لضمان ضمها لمشروع التقسيم، ميليشيا YPG تشكل مجلس “رقة” المدني

الرقة تذبح بصمت

عقد اليوم في مدينة عين عيسى اجتماع لإعلان تشكيل مجلس “رقة” المدني حسب تعبير المجتمعين، وعقد المؤتمر في مركز مجلس سوريا الديمقراطي ببلدة عين عيسى، وتحت شعار ” اخوة الشعوب والتعايش ضمانة الامة الديمقراطية ” انطلق المؤتمر حيث عملت لجنة تحضيرية من 9 اشخاص ولمدة 6 اشهر على تحضير وإنجاز المؤتمر وتشكيلة المجلس الذي أشرفت مليشيات الـ YPG على تشكيلته من الأشخاص الموالين لها ليتسنى لها الحاق هذا الجسم بالأجسام السابقة المنضوية تحت ما يسمى فدراليات الشمال السوري ومشروع الامة الديمقراطي الذي يمثل فكر ومنهج حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية الـYPG.


وشارك بالمؤتمر الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي إلهام احمد والرئيس المشترك للمجلس التشريعي لإدارة منبج فاروق الماشي والرئيسين المشتركين للمجلس التنفيذي وعدد اخر من تلك الهيئات والرئاسات للكانتونات المحدثة بالشمال السوري، ومن الجانب العسكري كان هنالك حضور العميد طلال سلو الناطق باسم مليشيات قسد.


وتأتي هذه الخطوة في ظل حركة مشبوهة قامت بها الحكومة السورية المؤقتة في تركيا والتي عملت على حل المجلس المحلي لمحافظة الرقة برئاسة المحامي سعد شويش وعدم تمكن الأخيرة من إتمام عملية تشكيل مجلس محلي جديد عوض المجلس المنحل والتي تعني بطبيعة الحال بداية نحو إعطاء شرعية لذلك المجلس.


واعتمدت مليشيات قسد كما فعلت سابقاً على مكونات معينة واقصاء لغالبية مكونات الرقة، في ظل غياب كامل للإرادة الشعبية، كما انها تكشف يوم بعد اخر عن الكذب التي كانت تردده دائما ان لا أطماع حقيقة لهم في الرقة، وحقيقة الامر هي زيادة الرقعة الجغرافية المسيطر عليها من قبلهم بقوة السلاح المدعوم من قوات التحالف الدولي وتغييب إرادة المكون العربي الذي هو بطبيعة الحال يشكل الغالبية لمحافظة الرقة ككل، حيث لا تتجاوز نسبة الكرد في عموم محافظة الرقة عن 5 %.


وبسؤلنا لـ خلف الملا احد نشطاء محافظة الرقة عن رأيه بهذه الجسم أجاب : “هذا المجلس المشكل اليوم هو مجلس غير شرعي مشكل من جسم عسكري وكذلك لم يشارك أبناء الرقة في هذا التشكيل والمؤتمر كون ان مكان إقامة المؤتمر هي بمنطقة ممنوع على أبناء الرقة دخولها الا بكفالات، وانا كشخص ارفض بشكل قاطع التعامل مع مجلس مفروض من قوة عسكرية محتلة للرقة كونها مارست القتل والتهجير بالعديد من أبناء الرقة ويحمل اجندات قوات إرهابية وهي تنظيم  PKK في جبال قنديل ومشاريعه ليست مشاريع تخدم سوريا مستقبلاً وانما تخدم اجندات الخارج.

من جانبه قال ناصر حمود الفرج أحد ابناء قبيلة الولدة في الطبقة :” بعد استشهاد الشيخ عبد الرحمن المحمد الفرج باستهداف منزله بقذائف مدفعية النظام لرفضه الوقوف الى جانبه، لم يكن هناك اي اجماع من قبيلة الولدة “الناصر” التي تعنى بمشيخة الولدة منذ الشيخ احمد الفرج، وبذالك يكون الاشخاص المتعاونين في الفترة الاخيرة مع ميليشيات قسد لا يمثلون الا انفسهم”، وتابع بالقول :” هذا المجلس لا يمثل ابناء قبيلة الولدة الثوار ولا يمكننا اضفاء اي صفة شرعية عليه، ولا يمكن لأي شخص او مجموعة ان تقبل باحتلال ميليشيات قسد للرقة وتكون ممثلة لقبيلتنا، بعد ان رفضت القبيلة سابقا العروض المقدمة من النظام منذ بداية الثورة واصروا على موقفهم الثابت من الثورة وقدموا المئات من الشهداء وعندما سيطر تنظيم داعش على المحافظة بقي موقفهم ثابتاً من الثورة ولم يتغير بعد ان قدمت داعش العروض الكثيرة لهم وقامت بإعتقال وإعدام العشرات من ابناء القبيلة ومصادرة املاكهم”.

ويذكر ان الشيخ محمد الفرج كان قد قاوم الاحتلال الفرنسي ورفض تزويد فرنسا بالقمح من الرقة بعد ان عرضو عليه المال والسلاح مقابل تأييدهم وقام بإقتحام سجن السرايا وافرج عن الكثير من المعتقلات آتذاك، ثم إلتحق بصفوف الثورة ضد الإحتلال الفرنسي في دير الزور ليتعرض بعدها لمحاولة اغتيال ارتقى على اثرها احد مرافقيه، ليعتقل بعد فترة وجيزة ويتم تحويله الى احد سجون فرنسا على سواحل اليمن وبقي هناك لما يقارب 3 سنوات، وفضل الإعدام على عدم التعامل مع المحتل الفرنسي، حيث كانت فرنسا إحدى اكبر القوى العظمة آنذاك، ليتم الإفراج عنه ويوضع تحت الإقامة الجبرية في بيروت.