البغداديّ في إصدار جديد

الرقة تذبح بصمت

الإصدار هذه المرّة ليس بحقّ إعلاميين أو ناشطيين، ولا بحقّ أبرياء وقفوا في وجه تنظيم داعش رفضاً لأفكاره التي هي إسلاميّة بزعمه، هذه المرّة إصدارٌ ضحاياه العرب المسلمون خلال سنوات مضت، أدوات التنفيذ هي دول عُظمى تسعى لتثبيت أركانها وتحقيق مصالحها على كاهل الشعوب المغلوبة، يُعلِن فريق العمل نهاية الفيلم من نوع ال(action) والذي دارت أحداثه عن مقتل زعيم تنظيم داعش “أبو بكر البغداديّ” عمليّة أعلن عنها الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب وعلى طريقة التشويق يوم الأحد 27/10/2019 واصفاً إيّاها بالفيلم بعد أن عُثِر على زعيم التنظيم مُختبئًا في منزل في مدينة باريشا الإدلبيّة في شمال غربيّ سوريا.

إدلب تلك المحافظة التي لم تُخطئها صواريخ الأسد ولا حتّى خُطاه بعد أن عرّج عليها منذ أيّام مضت في تحدٍّ للثورة السوريّة وأبنائها، وتعريضٍ على الدولة الجارة تركيا، وتحت جناح الطائرات الروسيّة التي لطالما كانت شريكة في القصف على إدلب، وبين يدَي الفصائل الحاكمة هناك تمّ اصطياد أبي بكر البغداديّ وزوجاته وعدداً من أطفاله وأعوانه، الذين لم يكن لكلّ من هو مُتصارع على تلك الأرض على علمٍ أو درايةٍ بهم وهم يتخفّون بينهم حسب اقوالهم.


فمن الموصل مروراً بالرقّة وانتهاءً بباريشا كان للبغدادي أثر الدمار والموت على كلّ ما يمرّ عليه من بشرٍ أو حجر، ليكون الموت النهاية المُحتّمة ليس بالطريقة المُثلى التي كان يرسمها لضحاياه، ولا الشهادة التي تمنّى على جبهات القتال والساحات التي زجّ بها أبناء المناطق التي سيطر عليه تنظيمه آنذاك، بل ليموت ميتة الكلاب كما وصفها الرئيس الأميركيّ ترامب ليصعَدَ خبر موته متصدّراً التريند العالميّ قبل أن تصعّد روحه في السماء لتهوي بعدها في مكانٍ سحيق.