الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

هل انتهت الثورة عند حلب، معركة حلب بداية للاتفاق الروسي الأمريكي، القاعدة الروسية بيد داعش، السوريون في مناطق سيطرة داعش يموتون بصمت


تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
هل انتهت الثورة عند حلب

سيطرت قوات الأسد والميليشيات الطائفية المدعومة بغطاء جوي روسي على أحياء حلب الشرقية.

لا شكّ أن خسارة الثوار للقسم الشرقي لحلب مؤلمة وكبيرة، فهل تعني هذه الخسارة المؤلمة نهاية الثورة السورية بشكل تراجيدي، وذهاب دماء أكثر من نصف مليون هدراً؟!.

ينبغي قبل الإجابة عن هذا السؤال التروي، والتفكير بمنطقية وحيادية بعيداً عن العاطفة والانفعال، فالنظام لم يسيطر حقيقة على المدينة كاملة، ومازال مهدداً واستعادة الثوار للمدينة أمر ممكن بمجرد توفر السلاح النوعي، وللتوضيح أكثر فإن الثوار ما زالوا على أبواب حلب من الجهتين الغربية والجنوبية، فهم يسيطرون على الليرمون وضهرة عبد ربه، وجزء من جمعية الزهراء والراشدين، فالثوار لم يبتعدوا عن حلب، وصواريخهم البسيطة والبدائية قادرة على استهداف أي نقطة في حلب، ومن هنا نرى أن خروج الثوار خسارة أليمة ولكنها ليست كارثية.

ومن ناحية أخرى ينبغي النظر للقوة التي سيطرت على شرق حلب، فعند النظر لهذه القوة نجدها متمثلة بالروس والميليشيات الطائفية أي أن سورية تتعرض لاحتلال عسكري مباشر من قبل قوتين اختلفت أهدافهما لكنهما توحدتا ضد عدو واحد ( الثورة السورية).

وينبغي التذكير أن المساحة التي يسيطر عليها النظام في محافظة حلب لا تتعدى 20% فأرياف حلب معظمها خارج سيطرته، والطريق إلى مدينة حلب (طريق خناصر) مهدد بأية لحظةوعسى أن تكون معركة حلب درساً للثوار والثورة السورية، فإعلام النظام بسخر من الثوار والمعارضة المنقسمة بأن وحدهم في الباص الأخضر. وقد صدق إعلام النظام هنا وهو كذوب.

 

 

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

مسلسل تهجير اهالي حلب فضح النظام السوري

 

 

السوريين يهجّرون من حلب بعد تخيير النظام لهم بين الإبادة والاستسلام.

كشف خروج اهالي حلب من أحيائهم  أن النظام السوري لا يملك من أمره شيئاً، فقد خيّر النظامُ الثوارَ بداية بين الاستسلام أو الإبادة، بل أنكر مسؤول عسكري رفيع وجود اتفاق ينص على خروج الثوار ليكذِّبَ وزير المصالحة السوري المسؤول العسكري ويتحدث فجأة عن التوصل لاتفاق يفضي لخروج الثوار، وحقيقة فقد كان المسؤول العسكري صادقاً لأنه لم يكن عارفاً بالأوامر الروسية الجديدة.

وفي صبيحة اليوم المقرر لتنفيذ الاتفاق يتراجع النظام عن تنفيذ الاتفاق المفروض عليه من روسيا، ويصرح مسؤول عسكري رسمي لقناة الميادين الموالية أن أي اتفاق لا بدّ أن يحظى بموافقة الحلفاء الروس والإيرانيين في إشارة لرفض الاتفاق نتيجة عدم موافقة إيران التي تريده أن يشمل كفريا والفوعة. فالاتفاق فرضه الروس دون الرجوع للنظام السوري ولإيران، وفي المساء يتصل أردوغان ببوتين ويتفاهمان على تنفيذ خروج الثوار والمدنيين، وفعلاً تم إخراج الآلاف قبل أن تقوم الميليشيات الطائفية بممارسة البلطجة من خلال الاعتداء على الخارجين بالقتل والخطف.

