ظروف لا إنسانية يعيشها النازحون من الرقة

الرقة تذبح بصمت
يعاني النازحون من الرقة وريفها، والذين فروا إلى مناطق سيطرة مليشيا سوريا الديمقراطية في الريف الشمالي لمحافظة الرقة، ظروفاً انسانية صعبة، حيث تفتقر مراكز الإيواء التي حلوا بها إلى ابسط مقومات العيش، وانعدام الخدمات الطبية وقلة المواد الغذائية.حيث يحتوي الريف الشمالي للرقة، عدداً من مراكز الإيواء والتي لا ترقى لتسميتها “بالمخيمات”، ويعتبر مركز عين عيسى أحد أكبر تلك التجمعات، وهو عبارة عن قطعة أرض قرب مركز أقطان عين عيسى، وقد قامت بعض الجمعيات بنصب عددٍ من الخيم، وتقديم جزء من الخدمات التي وصفت بالغير كافية، ما دفع العديد من العائلات لترك المكان والعودة إلى قراها، معرضة نفسها لخطر الألغام التي زرعها التنظيم، وقصف طيران التحالف لمنازل المدنيين، كما تم تسجيل انتشار عدد كبير من الحالات المرضية الناتجة عن سوء الوضع المعيشي والصحي، نتيجة قلة عدد دورات المياه والحمامات المؤهلة، إضافة للظروف الجوية السيئة والتي أدت لارتفاع عدد الأطفال المرضى.

كما تم انشاء مركز أخر في منطقة جب شعير في الريف الشمالي للمحافظة، وهي منطقة جرداء ذات تربة رملية ورياح غبارية بشكل مستمر، حيث اجبر النازحون على الإقامة في العراء، فيما أقام عدد من المدنيين خيمهم الخاصة في ظل تزايد عددهم ليصل قرابة الألف شخص.

هذا وتم مؤخراً انشاء عدد من مراكز الإيواء الصغيرة، كمركز عين عيسى الثاني والذي تم انشاءه بالقرب من مكب النفايات في البلدة، ومركز بالقرب من بلدة الكرامة شرقي الرقة، ومركز بالقرب من قرية معيزيلة، والتي تشترك بكونها فقيرة بمتطلبات الحياة الأساسية، والرعاية الطبية.

وفي سياق متصل، ادعت احدى شخصيات ما تم تسميته “مجلس رقة المدني”، والمشكل بمباركة قوات قسد ومليشيا الـ YPG، عن وفاة ثمانية أشخاص بسبب العاصفة الغبارية التي ضربت المنطقة خلال اليومين الماضيين، مع العلم أنّه أمر اعتيادي بالنسبة لأهالي الرقة ولم يوقع أي وفيات سابقاً، في محاولة منهم عن تغطية الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والوضع العام في المخيمات.

هذا وتمنع المليشيات المهاجمة دخول النازحين إلى القرى والمدن في الريف الشمالي، بغية المحافظة على تركيبة سكانية ذات غالبية كردية في مناطقها، وبغية الانتقام من المكون العربي والذي تعتبره القوات المهاجمة “الحاضنة” الأساسية للتنظيم.