الرقّة وهجمات المُباغِتة


الرقة تذبح بصمت

 

لا تزال محافظة الرقّة السوريّة ومنذ خروج تنظيم داعش عامّ 2017 على يد ميليشيا قسد المدعومة دوليّاً من قِبل التحالف بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة، تعيش تحت وقع التفجيرات التي تحصل بين الفينة والأُخرى، والتي كان آخرها خلال شهر آب المنصرم، حيث أنّ انفجارين هزّا مقرّين تابعين لميليشيا ” قسد” أحدهما في مركز القيادة الشاملة، والآخر في قسم الشرطة العسكريّة التابع لها، وقد أسفر التفجيرين عن سقوط أكثر من 20 عنصر تابع للميليشيا بين قتيلٍ وجريح.


ولم يتوقّف استهداف التفجيرات على من هو مقصودٌ منها، بل تتّسع لتطال العديد من أبناء الرقّة العُزَّل، ففي كلّ مرّة يحدث تفجير نرى أنّ المدنيين هم من يسقط أوّلاً بين قتيلٍ و جريحٍ، ففي التفجير الأخير الذي حدث قبل عِدّة أيّام في شارع فلسطين في مدينة الطبقة غربيّ الرقّة استشهدت السيّدة (خديجة محمّد العيسى) نتيجة إصابتها البالغ، بالإضافة إلى الفتى ( أحمد الشوّاخ الحمدلي) وهو من أبناء بلدة دبسي عفنان.


وقد سبق هذين التفجيرين الكثير من الهجمات المتكرّرة على ميليشيا ” قسد” المُسيطرة على منطقة شرقيّ الفرات، سواء عن طريق السيّارات المفخّخة، أو تفجير العبوات الناسفة، أو من خلال إطلاق ناريّ بشكل مباشر أي اغتيال، ممّا تتسبّب تلك الهجمات بخسائر كبيرة في صفوفها.


هذا ناهيك عن الانفجارات التي تحصل دون أن تكون واضحة، أو قليلة التفاصيل، على الرّغم من تبنّي تنظيم داعش معظمَها، فيما تكون بعضها الآخر مُفتعَل من قِبَل سلطة الأمر الواقع من أجل زعزعة الأمن والاستقرار النفسيّ، والمسؤولة في نفس الوقت عن تثبيت قواعد الأمن والسلامة للأهالي الذين يكونون المُستهدَف الأوّل لتلك الهجمات، ومن يدفعون الثمن حياتهم دون ذنب سِوى أنّهم أبناء الأرض .