ما أهانهن إلا لئيم (1)

الرقة تذبح بصمت

عيونهم تترصدهن جيئة وذهاباً، تعاينهن من رؤوسهن وحتى أخمص القدمين علها لمحت الدنيا بلون الشمس أو من وراء حجاب أو ظهر عفاف لون ظفرها من تحت قفازها زاعمين أنهم أؤتمنوا عليها أو سمعوا طقطقة لكعب نعلها هذه أسباب وغيرها الكثير تودي بالمرأة التي تقبع تحت حكم تنظيم داعش في زنازينهم أو أقفاصهم ،هذا هو الخير الذي يستوصي به داعش النساء.

فمنذ أن بسط داعش سيطرته على أجزاء واسعة من الأراضي السورية إذ بدأ يفرض القيود على المرأة أولاً حيث أمر النساء بلبس العباءة السوداء الطويلة ووضع الخمار على الوجه ليقوم في كل يوم بزيادة قطع أخرى على اللباس مثل القفازين والدرع، وفي حال خالفت المرأة تنزل بها أشد العقوبات ففي البداية كانت تقتصر العقوبة على التوبيخ في الشارع وإسماع المرأة كلام سيئاً لا يليق بها، ومن ثم بدأت هذه العقوبات تتطور شيئا فشيئا وذلك من خلال تغريم المرأة مبلغ يعادل لباس شرعي كامل وأخذ محرمها وجلده وتعهده بعدم تكرار المخالفة مرة أخرى، ومن ثم صدر قرار حول مخالفة المرأة للباس الشرعي وهو إلحاق المرأة ومحرمها بدورة شرعية وتغريمهم مبلغا يعادل غراما ذهبا.

أما اليوم فقد تجاوز التنظيم هذه العقوبات إلى عقوبات أشد صرامة ورعبا وكأنه أستوحاها من أفلام الرعب حيث يقوم التنظيم في الآونة الأخيرة بمعاقبة المخالفات بوضعهن في أقفاص حديدية معلقة في الجو أو أقفاص تم نصبها في المقابر وتحتوي على جماجم وعظام مما تسبب بأزمات نفسية أودت بالكثير من الفتيات إلى المصحات العقلية.

هي حياة المرأة في ظل داعش تبقى متيقظة خلال مشيها في الأسواق والأزقة تترصد حولها تحركات عناصر التنظيم خشية لمحها مخالفة في لباسها او مشيتها او حركتها او حتى كلامها، إذ تمشي وتتوجس خيفة أن ينسب لها أحد عناصر التنظيم مخالفة، أو حتى الجواسيس من الأطفال الذين جندهم داعش بين الحارات والأزقة للتبليغ عن المخالفات لعناصر الحسبة الذين يقومون بسوق النساء في سياراتهم ليزج بهن سجونهم وأقفاصهم، حتى المرأة في منزلها لم تسلم من أذى التنظيم لها، ففي حال لمح أحد عناصر التنظيم من الجوار أو حتى عناصر الحسبة المرأة من خلف نوافذ بيتها تتم مداهمة المنزل وأخذها هي ومحرمها فيتم جلدهما وتغريمها وزجها إما في سجن أو قفص يسلبها عقلها لتخرج بعد ذلك متنقلة بين المصحات والعلاجا