غياب الدرع والكفين والنقاب سبب تأخر النصر

الرقة تذبح بصمت

لم تكن تعرف تلك الشابة العشرينية أن لباسها التقليدي محرم في تشريعات وقوانين “خلافة البغدادي” وزبانيته من مهاجرين وانصار، ولم تكن تدري أنها فاجرة وفاسقة و لاتكفير لذنوبها إلا باهانتها وسط المدنية وأمام الناس، فاللباس التقليدي الحديث في مدينة الرقة يقتصر على العبائة السوداء والحجاب، هذا منذ زمن طويل، قبل “داعش” وقوانينها وفتاوى التحريم والسفور التي ماجاء الله بها بسلطان، لكن ” ما اهانهن إلا لئيم”.

أمل الأسم الوهمي لتلك الشابة “الرقاوية” التي رافقت والدتها لشراء بعض حاجيات المنزل من أحد أسواق المدينة ظهيرة 20/1/2014 إلا أن هذا التسوق كان من عمل الشيطان و قوانين الردة التي قضت عليها “الخلافة” المزعومة.

وقفت الأم وأبنتها لشراء “الخضار – اللبن- الزيوت” وحاجيات آخرى من متجر ملاصق لإحدى جبهات القتل كما يسميه أهل المدينة “مخبز فطائر” وذلك لأزدحامه بعناصر التنظيم وعائلاتهم بالإضافة للتنزه في الحديقة المقابلة له، إلا أن أمل لم تكن من نساء “المهاجرين او الانصار” وليس لها فضل بهذه “الدولة العظيمة” فكان عقابها واجب من قبل أحد المهاجرين القادمين من المغرب العربي حين صرخ بجنون على “الفتنة ” التي ترتديها بعبائتها وحجابها الذي تلبسه كافة نساء الرقة، آخر ما كانت تتوقعه أمل وامها أن هذا الصراخ والجنون عليها وأن شيء عظيم ارتكتبه دعى “هذا” يفقد صوابه، قبل ان يحدثها.

– يافاسقة… يافاجرة.. ياعاهرة، والله كل بلاء حل بهذه الأمة من فجوركن وفسقكن وما تأخر النصر على الكفار الا بأعمالكن.

ردت الأم بغضب، مالذي حدث لهذا المجنون مابها ابنتي؟

– لو لم تكوني عاهرة لما كانت ابنتك هكذا’ تستري وإلا افرغت هذه البندقية برأسك أين النقاب والدرع اين الكفين؟، لم تعرف الأم عن ماذا يتحدث هذا “الداعشي” ولم تتوقع أن يصل الحال بالمدينة الى هذا الحد! أي درع واي نقاب؟ قبل أن يصاب هذا العنصر بالجنون ويصرخ عاليا عودي الى منزلك واستتري لعنكم الله.

تركت الأم وابنتها كل شيء وعادوا الى المنزل خشية من هذا الأبله إلا انه لم يتركهم ولحق بهم حاملاً “سطل اللبن” ورشقه على الفتاة وسط الناس و ابتسامات صفراء من العناصر الذين حوله قائلاً: حتى تعرفين كيف تتزيني وتخرجي دون نقاب ودرع،، هذا لأجل أن تغري الرجال به، ولا تعاودي إرتدائه ويقصد بذلك “العبائة”!!.

لم تعرف الأم وابنتها وماذا يفعلّن وسط هذه المهزلة التي تحدث، فقررن العودة الى المنزل باقصى سرعة بواسطة إحدى سيارات الاجرة التي تقف على الطريق، ثم مالبث ان اعاد العنصر الكرة ومنعهم من ركوب السيارة بحجة أن لا وجود لمحرم وفي السيارة اختلاء مع السائق وأجبرهم على العودة سيرا على الاقدام قائلاً لتكوني عبرة لمن يعتبر!.

لم يبقى مكان لأمل وأمها وكل انثى من الرقة مكان في هذه المدينة بعد دخول اقذر خلق الله على المدينة ليعيثو بها فسادا ويهينوا اهلها وشرفهم دون رقيب او حسيب دون خجل او اعتبار لاي شيء، هكذا بدأت اولى فصول داعش وعناصرها في اهانة النساء بالمدينة وهكذا يتصرف اللئيم الذي تحدث عنه رسول الله ولهذا يفر الناس من المدينة الى بلاد تحفظ كرامة اهلها والى حكومات يقولون عنها “كافرة” الا انها كريمة تحفظ الكرام.