من يعطي الاحداثيات لقصف تنظيم داعش

 الرقة تذبح بصمت

 

منذ أن بدأت قوات التحالف الدولي هجماتها على مقرات تنظيم داعش في سوريا في خريف 2014 والتنظيم يقوم وبازدياد مضطرد بإعدام شباب بحجة التعامل مع التحالف الدولي وإعطاء احداثيات تسببت في موت المسلمين، وللأسف كثير من ناشطي الثورة السورية صدقوا تلك المقولات وكأنهم يبررون قتل المدنيين مرددين كلام التنظيم بأنه قرآن منزل، ومنهم من يصف نفسه بأنه يعادي تنظيم داعش !!.

كلما قتل مسؤول من التنظيم ترجع نفس الاسطوانة وللأسف دائما ما يتبعها اعدام لأناس مدنيين فهل حقاً التحالف يتسعين بعملاء من السكان لتحديد الأهداف.

إنّ مناقشة بسيطة بمنطق ودون تأخذ رأي مسبق تكشف زيف كلام تنظيم داعش عن ضحاياه وكذبه.

 

ترصد الدول المشاركة مبالغ فلكية في تتبع قادات التنظيم بغية قتلهم، كل القادات الداعشيون هم أناس محترفون في التخفي والتحرك، فمن من عناصر التنظيم بل ومن قادة الصف الأول منهم يستطيع معرفة تحركات “أبو محمد العدناني” مثلا، العدد سيكون لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة فكيف يستطيع مدني تحديد ومراقبة تحركات مثل هذا الشخص المهم في التنظيم والذي يعرف أنه ملاحق من قبل عشرات أجهزة المخابرات، هذا يعني أنّ الاختراق أتٍ من عمق التنظيم وعلى أعلى مستوياته القيادية.

أعدم التنظيم منذ أشهر عدة أمير جهاز الحسبة بالرقة المدعو أبو كرم العراقي ومن قبله أبو عبيدة الأمني وغيرهم الكثير، كلهم اعدموا بتهمة التجسس للتحالف لكنه لم يعلن ذلك في إصدار ؟، لماذا يعلن دائما أن من يعطي الاحداثيات هم مدنيين ؟، وعندما قتل التحالف الجهادي “جون السفاح ” والذي لا يعرف شكله أحد تقريبا فهو لم يظهر على العلن بوجهه، ثم يأتي التنظيم ليقول أنها خيانة من الناس، وكل من يعارض التنظيم هو عميل، ويظهر اعترافاتهم في اصدارات دائماً ما تنتهي بعبارات الندم على طريقة النظام السوري حين كان يجبر المعتقلين على الاعتراف بأنهم عملاء وتلقوا أموال للمشاركة في المظاهرات من المخابرات الامريكية والسعودية والقطرية والتركية وتنظيم القاعدة، مع عبارة “ندمان ياسيدي” ، الفرق الوحيد أنّ التنظيم حسّن عملية الإخراج لتمثيلياته، وأضاف مؤثرات بصرية لجذب أكبر عدد من المشاهدين والتأثير فيهم لصناعة رأي عام بأنهم دولة محترفة وليس مجرد عصابة تمهتن الإجرام وتخترقها كل مخابرات الأرض.

هذا على صعيد استهداف الأفراد أما على صعيد استهداف المقرات والمستودعات، فالطائرات المسيّرة “الدرون” تكاد لا تفارق سماء مناطق سيطرة التنظيم وهل يمكن اخفاء دبابة أو مقر عن طائرات التحالف وأقمارهم الصناعية التي لا تفارق سماء المنطقة وهي التي وصلت درجة من التقنية تمكنها من تحديد تفاصيل وجه الإنسان الذي يقف على الأرض، فهل يحتاج التحالف لمدني حتى يحدد له أهدافه ويكفي بحث صغير على اليوتيوب لرؤية عشرات المقاطع التي توضح التكنولوجيا ودقة الكاميرات لديهم فهل هم يحتاجون شخص مدني ليحدد لهم الهدف!!.

السؤال المطروح لماذا يقوم التنظيم باعدام هؤلاء اذا وبث اعترافتهم، ماذا سيستفيد من هذا؟. الاجابة عن هذا السؤال من خلال سيرة كل شخص أعدم ستجده كان ناشطاً في الثورة أو قريب من أحد لا يزال ينشط فيها عسكرياً في الجيش الحر كان أو مدنيا وغالبية هؤلاء هم نشطاء اعلاميون .
الغاية الأولى هي منع تسريب معاناة الناس وحقيقة حكم داعش وفضح أعماله الاجرامية بحق السكان الخاضعين لحكمه بعكس ما يصور إعلامه الذي لا يتوقف عن التقاط الصور لحياة الناس الجميلة في مناطق سيطرته و بث الرعب ومنع السكان من التواصل مع أحد معارض للتنظيم كما كان نظام الأسد يفعل بمعارضيه وأقربائهم، وتنفير السكان منهم بتصويرهم على أنها ثورة عملاء ومرتزقة ليضمن عدم قيام هؤلاء مستقبلا بأي حركة داخل المجتمع ضده، خاصة بعد أي قرار يتخذه يمكن أن يؤلب الناس فيبقى حاكماً للمدنيين بالرعب.

ولمن لا يصدق فليرجع إلى سيرة الغالبية العظمى لهؤلاء وليرى.