“قسد” وانسحاب جديد


هاهي الولايات المتّحدة الأميركيّة وفي كلّ مرّة تتنازل من أجل مصالحها، ومثل مرّات مضت تتنازل عن ميليشيا قسد كما في عفرين ومنبج، ويعدّ هذا التنازل لصالح المنطقة الآمنة والمزمع إقامتها على طول الخطّ الجنوبي مع تركيا التي تعقد اتّفاقًا مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة بهدف إقامة المنطقة الآمنة والممتدّة بين مدينة رأس العين شمالي الحسكة، ومدينة تلّ أبيض شمالي الرقّة بمسافة تصلّ إلى 100 كم ، وعمق بنحو 30-40 كم حسب المعلومات الواردة من عدة جهات رسمية تركية وامريكية.


فيما يعتبر مشروع المنطقة الآمنة ضربةً قاصمة لكيان ميليشيا ” قسد” في شمال شرق سوريا، وذلك بمساندة الحليف الأميركي بحلف الناتو لتركيا، وبهذا تُعلن أميركا حتّى ولو بشكلٍ غير مباشر تخلِّيها عن حليفتها “قسد” بعد أن جعلت منها طُعمًا ألقت به من أجل قضائها على تنظيم “داعش” و إنشائها لقواعد في الشمال السوريّ كانت مدرجةً على أجندة الولايات المتّحدة.

هذا وقد أعلنت مصادر إعلاميّة تابعة للنظام السوريّ: أنّ وفداً من مجلس سوريا الديمقراطية زار دمشق منذ نحو يومين ، فيما توجّه وفدان آخران نحو موسكو والقاهرة لبحث التطوّرات الراهنة، والاتّفاق الأميركي التركيّ حِيَال إقامة منطقة آمنة شمالي شرقيّ سوريا.
وفي نفس السياق أعلنت السلطات التركيّة أنّ وفداً أميركيًّا وصل في وقت سابق إلى ولاية شانلي أورفا جنوب البلاد وذلك لإنشاء مركز عمليّات مشترك.
كما وقد أعلن الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان عن قيام بلاده بعمليّة عسكريّة في شمالي سوريا، في سعيٍ لضرب أوكار الإرهابيين حسب قوله، وفي إشارةٍ منه إلى أنَّها عمليّة ضروريّة من أجل الحفاظ على أمن وسلامة بلاده، كلامه الذي اعتبره وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في بادئ الأمر مرفوضاً، وأنّ الولايات المتّحدة ستمنع مثل هذا الهجوم.

الرقة تذبح بصمت