مدينة الطبقة شريان الحياة المتوفى

الرقة تذبح بصمت

مع انتهاء الشهر الثالث على سيطرة مليشيات سورية الديمقراطية “قسد”، على مدينة الطبقة، حيث لا تزال تعاني المدينة ويلات المعركة التي انتهت بتدمير البنى التحتية بشكل كامل، إضافة لتدمير أكثر من ٥٠٪ من كتلة الأبنية السكنية في منطقة الأحياء، مخلفة عدداً كبيراً من الجرحى والشهداء في صفوف المدنيين، الذين لا يزال رفات بعض منهم تحت الأنقاض حتى اللحظة.وكان لإخراج سد الفرات عن انتاج الطاقة الكهربائية وتحويله إلى سد مائي فقط، عقب استهداف غرفة التحكم التابعة له من قبل طيران التحالف الدولي، دوراً في قتل عصب المدينة المولد للتيار الكهربائي، الأمر الذي حرم مدنيي الطبقة من الكهرباء والماء الصالح للشرب.

وفي سياق متصل، لا تزال مليشيات قسد تمنع المدنيين من تركيب أجهزة الاتصال الفضائي “الانترنت الفضائي”، لسبب لم تفصح عنه، الأمر الذي قطع تواصل المدنيين مع أقاربهم خارج الرقة، كما كان سبباً لصعوبة ارسال الحوالات المادية من الخارج، وفي حال الرغبة في استخدام الانترنيت يُجبر الأهالي على السفر لمسافات طويلة إلى قرى مجاورة، متحملين كلفة السفر المرتفعة، وخطر التعرض لانفجار الألغام المزروعة من قبل تنظيم داعش، والتي يؤدي انفجارها الدائم إلى ارتفاع عدد حالات بتر الأطراف والموت بشكل يومي.

خدمياً، لم يبدأ المجلس المدني المشكل من قبل قسد، بتنفيذ أي من وعوده التي قدمها أثناء إعلانه حتى اللحظة، واقتصر العمل لبعض الجمعيات المدنيّة والخدمية الناشئة حديثاً، والتي قامت بطلاء الجدران ومسح شعارات تنظيم داعش منها، فيما لاتزال أكوام القمامة مجمعة على مفارق الطرق وفي الأزقة حتى اليوم، معلنة عن حرب أمراض ومشاكل بيئة جديدة، مترافقة مع موجة الحر الشديدة التي تجتاح المنطقة عموماً.

معيشياً، شهدت مدينة الطبقة ارتفاع كبير في أسعار تأجير السكن، حيث بلغ متوسط أجار الغرفة الواحدة حوالي ١٠٠ دولار شهرياً، وندرة المنازل المخصصة للإيجار وذلك عقب موجة النزوح الكبيرة من مدينة الرقة نحو الطبقة، والتدمير الكبير في الأبنية السكنية خلال معارك السيطرة عليها، كما شهدت الطبقة ارتفاعاً كبيراً بأسعار المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية، والذي يأتي معظمه من مدينة منبج.

ليكون بذلك خروج مدينة الطبقة من سيطرة إرهاب داعش، ما هو إلا إيذان جديد بمرحلة دمار للمدينة وضعف في الخدمات الأساسية، وتدمير للحجر والبشر.