كشفت حيثيات الخروج وما زالت تكشف هشاشة النظام وضعفه أمام الروس من جهة وأمام إيران والميليشيات الطائفية من جهة ثانية. وكشفت كذلك أن الكلمة العليا في سورية غدت للروس، فقد فرض الروس قرارهم على الجميع، وكشفت اعتداءات الميليشيات الطائفية عجز النظام السوري التوفيق بين داعميه

 بشار الجعفري يسير على خطا وليد المعلم بشار الجعفري يعرض صورة على أنها لجندي سوري يساعد المدنيين ليتبيّن أنها في العراق. لا يبدو الأمر غريباً من ناحية الكذب، فبشار الآخر نفى استخدام البراميل، ونفى استخدام الكيماوي بل نفى وجود ثورة في سورية فهو يحارب مجموعات إرهابية. ولكن الغرابة تكمن في السقطات الكبيرة التي تدل على حُمق النظام وغبائه، فالجميع يذكر كيف عرض وليد المعلم صوراً لإرهابيين في سورية ليتبين لاحقاً أنها في لبنان. توضح هذه السقطات والأكاذيب الطريقة التي تدار بها سورية، وتكشف طبيعة العقول التي تحكم هذا البلد، فقد أقام النظام كل شيء على الدجل والكذب والتضليل. القاعدة الروسية بيد داعش تنظيم داعش يبث شريطاً مصوراً يظهر سيطرة التنظيم على كامل القاعدة العسكرية الروسية في تدمر. النصر الوحيد الذي حققه الروس على الدواعش يتداعى في تدمر، فقد طرد الروسُ الدواعشَ من تدمير بعد تدميرها بأكثر من ألفي غارة، ولم يعُد للمدينة حينها رغم طرد داعش في آذار معظم سكانها مما يثبت على أن المدينة تعرضت لاحتلال جديد لا لتحرير. تظهر معركة تدمر فشل الروس قبل النظام في الحرب على الإرهاب، ونجاحهم في تدمير المدن والقرى السورية، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقد زوّد النظام والروس معاً تنظيم داعش بالأسلحة والذخيرة مرة ثانية، إذ قام مقاتلو روسيا والنظام بالهرب كالجرذان أمام الدواعش دون أدنى مقاومة تاركين السلاح والذخيرة، وكلنا يعلم أن الانسحاب يتضمن خططاً لنقل الأسلحة والذخيرة أو إتلافها كي يُحرم العدو من الاستفادة منها ولا سيما إذا كانت بكميات وافرة وبنوعية جيدة. ولكن يبدو أن داعش ليس عدواً حتى يحرموه، فداعش لن يستخدمها ضدهم إنما ضد الثوار في القلمون أو الباب

معركة حلب بداية للاتفاق الروسي الأمريكي

 

النظام يستعيد حلب الشرقية في أقل من شهر بعدما عجز عن استرجاع حي واحد خلال خمس سنوات.

تنطوي معركة حلب على مفارقات عجيبة، فهي معركة معقدة من عدة نواحي، ونكتفي هنا بتوضيح جانب واحد يتعلق بسر السيطرة السريعة للنظام على حلب، فقد أرجعه بعضهم للخيانة، وبعضهم لتشرذم صفوف الثوار، وبعضهم للحصار، وبعضهم للدعم الروسي والإيراني، وبعضهم للـ….. تعددت الأسباب والتفسيرات، وكلها منطقية ولكنها غير كافية لتفسير سرعة سيطرة النظام وخروج الثوار، ونزعم هنا أن سيطرة النظام على حلب سببها الاتفاق الأمريكي الروسي المُوقع بين كيري ولافروف، فالبنود السرية للاتفاق تنص على الحفاظ على المؤسسات الرسمية العسكرية والأمنية والحفاظ على العاصمة وحلب بيد النظام تمهيداً لخطوة الانتقال السياسي.

وهذا الانتقال سيتم في عهد ترمب، إذ سيبقى الأسد فترة معينة ريثما يتم بناء سلطة انتقالية وفق الرؤيتين الروسية والأمريكية تحفظ المؤسستين الأمنية والعسكرية.

وهذا ما يفسر صمت الدول الإقليمية ( قطر، السعودية، تركيا) إزاء تقدم النظام، فهذه الدول كان بإمكانها منع سقوط حلب من خلال دعم الثوار في معركة فك الحصار دعماً حقيقياً لكن هذه الدول لا تستطيع الوقوف في وجه الأمريكان والروس، فما جرى في حلب يندرج ضمن مخطط القضاء على الثورة، والحفاظ على نظام الأسد دون الأسد.

 

 

بشار الجعفري يسير على خطا وليد المعلم

بشار الجعفري يعرض صورة على أنها لجندي سوري يساعد المدنيين ليتبيّن أنها في العراق.

لا يبدو الأمر غريباً من ناحية الكذب، فبشار الآخر نفى استخدام البراميل،  ونفى استخدام الكيماوي بل نفى وجود ثورة في سورية فهو يحارب مجموعات إرهابية، ولكن الغرابة تكمن في السقطات الكبيرة التي تدل على حُمق النظام وغبائه، فالجميع يذكر كيف عرض وليد المعلم صوراً لإرهابيين في سورية ليتبين لاحقاً أنها في لبنان.

