خاص – الرقة تذبح بصمت
شن تنظيم “داعش” منذ نحو أسبوعين، هجوماً شمال الرقة استهدف بشكل أساسيّ مدينة عين عيسى والقرى المحيطة بها، أعقبه معارك عنيفة خسرت وحدات حماية الشعب الــYPG خلالها ما يقارب مئة من عناصرها، فيما قتل لتنظيم داعش ما يزيد عن 40 عنصراً.
وبدأ التنظيم هجومه على المنطقة من محاور عدة إذ وصلت قواته إلى داخل مدينة عين عيسى قرابة الخامسة صباحاً كما استطاعت مجموعة من عناصره الوصول إلى نقطة الحاووز التي يتخذها عناصر وحدات الحماية مقراً لهم وفاجؤوهم فقتلوهم ذبحاً بالسكاكين، فيقول لنا أحد سكان القرى القريبة من النقطة إن “أصوات النساء من المقاتلات كانت مسموعة بشكل واضح فيما لم تُسمع أصوات أعيرة نارية خلال ذلك الهجوم”.
واستمرت سيطرة التنظيم على داخل المدينة مدة ساعتين تغير بعدها مجرى المعركة مع دخول سلاح الجو التابع للتحالف الدولي واستقدام وحدات حماية الشعب مؤازرة كبيرة، إلّا أنّ العامل الأهم في استعادة المدينة كان ثبات عناصر وحدات الحماية في محطة الكهرباء القريبة من اللواء 93 وفي المدرسة الواقعة قرب القوس بمدخل المدينة الجنوبي.
وبقيت قوات وحدات حماية الشعب على أطراف البلدة لساعات حيث مشطوا محيطها ثم اقتحموها وقتلوا عناصر التنظيم المتواجدين هناك، كما ساعد لواء ثوار الرقة عبر مؤازرات أرسلها إلى وحدات الحماية في استعادة المنطقة، رغم وجود خلافات كبيرة بين الطرفين.
وبعد هدوء الجبهات واقتصارها على الاشتباكات المتقطعة جنوب المدينة وغربيها باتت المنطقة تعاني من غياب الكهرباء والمياه، فيقول الأهالي إن الخبز متوفر مع تشغيل عدد إضافي من الأفران في المنطقة بسعر مئة ليرة سورية لـ 13 رغيفاً، كما أنّ هنالك قطع كامل للطريق الواصل بين المنطقة ومدينة الرقة بسبب غزارة الأمطار خلال الفترة الماضية والمعارك الدائرة على الطريق”.
وتشهد المنطقة مؤخراً، تحليقاً مكثفاً جداً للطيران الحربي، حيث يتعرض أي شخص يقترب من الساتر المحيط بمدينة عين عيسى لقصف جويّ في وقت ترتكب فيه الطائرة أخطاء عدة عبر استهداف منازل المدنيين بالريف القريب من الجهة الجنوبية للمدينة كان آخرها مجزرة بحق عائلة بمزرعة الشفاقة راح ضحيتها خمسة أشخاص بينهم أربعة أطفال، كما أن الوحدات تمنع التنقل في الريف الشمالي ما يزيد المعاناة الكبيرة للأهالي وبخاصة على الصعيد الطبي الذي يعاني نقصاً كبيراً في المواد الطبية والكوادر.
كل هذا يجعل فكرة إخراج تنظيم داعش من الرقة المدينة وبقية الريف أمر غير محبب كثيراً في حال كانت قوات سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب بصورة أوضح هي صاحب المبادرة.
