السباق نحو الطبقة

الرقة تذبح بصمت

تشهد الفترة الحالية تقدم لمليشيات سوريا الديمقراطية، بقيادة وحدات حماية الشعب الكردي YPG، وبغطاء من طيران التحالف الدولي، في ريف محافظة الرقة الغربي، على حساب مناطق نفوذ تنظيم داعش، حيث تتمركز القوات المهاجمة حالياً على مسافة ١٢ كم من المدخل الشمالي لمدينة الطبقة غربي الرقة.

هذا وتحتل مدينة الطبقة أهمية كبيرة كونها من أهم المدن التابعة لمحافظة الرقة، وثاني المدن مساحة بعد مدينة الرقة، ناهيك عن وجود سد الفرات فيها، والذي يعد من أهم المنشأت الحيوية في سوريا، إضافة لمطار الطبقة العسكري.

ولمطار الطبقة العسكري أهمية كبيرة لدى جميع الفاعلين على الساحة السورية، فقد عمل الجانب الأمريكي على إنشاء مطارين عسكريين للمروحيات في ريف عين العرب وعين عيسى، مما يستدعي حاجته لمطار الطبقة العسكري للاستمرار بحملته “ضد الإرهاب” في الشمال السوري، حيث يؤمن المطار قاعدة للانطلاق نحو البادية السورية وباتجاه الشرق ومدينة الرقة، وكذلك مهبط للطيران الحربي في حال كان هنالك تفاهم بينه وبين الجانب الروسي حول تفعيله.

أما بالنسبة للطرف الروسي، فيشكل مطار الطبقة أهمية موازية، لعوامل عدة كونه منشـآة عمل الإتحاد السوفييتي سابقاً على انشائها، إضافة للموقع الإستراتيجي للمطار، والذي يسهل الحركة ضمن الجزيرة السورية والبادية، كما ويعد بوابة للتوغل بكامل الجزيرة السورية.

والمطار كحالة فنية لايزال مُحافظ عليه، خصوصاً بأنّ أطراف الصراع الروسي والامريكي والسوري منها، لم تقم باستهدافه بالغارات الجوية، وحافظوا على سلامة المطار وبنيته التحتية استعداداً لاستغلاله لاحقاً.

 

سيناريوهات السيطرة على المطار

-السيناريو الأول: السيطرة على المطار من قبل قوات قسد، وإبرام صفقة مع الجانب الروسي لاستغلال المطار عسكرياً، بغية رفع أسهم القوات المهاجمة لدى الروس كونهم اللاعب الأبرز حالياً في ظل الإعداد لمؤتمر الأستانة، إلا أنّ احتمالية استمرار تقدم القوات الكردية نحو المطار منخفضة بحسب بعض قيادات قسد، إذ أنّ الخطة المزمعة هي الوصول لمدخل السد ومن ثم تعطيل الحركة عليه والسير بمحاذاة نهر الفرات وصولاً إلى مدخل مدينة الرقة الغربي.

-السيناريو الثاني: وهو تقدم لقوات النظام والمليشيات الموالية لها نحو المطار واستغلال انشغال تنظيم داعش بالمعارك في مدينة الطبقة ضد قوات قسد، وفي مدينة تدمر ضد قوات النظام السوري، هذا وتتمركز قوات النظام على مسافة ٢٥ كم من مدينة الطبقة بالقرب من مفرق الزكية.

– السناريو الأخير: وهو في حال قدرة غرفة عمليات “درع الفرات” المدعومة تركياً، على حسم معركة الباب، والتقدم نحو مدينتي مسكنة والطبقة، حيث يقوم الجانب التركي بإعداد عدد من أبناء المنطقة لخوض المعارك مع تنظيم داعش، تحت مسمى درع الفرات ٢، هذا ولا يوجد خلاف بين الطرفين التركي والروسي حول المطار، وربما يكون هنالك تفاهم مسبق عليه من الجانبين بحيث يضمن الجانب التركي الاستمرار بمعركته نحو الرقة وقطع أحلام الـ YPG ومن جهة أخرى يضمن للجانب الروسي استغلال المطار وتفعيله.
وبين كل هذه السيناريوهات يبقى السيناريو الذي يطمح إليه أهالي المنطقة هو السيناريو الذي يبقي قوات النظام وحلفائها بعيداً عن المدينة، وربما الجانب التركي هو الأكثر تقبلاً لدى الجميع.