ميليشيا قسد تنتقم من المدنيين عبر المفخخات

الرقة تذبح بصمت

منذ انسحاب ميليشيا قسد من الشمال السوريّ بعد بدء عمليّة ” نبع السلام” التي تقودها تركيا والتي تهدف لانشاء منطقة آمنة على الحدود السورية التركية حسب التصريحات الرسمية التركية، لتبدأ ” قسد” بعمليّة انتقام من أهالي المناطق التي انسحبت منها فكان لمدينة تلّ أبيض وضواحيها النصيب الأكبر من هذا الانتقام، إذ لا يكاد يمرّ يوم أو يومان إلّا ويقع انفجار يأخذ ما يأخذ من الأرواح، ويدمّر البيوت والمحال، وكأنّها رسالة تريد أن توصلها “قسد” نحكمكم أو نقتلكم، رسالة يشبه فحواها الرسائل التي يبعث بها نظام الأسد إلى الشعب السوريّ الذي طالب بإسقاطه ونيل الحريّة المنشودة.

يوم الأحد 10/11/2019 يومٌ مشؤوم على أهالي بلدة سلوك في ريف الرقّة الشمالي، وذلك بعد استهداف الشارع الرئيسيّ في البلدة بسيارة مفخخة عند الساعة الثانية ظهراً، أسفر عن 7 شهداء و 18 إصابة ثلاثة منهم أطفال وجميعهم من المدنيين.

أمّا بالنسبة لكيفية وقوع الانفجار:
فكانت قد احتجزت ميليشيا الأسايش في وقتٍ سابق سيّارة المدعو (حمد حجّ البطحان) واتّصلت به قبل يوم من وقوع التفجير، وأعادت له السيّارة، وأثناء قيادة المدعو البطحان لسيّارته في اليوم التالي قام بركن سيّارته في السوق، وما هي إلّا لحظات وانفجرت السيّارة ممّا أدّى إلى مقتله، وهذا ما يؤكّد بأنّ ميليشيا الأسايش قامت بتفخيخ السيّارة وتفجيرها عن بُعد.
وفي نفس اليوم قام فصيل أحرار الشرقيّة التابع لـ “الجيش الوطنيّ” بتفجير سيّارة في بلدة حمّام التركمان، وقد تمّ تفجيرها خارج البلدة، وذلك بعد أن قام الإرهابي المُوكَل إليه تفجير السيّارة بتسليم نفسه، وأخبر أنّ السيّارة مفخّخة ولا يزال التحقيق جارٍ معه حتّى الآن.
هذا وقد سبق هذين التفجيرين العشرات من التفجيرات في مدينة تلّ أبيض والبلدات المحيطة بها، والتي قضى بها العشرات من الشهداء المدنيين كنوع من الانتقام تردّ به ميليشيا قسد على خسارتها في منطقة الجزيرة السورية ومدينة تل ابيض وريفها، وتأتي هذه التفجيرات بعد توعّد مراسلة قناة الآن روناك شيخي بمزيد من التفجيرات وذلك عقب التفجير الذي حصل بتاريخ 23/10/2019.


وقد أصدر أهالي مدينة تلّ أبيض وسلوك و ماحولهما بياناً يدينون به الاعتداءات التي تقوم بها عصابات PKK حسب وصفهم، و بكافة أذرعها YPG و YPJ مستنكرين الأعمال الوحشيّة بحق المدنيين من تفجيرات وألغام والتي راح ضحيّتها أطفال وشيوخ ونساء، داعين المجتمع الدوليّ وكافّة منظّمات حقوق الإنسان لاتّخاذ واجبها والوقوف بوجه هذه الأعمال التخريبيّة.