنّد

الرقة تذبح بصمت

المكتوب من عنوانه، هذا هو حال شباب الرقّة الذي أصبح مُجزّءًا في فئاتٍ ثلاث في سعيٍ منه لنَيلِ الحريّة بعدما جعل من الرقّة عاصمةً للحريّة يؤمُّها كلّ من لا يعلم عن الحريّة إلّا حروفها.


فبعد خروج نظام الأسد من الرقّة في 2013 عمل الشباب الرقّيّ جاهدًا كي يسدّ الفراغ الحاصل في المؤسسات الحكوميّة، فعملوا في مجال الإعلام، والخدمات الطبيّة، والإغاثيّة، وحتّى التعليم، واصلين اللّيل بالنهار كي تكون الرقّة عاصمة الحريّة عن جدارة، ليلٌ نهار، نهارٌ ليل، فَ ليلُ داعش الذي حوّل الحقيقة إلى كابوس، فراحَ يلاحق الشبّان من ناشطين مدنيين سلميين، و إعلاميين يتخطّفهم غدرًا، ويغتال الأمل فيهم، ممّا دفعهم لمغادرة الرقّة بعد أن وقع كثيرٌ منهم في قبضة التنظيم، ولاقَوا منه ويلات العذاب، و التغييب في السجون.
فكانت أيّام التنظيم الأُولى ملاحقة وتصفية وإلصاق التّهم لكلّ من يُعارض تواجده على الأرض، وكان للشباب النصيب الأكبر من تلك السياسة التعسفيّة كونّه القسم الأكبر الرافض للتنظيم، فيما كان القسم المتبقّي منهم يتمّ إغراؤه من قِبَل التنظيم بالرواتب، والإعانات للإنتماء في صفوفه، وتنسيبه كي يكون على جبهات القتال في سياسةٍ أُخرى ألا وهي هدر دمائهم على جبهاته المتخبّطة آنذاك.

ناهيك عن تضييق الخناق عليهم من خلال فرض التنظيم لكثير من القيود التي تخصّ تحرّكات الشباب كإصدار تعليمات حول اللّباس كرفع إزار البنطال، وعدم إرتداء أنواع محدّدة من القماش، وحلق الشوارب وإطلاق اللّحى، والتدخين، وتحميل الأغاني والصور على الهواتف المحمولة، حيث أنّ كلّ واحدة من هذه المخالفات تُعرّض صاحبها للسجن مع دورة شرعيّة تتراوح مُدّتها بين 30-10 يومًا، ودفع غرامة ماليّة.
ومن خناق النظام ، وغدر التنظيم يقع الشباب في الرقّة فريسةً أُخرى لميليشيا “قسد” والمتمثِّلة بمنظّمتي PKK و YPG فها هم منذ سيطرتهم على الرقّة في 2017 وهم يقومون بتصيّد الشباب على الحواجز، أو ملاحقتهم واقتحام منازلهم، ولا تزال سلطة الأمر الواقع هناك تقوم بين الفينة والأُخرى بإصدار أوامر تجنيد فئةٍ عمريّةٍ محدّدة، في حملة استنزافٍ لما تبقّى من الشباب المتواجدين على أرض الرقّة.
قرارتٌ تدفع بالأهالي في كلّ مرّة إلى استنكار مثل هكذا قرارت تعسفيّة بحقّ الشباب، وكان آخر ضحيّة لهذه القرارات اعتقال عدد من الشبّان من على حاجز الفروسيّة في الرقّة في 15 من هذا الشهر، وذلك للزجّ بهم في معسكرات التجنيد الإجباريّ.
قرارات لا تفسير لها إلّا إفراغ الرقّة من شبابها، وتغييرها ديموغرافيًّا من أجل قيام الإنفصال المزعوم.
أساليب لم تكن حتّى الشابات بمنأًى عنها، تدفع بشباب الرقّة ذكوراً وإناثًا بشكلٍ يوميّ إلى مغادرتها إلى دول الجوار التي ما عادت تستقبلهم فيكونوا ضحايا لرصاص قنّاصيها، أو يشقّوا طريقهم عبر البحر إلى القارّة العجوز فيكون نصيبٌ للبحر منهم أيضًا، ولم ننسَ الفئة الرابعة وهم من ضحّوا بأرواحهم ودمائهم لإعلاء صوت الحقّ وتحقيق الحريّة المُثلى.