عيد هو الذي في الرقة أم تشوّه فكري؟

 

 

64

 

في الأعياد بسوريا وبظل الحرب القائمة عمد الأطفال في المناطق المحررة دوماً على ابتكار ألعاب خاصة بهم, جديدة نوعاً ما, للّهو وللتعويض عن العيد المعتاد الذي فقدوه نتيجة للنزاع الدائر في البلاد إضافة لوجودهم في مناطق خارجة عن سيطرة القوات النظامية السورية, الأمر الذي يضعهم دوماً في خطر القصف والموت. وقد شوهدت العديد من “بدائل العيد” إن صح التعبير في عدة مناطق سورية مختلفة. إلا أن الأمر في مدينة الرقة مختلف تماماً.

لم نرى تلك المراجيح المعتادة في الرقة ولا الألعاب التي على الأطفال ممارستها في الأعياد, إنما خرج أطفال الرقة عن المعتاد, حيث قام العديد منهم بحمل بنادق مزيفة معروفة بإسم “بنادق الخرز”, يلعبون بها لعبة أطلقوا عليها اسم لعبة “الإقتحامات”, قسم من الأطفال اللاعبين يمثلون أدوارهم كعناصر من تنظيم الدولة الأسلامية, وقسم آخر يمثل دوره كعناصر من الجيش الحر يقومون باقتحام شوارع بعضهم البعض المخصصة للعب ومن ثم يقومون بتمثيل عمليات إعدام وقطع للرؤوس تشبُّهاً لما تقوم به عناصر ذاك التنظيم آنف الذكر في المدينة بمن تلقي القبض عليه من الجيش الحر.

رأى البعض في هذه الظاهرة, إن صحت تسميتها كذلك, تشوّهاً فكرياً كبيراً يُخشى منه على مستقبل البلاد وعلى مستقبل هؤلاء الأطفال على وجه التحديد. ونظر البعض الآخر للأمر على أنه رد فعل طبيعي لما يشاهده أولائك الأطفال في تلك المدينة من عنف وقتل وعمليات إعدام ورؤوس بلا اجساد معلقة في كل مكان بدون ادنى مراعاة لمشاعر هذه الأطفال ولما يمكنهم رؤيته وتحمله وما لا يمكنهم. “ما الذي يمكن لمخيلة طفل شاهد كل هذه الكمية من الهمجية والعنف أن تبتكره سوى المزيد من العنف؟”. أضاف أبو إبراهيم الرقاوي مراسل تحرير سوري في الرقة.

 

أطفال من مدينة الرقة اليوم 92-7-2014 يحملون أسلحة مزيفة للهو بها في العيد.

المصدر: تحرير سوري