رسائل تهجير وأخرى للعودة تبعث بها مليشيات النظام لأهالي الرقة الشرقي 

الرقة تذبح بصمت

 

دعا المدعو “تركي البوحمد” قائد مليشيا “جيش العشائر” التابعة لجيش نظام الأسد، بتاريخ الأول من آب الجاري، أهالي وسكان الريف الشرقي لمحافظة الرقة، من منطقة العكيرشي وحتى بلدة معدان، إلى اخلاء منازلهم والتوجه نحو الضفة الجنوبية لنهر الفرات “جزيرة”؛ حيث مناطق سيطرة مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وجاء الطلب بذريعة أنّ عموم المنطقة ستكون هدفاً للطيران الحربي المساند لميليشياته، وسلاح المدفعية المرافق لها، حيث نفذ الطيران الروسي عدداً كبيراً من الغارات الجوية مستهدفاً منازل المدنيين عشوائياً، ما سبب بوقوع عدد كبير من المجازر بحق الأهالي، راح ضحيتها العشرات حتى اللحظة.

هذا وكان اللافت بالتسجيل الصادر عن “تركي البوحمد” طلبه من الأهالي بالنزوح نحو مناطق سيطرة مليشيا قسد، والتي ربما تعزى لعدم سيطرته على أفعال تلك المليشيات التي تقاتل إلى جانبه، والتي ارتكبت في وقت سابق العديد من عمليات السلب والنهب للممتلكات الخاصة، والقيام بفرض مبلغ يتراوح بين ٥٠-١٠٠ ألف ليرة سوريا على الشخص الواحد، وسرقة الأغنام وبعض السيارات، للسماح بعبور الأهالي نحو الريف الجنوبي للرقة، ناهيك عن اعتقال الشباب، وقد ختم “البوحمد” رسالته بأنّ عودة الأهالي إلى قراهم مرهونة بإتمام سيطرة قوات النظام على المنطقة.

وخلال أقل من أسبوع، سيطرت تلك المليشيات على جميع قرى وبلدات الريف الشرقي، ولم تتبقى سوى بلدة معدان، وذلك من خلال عمليات انسحاب متتالية نفذها تنظيم داعش، لصالح المليشيات المهاجمة، في سيناريو من الواضح أنه جزء من التفاهمات الدولية الحاصلة حالياً في منطقة الجزيرة السورية.

وفي الوقت ذاته، يعيش أهالي الريف الشرقي لمحافظة الرقة، والفارين من جحيم الاقتتال الجاري، ظروفاً إنسانية صعبة للغاية، حيث تم نقل قسم منهم نحو مخيم “عين عيسى” في ريف الرقة الشمالي، فيما تم نقل القسم الأخر نحو مخيم “الكرامة” في ريف الرقة الشرقي، في الوقت الذي يعاني فيه المخيمين المذكورين من نقص حاد في أدنى مقومات الحياة والرعاية الأولية.

وفي السياق نفسه، وجه “البوحمد” رسالة جديدة بتاريخ ٥ آب الجاري، لأهالي الريف الشرقي، تضمنت بالسماح للمدنيين بالعودة إلى قراهم ابتداء من ١٠ آب الجاري، في المنطقة الممتدة من العكيرشي حتى المغلة الكبيرة، وعلى الشباب ممن لم ينظموا إلى تنظيم داعش، الالتحاق بصفوف مليشيا النظام في المنطقة، والتي ستستمر في تقدمها حتى السيطرة على كامل الخط الشرقي، بحسب تعبير “البوحمد”.

هذا وقد تكررت الرسائل من عناصر في صفوف تلك المليشيات، داعية الشباب للالتحاق بصفوفهم، متناسين أنّ النظام السوري وسلاح الجو التابع له، هو من قتل عدداً كبيراً من أهالي المنطقة منذ مطلع عام ٢٠١٣.