هل أصبحت الرقة فعلياً خارج خارطة سوريا ؟!

فرات الوفا – الرقة 

المحافظة الأولى التي تحرر مركزها من قوات النظام الأسدي المجرم المحافظة الأولى التي حرص أبنائها على أن تكون منبراً لأصوات بقية  المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة النظام ، فكانت في كل نائبةحاضرة وأبنائها ، ليتظاهرون ، ليساندون ، ليتضامنون مع أخوانهم في باقي المحافظات السورية ، اليوم لوحدهم يقاسون ، لوحدهم يعانون ، وكأنهم في كوكبٍ آخر ، أو من دولةٍ أخرى لاتمت لسوريا وأهلها بصلة مرّ الشهر السابق على الرقة وأهلها ولا يكاد يمر يوم بلا قصف ،بلا دماءوأشلاء ، والعالم كلّه يقف متفرجّاً ، يأخذ من آلامنا ، وأحداث مدينتنا الدامية مايخدم مصالحه وتوجهاته ، ويترك أهلها للمعاناة وعلى كافة الأصعدة خدمياً ، وإغاثياً ، وإنسانياً ، وإقتصادياً ، وصحياً والأخيرة قاتلةالآن الوضع الصحّي للمحافظة مزري جداً المشافي بلا تجهيزات ومواد وأدوات طبية أصبحنا نسعف جرحانا إن أمكن لتركيا حتى يتلقوا العلاج ، حولنا منازلنا إلى مشافي ميدانية ، لخروج معظم المشافي عن الخدمة في الرقة  الكوادر الطبية والمسعفون ، يقفون عاجزين أمام أي حالة حرجة لعدم توفر مايلزمهم من مواد ولوازم طبية وإسعافية بالأمس فقط أرتكب النظام الأسدي المجرم مجزرة مروعة بحق أهلنا في محافظة الرقة ، وتم توثيق أسم أكثر من خمسين شهيداً تحولت بعض الجثث إلى أشلاء وجثث أخرى تفحمت وتقطعت أوصالها جميع هؤلاء كانوا من المدنيين ، عدا عن الجرحى والمفقودين  الذين لم يتسنى لنا حتى العثور على جثامينهم ، لم نرى موقفاً تضامنياً من أحد ، لم نرى أي إدانة ٍ محلية ، أو دولية لهذه المجزرة بل ذهبت بعض قنوات العهر العربي للترويج أن الضحايا كانوا من تنظيم داعش ليمنحوا الأسد ضوءاً أخضراً لمزيد من القصف ، لإستمرار طائرات الموت بتدمير البشر والشجر والحجر في مدينتنا التي أتخذها النظام المجرم  كنموذجاً تجريبي لأسلحته وإجرامه ، وتأديبي لكل من يطالب بالحرّية ويساعده تنظيم داعش من حيث يدري أو لايدري بمخططه القذر وتنظيم داعش أولوياته البحث عن التدخين والمخالفين لقوانينه ، في اللباس ، والصلاة ، والخروج والدخول من المدينة والحكومة السورية المؤقتة ، خارج الخدمة ، الإئتلاف الوطني يصرف الأموال للمجالس المحلية في طرطوس واللاذقية ( عجبي ) والرقة خارج حساباتهم لدرجة أن المعارضة السياسية ( الموقرة ) لم تكلّف نفسها حتى بإصدار بيان  إستنكار وإدانة وهذا مايفلح به الساسة العرب ، حتى بهذه لم يفلحوا  ولم يساهموا ، على أي أساس نصبتم أنفسكم كمتحدثين بإسم الشعب وأنتم لاتدرون شيئاً عن معاناتهم ، عن أحوالهم .. لماذا وأنتم عاجزون عن إصدار جوازات سفر لهم ليفروا من جحيم الموت ، والجوع ، والعطش حتى ناشطوا الثورة في المحافظات الأخرى ، لم نرى لهم موقفاً تضامنياً حتى ولو بشق كلمة وكأننا ، خارج الثورة وحساباتها ،وكأننا خارج خارطة سوريا لكل من ذكرت ، وماذكرت أعلاه ، نود إبلاغكم ، وإعلامكم بأننا مازلنا نعاني من الإحتلال ، والإضطهاد ، والإستبداد ، لكن بصبغةٍ دينية ومازلنا ننشد ونواصل طريقنا إلى الكرامة والحرّية !

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".