” داعش ” دولة حدودها الفيس بوك وتويتر

“الرقة تزدهر بصمت” كذبة حاول تنظيم ” داعش ” بثها للخارج لإيصال صورة جيدة عن المناطق التي يسيطر عليها .

كذبة روجها أنصار التنظيم ويعيشون واقعها من خارج المناطق التابعة لسيطرة ذلك المحتل ليُظهروا بأن تلك الدولة التي ستتمدد إلى روما قادرة على تسيير امور المدينة والعمل ليل نهار على خدمة الشعب محتذيةً بمقولة الشرطة في خدمة الشعب , يبثون مقاطع تظهر أن مدينة الرقة تشع بالأضواء والانارة لوهلة قد تشعر أنك في نيويورك , بينما تسمع أصوات الاحتفالات تعم المدينة حين عودة التيار الكهربائي للعمل لمدة لا تتجاوز الاربع ساعات في اليوم , ولم يقتصر الأمر على ذلك فالمياه في وضعٍ مزري حيث تحتوي العديد من الشوائب الأمر الذي أدى لإصابة العديد من أهالي المنطقة بأمراض متعددة, في الوقت الذي توقفت فيه أجهزة غسيل الكلى في المشفى الوطني الذي خرج عن العمل لعدة مرات وعاد بإمكانيات بسيطة .

إن كنت تعيش في ظل بلاد الخلافة, كن على يقين أنك قد تفارق الحياة بسبب إصابتك بأي مرض بسيط لعدم توفر أغلب أنواع الأدوية والأجهزة الطبية , في الوقت نفسه لا يخفى على الجميع اتتشار المشافي المخصصة لتنظيم ” داعش ” والمعدة فقط لعلاج عناصره فمنها ما هو سري ومنها ما هو معروف للعلن .

عيسى ذو الثلاثين ربيعاً والذي مازال يعيش في مدينة الرقة يقول : أصبحت عودة التيار الكهربائي للعمل عبارة عن عرس كبير يشهده الحي  , نسرع لشحن الهواتف المحمولة ومصابيح الانارة ونقوم بمحاولة انجاز أغلب احتياجاتنا .
ففي ذلك العرس نجتمع سويةً حول المدفأة الكهربائية لنشعر بما يسمى “دفء” لبضع ساعات حيث أصبحت المدافئ التي تعمل على الديزل ” المازوت ” مخصصة لعائلات التنظيم فهم يحصلون على الديزل بالمجان ونحن كأناس مدنيين لا يمكننا تحمل تكلفة تلك المادة التي لا يمضي يوم إلا وهي بارتفاع .
أمي لديها حلمٌ جديد أن تستطيع غسل الملابس بالغسالة دون أن تكمل الغسيل يدوياً فمدة قدوم التيار غير كافية لاتمام الغسالة لعملها .

يجيب عيسى الذي ظهرت عليه ملامح اليأس وبدا واضحاً بأن الشيب يغزو شعره , عندما سألناه لماذا لم تغادر الرقة ولماذا فضلت البقاء بها فأجاب : باختصار مجبر ٌأخاك لا بطل, فلو توفرت لدي الامكانيات المادية لم أبقى هنا لحظة أخرى .

حالة عيسى ليست حالة فردية فالكثير من الاهالي في هذه المدينة السوداء على الأرض ومدينة الأنوار على التويتر يعيشون في ظروف أصعب .
تنظيم ” داعش ” ومؤيدوه الذين يبثون مقاطع فيديو وصور لحظية تعطي الانطباع بان الرقة جنة النعيم , وأغلب من يتناولها ويحاجج الأخرين بها مؤيديه القابعين في غرفهم التي يملأها الدفء خارج أسوار دولة الخلافة المزعومة محاربين للعالم وداعين إلى الجهاد في سوريا , سلاحهم أزرار الكيبورد وفي حالات الحصار لا بأس من إعادة التغريد , فتنظيم داعش بدأ برسم دولة تبدأ من إقليم الفيس بوك لتتمدد وتصل حدودها إقليم التويتر .

أبو ورد الرقاوي