التطرف بشقيه يمزق ريف الرقة الشمالي

خاص – الرقة تذبح بصمت 

انتهت المعارك في الريف الشمالي لمحافظة الرقة منذ ما يقارب الشهرين, بعد معارك بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية “YPG” , استطاعت خلالها قوات الحماية فرض سيطرتها على المنطقة وطرد تنظيم داعش الارهابي منها , الا أن خروج المنطقة من قبضة التطرف اليميني اخضعها لسيطرة التطرف اليساري مسبباً نزوح اهالي تلك المنطقة إلى تركيا أو نحو الرقة المدينة .

النزوح نحو تركيا :

اختارت العديد من اهالي المنطقة الشمالية النزوح نحو تركيا مع اقتراب المعارك وكانت اعداد النازحين تزيد مع اقتراب مناطقهم من الاشتباكات بنسبة ( 15 الى 20 )% من سكان المناطق الشمالية , وتجمعت العائلات على طول الشريط الحدودي لتتمكن من الدخول إلى الأراضي التركيا عبر ممرات إنسانية فتحتها السلطات التركيا عبر السلك الشائك, وترافق ذلك مع ساعات وايام من الانتظار بالعراء وتحت اشعة الشمس التي تسبب بإصابة ضربات شمس للأطفال وحالات وفاة, يرافقها نيران القنص التي راح ضحيتها العديد من الاطفال والنساء كون غالبية النازحين كانت من تلك الشريحة .

لم تحل المشكلة بدخولهم الاراضي التركية في ظل تقاعس المنظمات الدولية والهيئات التي تعنى بشؤون اللاجئين , بل تركوا يتحملون مسؤولية قرارهم بالهرب , فتابع الاهالي مهمة الحفاظ على ارواحهم لوحدهم , وانشؤوا مخيمات من الأكياس لتخفف عليهم حر الشمس يرافقها جولات حراسة على الاطفال لحمايتهم من الحشرات والزواحف اثناء نومهم.

يؤكد احمد الحاج صالح الذي افرغ نفسه لمتابعة احوال النازحين : عدد من تمكنوا من الدخول الى داخل الاراضي التركيا من المناطق الشمالية هو قرابة 30 الف نازح , عاد إلى تل ابيض منهم بضعة مئات لكن سياسة الفصائل الكردية والاعتقالات التي تجري على العائدين ادت الى تريث تلك العائلات والبقاء لمعرفة ما يجري والعامل الاخر هو اغلاق البوابة الحدودية بشكل كامل , لكن خلال الايام القليلة الماضية عادت ونشطت من جديد حركة نزوح قرى ريف تل ابيض الشرقي وريف مدينة سلوك الى تركيا بسبب سياسة التهجير الجماعي والقسري التي تتبعها الفصائل الكردية تجاه القرى العربية بالريف الشمالية والتي ترمي الى التغيير الديموغرافي للمنطقة حسب راي الكثير من اهالي المنطقة , حيث نزح قرابة 1000 شخص منذ ما يقارب الاسبوع

النزوح نحو الرقة :

نزح باتجاه الرقة المدينة والريف المحيط بها ما يزيد عن 150 الف شخص من اهالي المنطقة الشمالي , لجأوا الى منازل اقاربهم ومراكز الايواء التي تغص بالنازحين القادمين من السخنة وتدمر في وقت سابق , وارتفع عدد مراكز الايواء الى ما يزيد عن 14 مركزاً لا ترعاها أي جهة او منظمة اغاثية او انسانية من بعد اغلاق التنظيم لهذه المنظمات في وقت سابق , ومن جهة اخرى لا يقدم التنظيم المساعدة لتلك العائلات التي تعاني من ظروف اقتصادية وانسانية صعبة على الرغم من امتلاكه امكانيات كبيرة, بل يمنعهم من العودة الى قراهم ومدنهم التي خرجت عن سيطرته .

ارقام واحصائيات:

يقول الاستاذ “احمد الحاج صالح” عن تجمع النازحين بمدينة اقجة قلعه التركيا : عدد الخيام 103 إن جاز القول انها خيمة, وهي عبارة عن بقايا بطانيات وخرق ممزقه واكياس حصير مصنوعه من البلاستيك , حبال هذه “الخيم” من بقايا الثياب المهترئة واغطية الراس للنساء , اقيمت مستندة الى سور كراج مهجور يتبع لبلدية “اقجه قلعه” التركية .

  • 907 مدني من اراضي سورية يسيطر عليها تنظيم دولة الخرافة الذي يتغنى اعلامه برغد العيش لمسلمي ولاية الرقة وولاية الخير ومن تل ابيض المبشرة بديمقراطية وحدات الحماية.
  • 517 منهم تتراوح اعمارهم بين اليوم وحتى اقل من 18 سنه.
  • 194 امرأة وفتاة اكثر من 18 سنه.
  • 37 شخص فوق ال 70 سنه.
  • 159 رجل وشاب.
  • 17 حالة اعاقه بين الاطفال من العمى الى الشلل الدماغي الى بتر احد الاطراف.
  • 3 حالات اسهال شديد بين الاطفال ادت الى التجفاف.
  • 17 حالة حمل دون مراقبه.
  • 2 حالة اجهاض دون مشفى.
  • 5 حالات سكري .

يضيف الحاج صالح : “جلست معهم بفترة العيد سمعت منهم قصصا ليست كالقصص رأيت وخجلت وربما بكيت , لا خصوصيه هنا بشيء, لا بالطعام ولا بالتربية ولا بالاحاديث العائلية ولا العلاقات الحميمية لا بالاستحمام ولا بالنوم , من دير الزور واريافها هُجروا من قبل النظام وتنظيم الدولة, ومن الرقة كذلك هربوا بحياة اطفالهم من صواريخ الاسد وقصف طيران التحالف ومن جور تنظيم الدولة, ومن تل ابيض هُجروا على يد قوات الـ YPG المبشرة بديمقراطية وامان, ترجمت على ارض الواقع بجرف بيوتهم وطردهم ونهب ممتلكاتهم”.

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".