خلافات وتلاسن أميركي أوروبي بشأن مصير مقاتلي تنظيم الدولة

انتقدت الولايات المتحدة طلب دول أوروبية من العراق محاكمة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، واعتبرت أنه “غير مسؤول” وذلك في انتقاد مبطن لرفض فرنسا استقبال مواطنيها المرحلين من مقاتلي التنظيم.

وقال نايثان سيلز منسق مكافحة الإرهاب بالخارجية “تعتقد الولايات المتحدة أنه من غير المناسب مطالبة العراق بشكل خاص تحمل العبء الإضافي للمقاتلين الأجانب، وخصوصا من أوروبا”.

وأضاف للصحفيين بعد اجتماع أكثر من ثلاثين دولة في واشنطن بشأن مكافحة التنظيم “يجب ألا يتوقع أحد أن تحل الولايات المتحدة أو أي طرف آخر تلك المشكلة نيابة عنهم.. لدينا جميعا مسؤولية مشتركة لضمان عدم تمكن مقاتلي داعش (الدولة الإسلامية) من العودة لميدان المعركة ولمنع داعش من إلهام جيل تال من الإرهابيين أو دفعهم نحو التطرف”.

وخسر تنظيم الدولة كل الأراضي تقريبا التي سيطر عليها في سوريا والعراق لكنه ما زال يشكل تهديدا أمنيا في سوريا وخارجها، وما زال نحو عشرة آلاف من أعضاء التنظيم وعشرات الآلاف من أفراد أسرهم محتجزين في مخيمات في شمال شرق سوريا تحرسها قوات كردية سورية متحالفة مع الولايات المتحدة.

وتريد الولايات المتحدة عودة مقاتلي التنظيم لدولهم للمثول للمحاكمة أو إعادة التأهيل، لكن أوروبا لا تريد أن تحاكم مواطنيها الأعضاء بالتنظيم على أراضيها بسبب صعوبات جمع الأدلة التي تدينهم وخشيتها من خطر شنهم هجمات على أراضيها.

وحذر سيلز من احتمال فرار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين تحتجزهم “قوات سوريا الديمقراطية” وقال “إنها سوريا. كلنا نعلم أن الأمور هناك قد تتغير في طرفة عين”.

رد فرنسي
في المقابل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في تصريحات للصحفيين بعد الاجتماع إن المقاتلين “يجب إحالتهم للعدالة بأقرب (ما يمكن) بسبب الجرائم التي اقترفوها” في إشارة إلى عدم الرغبة في إعادتهم إلى بلادهم.

وقال الممثل الأميركي الخاص لسوريا جيم جيفري إنه يوجد “خلاف في الرأي” بين الدول الأعضاء بالتحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة يتعلق بما إذا كان ينبغي للدول الأصلية لمسلحي التنظيم استلام مواطنيها المحتجزين.

وذكر في مؤتمر صحفي على هامش الاجتماع “يوجد خلاف في الرأي بشأن ما إذا كان ينبغي تسليمهم أم ستبحث تلك الدول أمرا ما وتدرسه بمزيد من التفصيل. لكن جرى الإقرار بأن هذه مشكلة كبرى”.

وحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الدول الأعضاء بالتحالف على استعادة المتشددين الأجانب وتعزيز التمويل للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية بالعراق وسوريا التي تضررت بشدة بسبب الصراع.

وقال بومبيو في كلمة ألقاها خلال افتتاح اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة “يتعين على أعضاء التحالف استعادة آلاف المقاتلين الإرهابيين الأجانب المحتجزين ومحاسبتهم على الأعمال الوحشية التي ارتكبوها”.

ترحيل المقاتلين
في غضون ذلك، قالت تركيا إنها سترحل مقاتلا أميركيا من تنظيم الدولة بعدما رفضت اليونان دخوله إلى أراضيها، كما أرسلت ثمانية أجانب لهم صلات بالتنظيم لألمانيا وبريطانيا.

وأعلنت السلطات التركية الاثنين الماضي أنها بدأت ترحيل مقاتلي تنظيم الدولة المحتجزين حيث بدأت بترحيل اثنين أحدهما ألماني والآخر أميركي، وقالت إنها ستُرّحل 23 أسيرا آخرين، جميعهم أوروبيون، في غضون الأيام المقبلة.

وقالت الشرطة اليونانية إن ضباطا من الشرطة التركية قدموا إلى موقع حدودي عند بلدة كاستانيس اليونانية وطلبوا تسليم مواطن أميركي ينحدر من أصول عربية كان برفقتهم لليونان عقب القبض عليه متجاوزا فترة إقامته في تركيا.

وأضافت الشرطة اليونانية أن السلطات رفضت السماح بدخول الرجل وأعيد إلى تركيا. لكن وسائل إعلام تركية رسمية قالت إنه ظل في منطقة حدودية بين البلدين.

وقالت وزارة الداخلية أمس الخميس إن الولايات المتحدة وافقت على استعادة المقاتل الذي طلب ترحيله إلى اليونان قبيل منع دخوله، وإن السلطات التركية بدأت في الإجراءات الضرورية لذلك.

المصدر : الجزيرة