معركة مدينة الرقة: اليوم الثاني والثالث والرابع عشر

الرقة تذبح بصمت

مع تغير خريطة السيطرة في مدينة الرقة يوماً بعد يوم يخسر التنظيم المزيد من الاحياء لتكسب ميليشيات قسد تلك الاحياء ضمن مناطق سيطرتها والتي اصبحت عبارة عن حطام احياء كانت يوماً ما احياء تعج بالسكان والحياة لكن التكتيك العسكري لميليشيات قسد هو التدمير الكامل او شبه الكامل للمنطقة المراد التقدم اليها.

ففي الجهة الشرقية للمدينة توسعت مناطق سيطرة قسد لتصل الى حي البتاني بالإضافة الى التقدم داخل حي رميلة شمال شرق المدينة، وخلال هذا التقدم امطرت قسد الاحياء الشرقية كحي سيف الدولة وحارات الشعيب وأبو الهيس والجامع القديم بمئات قذائف الهاون والصواريخ بينما لم تستطع تلك المليشيات التقدم داخل الاحياء الواقعة خلف سور الرقة الاثري بينما احكمت السيطرة على كامل المناطق خلف السور من جهة الشرق.

اما الجهة الغربية فلقد وصلت قسد الى منطقة دوار القادسية وامتدت السيطرة باتجاه بعض الكتل السكنية شمال الدوار والتقدم أكثر نحو شارع القطار والبريد الجديد.

في الجهة الشمالية لم يسجل أي تقدم لمليشيات قسد باتجاه المدينة بخلاف الجهة الجنوبية التي شهدت تحركاً خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شن الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي غارات على الجهة الجنوبية للمدينة، وقامت ميليشيات قسد بإمطار القرى جنوب الرقة ( الكسرات ) بقذائف الهاون لتتقدم بعد استهداف المنطقة وتسيطر بدايةً على كسرة شيخ الدمعة جنوب الرقة ومن ثم كسرة محمد علي وكسرة عفنان جنوب الرقة وبذلك احكم الخناق على تنظيم داعش داخل مدينة الرقة من كافة الاتجاهات، بينما تتقدم تلك القوات مجدداً نحو الجهة الجنوبية للمدينة محاولةً الوصول الى نهر الفرات وجسري الرشيد والمنصور الذي دمرهما التحالف سابقاً واكمل تنظيم داعش تدمير ما تبقى منهما.

اما الوضع داخل المدينة فهو سيء جداً فالمدينة تتلقى يومياً المئات من قذائف المدفعية والصواريخ التي تستهدف الاحياء السكنية بطريقة عشوائية بينما لا يغادر طيران التحالف سماء المدينة، كل هذا بدأ بتغيير ملامح المدينة وتدمير الاحياء والمباني وتحويلها اثر من بعد عين، من جانب اخر تتحول عملية خروج المدنيين من المدينة الى عملية اكثر صعوبة وخطورة، فمن جهة زرع التنظيم الألغام بكافة الجهات والجبهات والابنية والطرقات ومن جهة أخرى نيران الاشتباك تحول بين المدنيين وبين الخروج، اما الوضع داخلاً فهو كارثي من ناحية تامين المواد الغذائية والتموينية والخبز، والمياه أصبحت قليلة والمشافي أصبحت خارج الخدمة سوى مشفى واحد لا يتحمل الاعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين ونقص كبير بالكوادر الطبية والمواد.

وبلغت حصيلة الأيام الثلاث الماضية العشرات من الشهداء والجرحى، استطعنا توثيق 366 اسماً بين شهيد وجريح قسم كبير منهم من الأطفال والنساء.