المنطقة الآمنة في دوامة الخلافات الدوليّة

الرقة تذبح بصمت


لا تزال شروط المنطقة الآمنة التي اقترحتها تركيا بين صدٍّ و ردٍّ بين تركيا والولايات المتّحدة من جهة كونها شريك في إقامتها، وبين تركيا و ميليشيا سوريا الديمقراطيّة “قسد” من جهة أُخرى، فبحسب ما أعلنَه مجلس سوريا الديقراطيّة “مسد” عن تنفيذ بنود الاتّفاق لإقامة المنطقة الآمنة على الحدود الشماليّة لسوريا بشكلٍ كامل.
وقال الرئيس المشترك ل” مسد” رياض درار الخميس 12 أيلول : ” أنّهم نفذوا كامل الاتّفاق مع تركيا بشأن المنطقة الآمنة إلّا أنّ تهديدات أنقرة باجتياح شمال البلاد تهدف إلى ابتزاز الأمريكيين والأوروبيين” بحسب زعمه، مُضيفاً: ” أنّ هناك مجالس عسكريّة هي التي تقوم بتأمين هذه الحدود والمناطق، وهي مجالس مناطقيّة من أبناء المنطقة”
أمّا بحسب أنقرة فقد وجّه الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان انتقاداً للولايات المتّحدة الأميركيّة وهو دعمها للميليشيات الكرديّة هناك.


وبحسب ما صدر عن البيان الخطّي لوزارة الدفاع التركيّة -أنّ الأعمال الخاصّة بإقامة منطقة آمنة شرق الفرات مستمرّة –
وكانت كُلًّا من أنقرة وواشنطن قد سيّرتا في الأيّام القليلة الماضية دوريّة بريّة مشتركة شرق الفرات في سعيٍ منهما لإنشاء المنطقة الآمنة.
من جانبه وخلال استقباله وفداً تجاريّاً أميركيّاً، انتقد الرئيس التركيّ تصرُّف الولايات المتّحدة بتزويد ميليشيا ” قسد” بالسلاح والمعدّات والذخائر بالتزامن مع إقامة المنطقة الآمنة، مُعتبراً أنّ هذا التصرُّف لا يليق بالتحالف في ظلّ تأمين عودة اللّاجئين السوريين، خاصّةً وأنّ تلك الأسلحة تُستخدَم ضدّ الدولة التركيّة، حسب قوله.


وتابع الرئيس التركيّ: “أنّ تركيا لم يعُد بإمكانها تحمُّل موجة لجوء جديدة من سوريا، وأنّ التنظيمات الإرهابيّة تشكِّل أكبر عائق أمام عودة السوريين”.
فيما أكّد وزير الخارجيّة التركيّ مولود جاويش أوغلو: ” أنّ الخطوات التي قامن بها واشنطن لإقامة منطقة آمنة شرق الفرات خطوات تجميليّة”.
وأضاف:” منذ بداية مفاوضاتنا مع الأمركيين بشأن المنطقة الآمنة حذّرناهم مم المماطلة مثل ما فعلوا في منبج، واليوم نشاهد أنّ تحذيراتنا كانت محقّة”.
كما وتابع الوزير، أنّه” إذا لم تحصل تركيا على نتيجة من الخطوات المشتركة مع الأمركيين فستدخل منطقة شرق الفرات لتطهيرها كما فعلت في مناطق درع الفرات وعفرين، وستعيد السوريين اللّاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم”.
يُذكر أنّ تركيا تستضيف حوالي 3 مليون لاجئ سوريّ منذ عامّ 2012.