داعش، للتنظيم بقيّة

الرقة تذبح بصمت

يتوالى العامّ بعد العامّ على خروج تنظيم داعش من الرقّة في 2017 وسيطرة ميليشيا سوريا الديمقراطيّة “قسد”التي لا زالت تحارب فلول التنظيم في ريف دير الزور شرقيّ سوريا، ولكن يبقى التساؤل بعد خوض كلّ هذه الحروب على مدار العامين ما هو مصير أسرى داعش؟ وأين هم من فرّوا؟ وما مدى خطورة تواجدهم في أماكن تُعتبر واضحة بالنسبة للكثير؟ تساؤلاتٌ لا تزال تُطرَح، خاصّة وأنّ بعض البلدان ترفض تماماً عودة مواطنيها إليها.
كما أنّ ميليشيا “قسد” وداعمتها واشنطن لا زالوا يشيدون بانتصاراتهم ضدّ التنظيم؛ فيما لا يزال الكثير من عناصره يتجوّلون ضمن المناطق والمدن التي أُخرِجوا منها، والتي كانت تصل مساحتها حوالي 20 ألف ميل مربّع في كلّ من سوريا والعراق.


وينقسم مصير الدواعش الذين خرجوا أحياء أو نفذوا من تحت ضربات التحالف إلى ثلاثة أقسام:
فمنهم لا زال باقٍ ضمن بلده الذي كان مُسيطراً عليه من قِبَل التنظيم بعد نزعِه ثوبَ الدعشنة متخفّياً في ثوب المدنيّة التي لطالما كان يُحاربها، ويتابع حياته بشكلٍ اعتيادي، وبجانبه نوعٌ آخر وهو ما يُسمّى بالخلايا النائمة التي تقوم بتنفيذ عمليّات الاغتيالات ضدّ مقاتليّ”قسد” أو تنفيذ التفجيرات والتي تطال المدنيين إلى جانب عناصر الميليشيا.
أمّا القسم الثاني: وهو الذي وقعوا كأسرى حرب بأيدي ميليشيا” قسد” وهذا النوع هو الذي جاءَ مهاجراً من دول العالم خاصّة أوروبا، والتي ترفض بعض دولها استقبال مواطنيها من الدواعش.
إذ لا تقتصر حملة مواجهة إرهاب تنظيم داعش على محاربة تواجدهم على الأرض، أو حملهم السلاح فقط، بل يتعدّى الأمر إلى محاربة فكر الإرهاب بشكلٍ عامّ، ممّا يتطلّب عمل المجتمع الدوليّ ككلّ، و لا أن يلقُوا عاتق محاربة التنظيم على كاهل “قسد” والتي تُعتبر أضعف من أن تتحمّل ذلك العبئ .
كما ويتوزّع هذا القسم من الدواعش مع عائلاتهم من نساء وأطفال على ثلاثة مخيّمات وهي موجودة تحت سيطرة ميليشيا “قسد” والمخيّمات هي روج، والهول ، وعين عيسى.
إذ ينتمي هؤلاء الدواعش إلى أكثر من 44 دولة عربيّة وغربيّة اضافة إلى سوريا، كانت دُولهم قد ألقت بهم في مستنقع التنظيم للتخلّص منهم إلّا أنّ السحر انقلب على الساحر ليُشكّلوا مصدر خطر لدولهم وخاصّة الأوروبيّة منها، وهو ما نتج عنهم القسم الثالث: والذين ركبوا موج الهجرة مع ممّن هاجروا من أبناء الشمال الشرقيّ السوريّ، الفارّين من ظلم داعش ، وقصف التحالف آنذاك، وبهذا وصل هؤلاء الدواعش على أنّهم لاجئين، خاصّةً الذين هم سوريين أو عراقيين ممّا سهّل عليهم التخفّي بين اللّاجئين، وبذلك يسهّل انتشارهم في المجتمع الأوروبيّ، وبين اللّاجئين هناك.