ترويج الأكاذيب “داعش و غسيل الأدمغة”

الرقة تذبح بصمت

 

يتقصد تنظيم داعش ترويج الأكاذيب إلى خارج مناطق سيطرته لجذب اهتمام متابعيه و استمالة الشباب الغاضب من أجل الانضمام إليه و اعتماد مبدأ تشويه الحقائق في مناطق سيطرته كي يقنع الجمهور بمحاسنه الكاذبة. حيث يُظهر و عن طريق إصدارته المرئية حالة الترف و الرفاه الذي يعيشه الأهالي تحت واقع سطوته فيما أن الواقع في خلاف ذلك إذ أن المدنيين في مناطقه يعيشون حالة من الفقر و الاستبداد و الظلم بسبب ممارساته الأمنية و الاقتصادية على حد سواء.

و لتحقيق هذه الأهداف ينشر التنظيم صورا و إصدارات جهادية تحض الناس للانضمام إليه و تُدلس بعض الحقائق مثل رغبة الأهالي بقبول انضمام أولادهم إلى صفوفه و إرسالهم إلى معسكرات التنظيم. فيما أن واقع الأمر و حقيقته أن التنظيم يحاول غسل عقول هؤلاء الشباب عن طريق شرعييه بإقناعهم و حتى إجبارهم كي ينضموا إليه و في بعض الأحيان يستخدم التنظيم سياسة الترغيب كدفع مبالغ مالية لذويهم أو الإكراه في ارسال القاصرين خصوصا إلى جبهات القتل و تنفيذ العمليات التفجيرية لصالح التنظيم في هذا ظهرت الكثير من أسماء منفذي هذه العمليات في إصداراته في العراق بأسماء سورية حيث جند التنظيم عشرات الأطفال و الفتية و أجبرهم على تنفيذ هذه العمليات القتالية بدون علم أسرهم بذلك.

” أولئك آبائي ” إصدار جديد لتنظيم الدولة تم نشره من خلال المكتب الإعلامي لولاية الخير سَوق فيه التنظيم أن هناك فئتين من الآباء و الأبناء. الأولى هي التي انضمت للتنظيم و هي التي فازت بالأخرة و الثانية هي غير المنظمة للتنظيم. و يساوي التنظيم الفئة الثانية و الضالة مع بعضها البعض. ففي شرع التنظيم و أحكامه لا يوجد فرق بين من يرسل أولاده للانضمام إلى قوات النظام السوري أو من يرسل أبنائه إلى بلاد أخرى بغرض الهجرة أو من يرسلهم كي ينضموا إلى فصائل الثورة السورية و التي يصفها التنظيم بالمرتدة و في أحكام التنظيم بأن هؤلاء جميعهم خسروا الفوز بالأخرة.

و لا يقف اصدار التنظيم في تشويه حقائق امتناع الناس و استنكارهم لتجنيد أطفالهم و إجبارهم على خوض المعارك لصالح التنظيم كما هو الحال في ديرالزور و الرقة حيث يقع الآباء و أطفالهم فريسة توحش التنظيم و نذالته في استمالة صغار السن و الجهلة لإقناعهم بالجهاد من أجل تحقيق مصالح التنظيم في العراق و سوريا. بل و أيضا يتقصد التنظيم إلى خلق شروخات بين الآباء و أبنائهم من خلال تعليم الشباب و القاصرين أن أباءهم لقنوهم عقائد مغلوطة و دربوهم على حب المال و ملذات الدنيا و بأن التنظيم يسعى إلى تعليمهم و تدريسهم الإسلام الحقيقي و هو من وجهة نظره فقط بالانضمام إليه و القتال تحت أوامره. و هذا أبرزه التنظيم في أكثر من مناسبة من أجل اقناع الشباب بالالتحاق بصفوفه, خاصة أن الأهالي لا يتمكنون من معارضة أوامر التنظيم أو انقاذ أولادهم منه. إذ يدأب التنظيم على معاقبة المعترضين على ذلك. و يشار في الآونة الأخيرة أن كثير من الآباء و الأسر دفعت أولادها إلى الهروب و الهجرة خارج مناطق التنظيم خوفا عليها من شرور التنظيم أو تجنيدهم في معارك أغلبها تصب في مصلحة التنظيم أولا و أخيرا لا في مصلحة أوطانهم.

مما لا شك فيه أن التنظيم يعمل على إغراق مواقع التواصل الاجتماعي بمثل هكذا فيديوهات لتصيد مزيدا من المنضمين إلى صفوفه. لكن في المقابل يعمل على الأرض من أجل غسل دماغ الأهالي و القاصرين لتكوين جيل متطرف يتبع عقائديا و فكريا للتنظيم و هذه حقيقة ديمومة التنظيم و أفكاره و ما يتم رصده في هذا الصدد مرعب حيث بدأ التنظيم بالعمل على المعسكرات و تجنيد الأطفال و الشباب منذ بدايات تأسيسه من خلال الدورات الشرعية و المعسكرات القتالية و تغذية الناس بالخطابات الدينية و مقاطع الفيديو العنيفة مستفيدا من الظروف الطائفية و القتل اليومي المنتشر في العراق و سوريا لإقناع الناس بالانضمام إليه أو وقوعهم بدون وعي فريسة مؤامرته.