الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

“تحرير” حلب من أهلها، هل يقتلون بعضهم؟!، فقط في سورية يترك المجرم حراً طليقاً، سورية رسمياً تحت الوصاية الروسية، القتال لأجل المهدي المنتظر.
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

“تحرير” حلب من أهلها

خرجت يوم الخميس آخر دفعة من الثوار من أحياء حلب الشرقية.

لم يجد إعلام النظام حرجاً في وصف ما حدث على أنه “تحرير” وللوقوف على صدقية الكلمة لا بدّ من معرفة الطرفين المتصارعين، ففي الطرف الأول نجد الحلبيين والثوار السوريين أبناء الأحياء التي أُخرجوا منها مكرهين، وفي الطرف الثاني نجد الروس والميليشيات الطائفية وحثالة المجتمع السوري من قطعان الشبيحة.

ولم يجد رئيس النظام حرجاً في شكر الروس والإيرانيين حيث أكد أن النصر يعود لهما، وهذا لا يدع مجالاً للشك بأنّ حلب المحررة وقعت يوم الخميس تحت الاحتلال، ولا يقف التشويه هنا، فقد رصدت كاميرات النظام حجم الدمار الحاصل في الأحياء الشرقية، وركزت على تدمير المساجد، ونسبت ما حدث للجماعات الإرهابية (الثوار)، ويعلم القاصي والداني أن الدمار ناتج عن البراميل والقصف الجوي الروسي والأسدي، ومن عاين حجم الدمار، وسياسة الأرض المحروقة يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يقوم بهذا التدمير إلا محتل.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

هل يقتلون بعضهم؟!

ميليشيا “قسد” تهاجم مواقع لواء ثوار الرقة في محيط مدينة عين عيسى شمال الرقة.

تترافق الخطوة مع إشاعات عن نية القوات الكردية اجتثاث لواء ثوار الرقة، وهناك معلومات عن اعتقال قيادات لثوار الرقة. يدرك المتابع للملف السوري أن هذه خطوة متوقعة، فالميليشيات الكردية تستخدم العرب في صفوفهم باعتبارهم مرتزقة، ولا يقبلون بحال أن يكون للعرب شوكة ضمن ما يسمى قوات سورية الديمقراطية.

ولا يقتصر الأمر على قسد، فالنظام كذلك يستخدم الكرد تماماً كاستخدام الكرد للعرب، فالانفصالي لا يقبل المشاركة وكذلك المستبد، ولا نستبعد أن تشهد الساحة قريباً مزيداً من الخلافات بين حلفاء الأمس، فهذه التحالفات أشبه بزواج المتعة الذي لا يدوم.


الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
القتال لأجل المهدي المنتظر

قيس الخزعلي قائد ميليشيات “عصائب أهل الحق”: سنقاتل حتى ظهور المهدي المنتظر.

يندرج كلام الخزعلي ضمن سيل من التصريحات الكثيرة لقادة عراقيين وإيرانيين مما يؤكد أن الأمر لا ينحصر في إطار فئة طائفية متطرفة إنما هو نهج عام للحكومتين العراقية والإيرانية، وتكشف تصريحات قادة الحشد الشيعي أن هدفهم الحقيقي بعيد جداً عن داعش. فهم يهيئون الأجواء لإمام آخر الزمان الذي سيسيطر على العالم ويقضي على قوى الشر والظلم وينشر العدل.

لا يشك عاقل أن إيران الفارسية سخرت هذا المعتقد لتوسيع مجال سيطرتها ونفوذها، فالعرب الشيعة يعملون في خدمة إيران معتقدين أن عملهم مقدس، وتتنافى الممارسات التي يقوم بها على الأرض مع أهم صفات المهدي المتمثلة برفع الظلم والعدل، وهذا الظلم أحد أسباب ولادة داعش، فالفعل المتطرف يستوجب فعلاً متطرفاً مماثلاً.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

فقط في سورية يترك المجرم حراً طليقاً

مشروع قرار أممي يحظر بيع المروحيات وقطع غيارها لنظام الأسد.

لا تكمن الغرابة في القرار بل في حيثياته، فالحظر سببه ثبوت استخدام النظام الطيران المروحي لقتل المدنيين عبر البراميل المتفجرة، وخصوصاً تلك المحملة بالغازات السامة، ويبدو القرار أسوأ من قرار سحب الكيماوي، ففي قرار سحب الكيماوي تم سحب أداة الجريمة وتُرك المجرم بلا عقاب، أما هنا فسمح للمجرم الاحتفاظ بسلاح الجريمة (المروحيات) وتُرِك من العقاب، أي مسموح لك القتل بما بقي عندك لكننا لن نزودك بأدوات جديدة. يختزل هذا القرار موقف المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في سورية، فهناك تواطؤ دولي على رد هذا الشعب لحظيرة الاستبداد والعبودية، فالعالم لم ولن يكترث بحجم التضحيات والمآسي التي يعانيها السوريون.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

سورية رسمياً تحت الوصاية الروسية

الرئيس الروسي بوتين يوقع أمراً بتوسيع القاعدة الروسية البحرية في طرطوس.

تحولت القاعدة الروسية لقاعدة عسكرية بعد أن كانت مجرد محطة صغيرة لإصلاح السفن الروسية، وتوسيعها اليوم يندرج ضمن مخطط كبير، فقد أصبح للروس قاعدة جوية في اللاذقية أخذت قانونياً صفة الأرض الروسية، فالاتفاقية تضمن حصانة الروس من أي مساءلة، وتمنع دخول أي سوري إليها دون موافقة الروس.