توضح هذه السقطات والأكاذيب الطريقة التي تدار بها سورية، وتكشف طبيعة العقول التي تحكم هذا البلد، فقد أقام النظام كل شيء على الدجل والكذب والتضليل.

Unfortunately no

القاعدة الروسية بيد داعش

تنظيم داعش يبث شريطاً مصوراً يظهر سيطرة التنظيم على كامل القاعدة العسكرية الروسية في تدمر.

النصر الوحيد الذي حققه الروس على الدواعش يتداعى في تدمر، فقد طرد الروسُ الدواعشَ من تدمر بعد تدميرها بأكثر من ألفي غارة، ولم يعُد للمدينة حينها رغم طرد داعش في آذار معظم سكانها مما يثبت على أن المدينة تعرضت لاحتلال جديد لا لتحرير.

تظهر معركة تدمر فشل الروس قبل النظام في الحرب على الإرهاب، ونجاحهم في تدمير المدن والقرى السورية، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقد زوّد النظام والروس معاً تنظيم داعش بالأسلحة والذخيرة مرة ثانية، إذ قام مقاتلو روسيا والنظام بالهرب كالجرذان أمام الدواعش دون أدنى مقاومة تاركين السلاح والذخيرة، وكلنا يعلم أن الانسحاب يتضمن خططاً لنقل الأسلحة والذخيرة أو إتلافها كي يُحرم العدو من الاستفادة منها ولا سيما إذا كانت بكميات وافرة وبنوعية جيدة. ولكن يبدو أن داعش ليس عدواً حتى يحرموه، فداعش لن يستخدمها ضدهم إنما ضد الثوار في القلمون أو الباب.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

السوريون في مناطق سيطرة داعش يموتون بصمت

ارتفاع عدد الشهداء في ناحية “عقيربات” والقرى التابعة لها في ريف حماة الشرقي لـ99 نتيجة استهداف المنطقة بغاز السارين للمرة الثانية.

مرّت الحادثة بسلام دون أن يرف للعالم المتحضر جفن فهؤلاء إرهابيون لأنهم يعيشون في كنف الإرهابيين ولا يقتصر الأمر على الروس الذين خسروا قاعدتهم في تدمر فأرادوا صنع نصر وهمي على أرواح السوريين. فالتحالف قصف عشرات القرى وقتل مئات الأبرياء إن لم نقل الآلاف بذريعة الحرب على الإرهاب.

ألا يكفي إرهاب داعش لهؤلاء السكان؟! ألا يكفيهم الخوف من الدواعش حتى يلاحقهم الخوف من قصف الكيماوي وغير الكيماوي. دُمرت تدمر من قبل الروس بذريعة داعش، ودمرت منبج من قبل التحالف بذريعة داعش وغيرها كثير.

أتبرر الحرب على الإرهاب إن كانت حرباً على الإرهاب تدمير المدن والقرى وتشريد أهلها، وقتلهم بهذه الطريقة؟! إنها جريمة موصوفة مكتملة المعالم فغاز السارين لا يميز بين المواطن العادي والداعشي، إنها استهتار بدماء السوريين، والنظر إليهم كفئران تجارب في ظل حكومة خائنة عميلة تسمح للآخرين بتجريب سلاحهم على أرضها وفي شعبها.

 

منطقة آمنة بأموال خليجيّة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول إنه سيطلب أموالاً من دول الخليج لتمويل إقامة مناطق آمنة في سورية.

رفضت إدارة أوباما إقامة منطقة آمنة، وبذلت ما تستطيع من قوة لمنع قيام هذه المنطقة لما لهذه المنطقة من تداعيات على النظام السوري. وقد أثبت رفض المنطقة الآمنة من قبل إدارة أوباما أمرين: عدم اكتراث أمريكا بالمدنيين والحل السلمي، والرغبة ببقاء الأسد. ومن هنا تأتي أهمية تصريح ترمب.

وينبغي عدم الإفراط بالتفاؤل فما قاله مجرد تصريح لكنه يوحي بمقاربة مختلفة لمعالجة الملف السوري، فإنشاء منطقة آمنة يعني أول خطوة سياسية وعسكرية فعلية لسحب الشرعية عن نظام الأسد، في حين اقتصر سحب الشرعية سابقاً على الكلام. فالمنطقة الآمنة تعني منع تحليق طيران النظام في بقعة معينة، وتعني أن نظامه راحل في النهاية فلا يعقل ألا تسيطر الحكومة السورية على كامل أراضيها.

وستشكل المنطقة الآمنة أنموذجاً مؤقتاً لحياة السوريين من دون الأسد، وستصبح مقصداً للسوريين في مناطق النظام وداعش.