تلّ أبيضّ وتحرّكات جديدة

الرقة تذبح بصمت


كما في كلّ مرّة تكون مدينة تلّ أبيض السوريّة نقطة انطلاق لأيّ عمليّة عسكريّة على الرقّة ، فمنذ عامّ 2013 بدأت منها أولى تحرُّكات الجيش الحرّ لتحرير مدينة الرقّة من قبضة النظام، ليأتي بعده تنظيم داعش مع بداية عامّ 2014 ليعلن سيطرته على الرقّة من نفس الباب من مدينة تلّ أبيض، و هاهي اليوم تقع على خطّ الشمال السوريّ الآمن أو ما يُعرف ” بالمنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإقامتها بمشاركة الولايات المتّحدة الأميركيّة ، إذ أبدت الأخيرة موقف المتردّد حِيال إقامتها، إلّا أنّ هناك ضغوطات استعملتها الدولة التركيّة ضدّ حليفتها في “الناتو” جعلها توافق وبدون أيّ توغلّ عسكريّ تركيّ على إقامة المنطقة الآمنة، والتي انطلقت أولى مراحلها يوم الأربعاء الماضيّ ، بعد إبرام اتّفاق بين الجانبين التركيّ والأميركيّ لإقامة (ممرّ سلام )لا دور ل” قسد” فيه.


وفي بيانٍ صادر عن وزارة الدفاع التركيّة أنّ كلًّا من وزير الدفاع التركيّ خلوصي آكار ونظيره الأميركيّ مارك أسبر قد أجريا محادثةً هاتفيّة أكدا فيها على ضرورة إنشاء المنطقة الآمنة في إطار أسس محدّدة ، وضمن جدول زمنيّ ، مع عدم إضاعة للوقت.
وجاء ذلك عقب لقاء بين وفدين عسكريين من كِلا البلدين تمّ في أنقرة لوضع الخطّة اللّازمة والتي تعتمد على تسيير دوريّات مشتركة شرق نهر الفرات.
وعقِب تصريحٍ من المتحدّث باسم الرئاسة التركيّة إبراهيم قالن في مؤتمر صحفيّ أجراه عقب اجتماع الفريق الرئاسيّ برئاسة الرئيس التركيّ في مجمّع الرئاسة في العاصمة أنقرة ، أوضح فيه ” بأنّه سيكون هناك خطوات ملموسة في الأسابيع القادمة ، وستبدأ قريباً دوريّات مشتركة للقوّات الأميركيّة والتركيّة شرق الفرات ”
واصفاً هذا الاتّفاق” بالخطوة الإيجابيّة في الاتّجاه الصحيح” مُشيراً في الوقت ذاته إلى أهميّة هذا الأمر، ورافضاً سياسة المماطلة في تطبيقها.


وأكّد قالن أنّ الهدف من كلّ هذه العمليّة هي ضمان وحدة الأراضيّ السوريّة ، وتهيئة الظروف لعودة اللّاجئيين السوريين ، خاصّة وأنّ تركيا تضمّ نحو ٣ مليون لاجئ.
هذا و قد بدأت ” قسد” بتفكيك تحصيناتها في ريف تلّ أبيض شمال الرقّة مع الحدود التركيّة ، بهدف إنشاء المنطقة الآمنة ، هذا ما كانت قد أعلنته القيادة المركزيّة الأميركيّة “سنتكوم” الجمعة الماضية في تغريدةٍ لها عبر “تويتر” ومرفقةً بصور تُظهر عمليّات تدمير التحصينات ، وبإشراف جنود أميركيين عن التحالف الدوليّ.