المقابر الجماعية في الرقة.. من يقف وراء قتل الضحايا؟

المصدر: الجزيرة نت

بدا هول الصدمة واضحا على يحيى المحمد (33 عاما) بعد تلقيه أمس السبت نبأ العثور على جثمان ابن عمه الشاب مصطفى في إحدى المقابر الجماعية بمدينة الرقة السورية، من بين مئات الضحايا الذين قضوا خلال معارك السيطرة على المدينة.

وبصوت خافت يخبر يحيى الجزيرة نت كيف فر وأسرته من المدينة قبل عام ونصف جراء اعتقال تنظيم الدولة الإسلامية لابن عمه، واشتداد المعارك لاحقا بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي، قبل أن ينتهي به المطاف في ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة المعارضة.

وينتاب يحيى اليوم شعور بالخوف والخشية على مصير من تبقى من إخوته وأقاربه في الرقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فهو لا يعلم إن كانوا على قيد الحياة، أم قتلوا خلال القصف على المدينة من طيران التحالف أو عمليات الإعدام التي نفذها تنظيم الدولة بحق عدد من المدنيين إبان سيطرته على المدينة.

وأشار الشاب النازح إلى أن تنظيم الدولة قام خلال فترة سيطرته على الرقة باعتقال العشرات من الشبان بتهم عدة، من بينها التدخين وترك الصلاة، ليتم فيما بعد نقلهم إلى الجبهات للمشاركة في حفر الخنادق وتحصين المواقع العسكرية، مؤكدا أن التنظيم اتخذ المدنيين دروعا بشرية أمام قصف التحالف وقوات سوريا الديمقراطية، عدا عن إعدامه البعض منهم، حسب قوله.

ويوم الثلاثاء الماضي بدأ “فريق الاستجابة الأولية” في الرقة -الذي يتبع مجلس الرقة المدني- بانتشال جثث مدنيين من أكبر مقبرة جماعية في منطقة البانوراما، حيث قدر فريق الاستجابة أعداد الجثث بما يتراوح بين 1000 و1500 جثة معظمها لمدنيين.

الجثث المنتشلة
وبلغ عدد الجثث المنتشلة منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 -بحسب فريق الاستجابة- قرابة 2777 جثة، منها 1050 من مقابر جماعية، و1200 جثة منتشلة من تحت الأنقاض، بينها نحو 460 جثة لأطفال، وتقول قوات سوريا الديمقراطية إنهم قتلوا على يد تنظيم الدولة.

من جهتها، أكدت شبكات إعلامية محلية من المدينة -بينها شبكة “الرقة تذبح بصمت”- أن المدنيين قتلوا جراء الغارات الجوية على المدينة من طيران التحالف الدولي خلال المعارك مع تنظيم الدولة.

ووفق الناشط الإعلامي في الشبكة صلال المفتاح، فإن “مقبرة البانوراما تعتبر الأكبر في محافظة الرقة، واكتشفت منذ قرابة العام، لكن العمل فيها بدأ قبل أيام معدودة، حيث قام تنظيم الدولة بإحداثها ليتمكن الأهالي من دفن ضحايا القصف، لأن المدينة كانت محاصرة ويصعب الوصول إلى مقبرتها الرئيسية”.

القصف العشوائي
وعن الجهة التي تقف وراء مقتل مئات المدنيين في المقبرة، أكد المفتاح للجزيرة نت أن المسؤول عن معظم الضحايا هو التحالف الدولي، بسبب قصفه المدينة عشوائيا بأكثر من 3800 غارة، بالإضافة إلى 30 ألف قذيفة مدفعية وهاون، مرتكبا عشرات المجازر التي تم توثيقها من فريق “الرقة تذبح بصمت”.

واعتبر أن مجلس الرقة المدني يخرج بتصريحات عدة ينسب خلالها قتل المدنيين في تلك المقابر إلى تنظيم الدولة، “لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الفاعل هو التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر اليوم على الرقة”.

أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد وثقت في تقريرها الصادر عام 2017 مقتل 2323 مدنيا -بينهم 543 طفلا و346 امرأة بالغة- في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وأكتوبر/تشرين الأول 2017، مضيفة أن المدنيين قضوا على يد الأطراف الثلاثة الفاعلة في معركة الرقة (التحالف الدولي، قوات سوريا الديمقراطية، تنظيم الدولة).




Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".