ولا يقتصر الأمر على القاعدتين الجوية والبحرية إنما يشمل جنود على الأرض، فلا اخطئ العين منظرهم مع مدرعاتهم وآلياتهم في أحياء حلب الشرقية، كما صدر مؤخراً قرار روسي بإرسال المئات من أفراد الشرطة العسكرية الروسية لتأمين الحماية لعناصرهم. وما أرسل حقيقة آلاف لا مئات، ويندرج ضمن خطة ممنهجة للسيطرة الكاملة على سورية، ونجد للأسف حمقى يفرحون بازدياد النفوذ الروسي باعتباره يحد من النفوذ الإيراني، ونقول هنا: أقدرنا العيش تحت نفوذ هذا أو ذاك، دون خيار ثالث؟!. لقد خرج السوريون ينشدون الحرية والاستقلال لبلادهم، لكن المستبد آثر تسليم البلاد لكل من هبّ ودب من أجل البقاء على كرسي من ورق.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

تركيا مصرة على حسم معركة الباب

مجلس الباب العسكري”: إنزال مظلي للقوات التركية في مدينة الباب، والسيطرة على جبل عقيل والمشفى الوطني.

تأتي عملية السيطرة بعد انتهاء المحاولة الأولى إذ استطاع التنظيم استعادة السيطرة على جبل عقيل سابقاً باستخدام المفخخات، وقام التنظيم بإعدام عنصرين تركيين لبث الرعب والخوف في صفوف القوات المهاجمة لكن ذلك لعب دوراً عكسياً، وزاد من تصميم الأتراك على دخول المدينة، فقامت قوات الكوماندوس بإنزال جوي من خلال إسناد الطيران الحربي.

وتدلل التطورات العسكري أن معركة الباب لم تعد معركة عادية، فالجيش التركي تدخل بشكل مباشر، ولم يعد يختفي خلف قوات درع الفرات، وفي هذا رسالة قوية للنظام والكرد معاً، فتركيا أصبحت رقماً صعباً بدخولها الأرض، ولن تسمح بحال تمدد الكرد، ولا شك أن التدخل التركي تم بموافقة روسية مما يعني أن ثمة اتفاقات وتفاهمات تحت الطاولة تشمل الملف السوري كاملاً.

وفي حال حافظت القوات التركية على موقعها فإن السيطرة على الباب مسألة وقت، فالمدينة ساقطة عسكرياً. ونتوقع أن ينسحب التنظيم من المدينة في حال فشله استعادة جبل عقيل.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

هل يعيد التنظيم سيناريو تدمر؟!

ديرالزور: تنظيم الدولة يتمكن من السيطرة على نقاط جديدة لقوات النظام في حي الموظفين والجبل المطل على المدينة.

يحاول التنظيم جاهداً توسعة نقاط نقاط سيطرته، واختار مواقع النظام دون سواها لأهداف سياسية وعسكرية وجغرافية، فالتنظيم يريد أن يثبت للجميع أنه القوة الوحيدة القادرة على سحق الأسد، وبالتالي فإنه يجب على السوريين الانخراط في صفوفه، أما من الناحية العسكرية فإن النظام فاشل بالمواجهة المباشرة فضلاً عن امتلاكه مخزون كبير من السلاح والذخيرة مما يثير لعاب داعش.

ومن الناحية الجغرافية والاقتصادية فإن دير الزور بعيدة عن نقاط الإمداد وتحتوي آبار النفط، وبالتالي فالسيطرة عليها تعوّض خسارة التنظيم للباب وربما للرقة لاحقاً ناهيك عن ارتباطها عشائرياً بالعراق والقرب الجغرافي، ومما يؤسف له أن الجميع يتآمر على ثورة الحرية، ويفسح المجال للجميع، ويدعم الجميع داعش، النظام، الكرد. ويترك الثوار وحدهم يواجهون الثلاثة.


الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

حضن الوطن

قامت قوات الأسد بتصفية 6 مدنيين خلال عودتهم إلى حي الصاخور في مدينة حلب المحتلة عُرِف منهم: أحمد مامو، حمدو الرز، حمود الأسود، وليد مصطفى الجدلان البالغ من العمر 55 عاماً.

تُدلل الحادثة على طبيعة العودة التي يريدها النظام لحضنه، ونوعية العفو الذي يصدره، فيريد النظام من السوريين أن يعودوا مذلولين صاغرين، ورغم ذلك فإن طبيعة الحقد وحب الانتقام المتجذرة فيه تبقى الطاغية على سلوكه، فنحن لسنا أمام دولة إنما مافيا وشرذمة من العصابات المتحكمة برقاب العباد، وأثبتت عمليات الاعتقال لآلاف المواطنين، وغياب أخبار المئات أن مراسيم العفو التي صدّع بها النظام الرؤوس لا تساوي ثمن الحبر الذي كُتب بها، وأدرك الجميع أن مرسوم العفو هدفه التغطية على الخونة الذين اندسوا في صفوف الثوار، وحملوا البندقية ظاهراً لجانب الثورة، وضمنياً لصالح النظام، وانتهت مهمتهم عندما سيطر النظام على حلب فكان لا بد من غطاء يخدع به الشعب المسكين، وما درى النظام أن لعبته مكشوفة مفضوحة.

وقد لعب هؤلاء دوراً كبيراً في سيطرة النظام على حلب حيث خذلوا المجاهدين، وأعطوا قوات النظام إحداثيات الثوار ومواقع مستودعات الذخيرة والمشافي وغيرها، كما لعبوا دوراً في تشويه الثورة من خلال عمليات السلب والنهب والاعتداء على المواطنين، ويثبت الخبر والواقع هذه الحقيقة فكيف يعفو النظام عمّن حمل السلاح، ويعدم مدنيين فقط لأنهم من مناطق ثائرة؟!.