الرقة بدون مشافي او أدوية

الرقة تذبح بصمت

تعاني مدينة الرقة السورية من تدهور في الوضع الصحي، المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ يناير  عام 2014 ، تشهد انخفاضا كبيراً في مستوى الخدمات الصحية.

وأغلق التنظيم كل المراكز الطبية في المحافظة التي كانت تشرف عليها منظمات عربية ودولية، ومنها مركز الهلال الأحمر القطري، والمركز الألماني، و”اللشمانيا”، و”العيادة السكرية” بذريعة “تلقيها تمويلاً من جهات كافرة ولها غايات تجسسيه”، وفق “الديوان الصحي” التابع للتنظيم. رغم أنّها كانت تسد الاحتياجات الطبية الأساسية وإن بالحد الأدنى.

ويحمّل أحد أطباء المدينة -الذي فضّل عدم كشف اسمه- التنظيم مسؤولية انحدار الوضع الطبي في الرقة، فالتضييق الذي مارسه والوضع الأمني المتدهور كان وراء هجرة أكثر من ثلثي أطباء المدينة، وخاصة المختصين أصحاب الخبرة، والكثيرين يتحينون الفرصة للخروج ، رغم أنّ التنظيم هدد بعقاب كل من يحاول الخروج من الأطباء ومصادرة أملاك من خرج ،  مما تسبب في تفاقم معاناة المرضى، التنظيم منع خروج أي مدني للعلاج خارج الرقة حتى إن لم يتوفر فيها العلاج  مما أدى لعدة وفيات نتيجة عدم تلقي العلاج وخاصة لمرضى السرطان والأمراض المزمنة الأخرى .

الرقة تحتاج إلى عدة مراكز طبية متطورة وإمكانات متقدمة لاستيعاب هذا القدر الكبير من المرضى، خاصة أن عدد السكان تضاعف بعد نزوح عدد كبير من السوريين ومؤخراً العراقيين الذين لجأوا من مدينة الموصل إليها.

وألزم التنظيم أغلب أطباء المدينة -وخاصة الخريجين الجدد- على العمل في العيادات التخصصية التي تفتح أبوابها طيلة الأسبوع باستثناء الجمعة. وذلك بعد خضوعهم لدورات شرعية للتعامل مع المرضى وفق تعليمات التنظيم تحت طائلة العقوبة في حال عدم الامتثال.

"كلية الطب التي افتتحا تنظيم داعش في مدينة الرقة نهاية عام 2014"
“كلية الطب التي افتتحا تنظيم داعش في مدينة الرقة نهاية عام 2014”

طبعا وأخُرجت المشفى الوطني من الخدمة بعد استهدافها بغارات جوية قام على إثرها تنظيم داعش بنقل معظم المعدات إلى أماكن خاصة وجعلها خاصة بعناصر التنظيم ، فيما يضطر المدينون إلى الذهاب إلى المشافي الخاصة التي بدورها تعاني من نقص شديد في المستلزمات الطبية .

فيما تتضاعف معاناة مرضى الكلى حيث لم يعد متوفر أي مركز تخصصي للعلاج ففي الأصل كانت المدينة تعاني من نقص أجهزة غسيل الكلى حيث لا يتجاوز عدده الثمانية أجهزة لكل أبناء المدينة البالغ عدد سكانها اليوم حوالي 400 ألف نسمة ، كذلك مرى التلاسيميا ليسوا بأفضل حال فلا يتواجد أي علاج في المشافي الخاصة والتنظيم لا يسمح بخروجهم إلى خارج مناطقه للعلاج بحجة أنها دار كفار ومن يخرج تهريباً تصادر كل ممتلكاته .

وكان تنظيم داعش افتتح كلية للطب في عام 2014 يقوم بتدريس موادها عدد من الأطباء الذين انضموا إليه وفترة الدراسة 3 سنوات للحاصلين على الشهادة الثانوية في محاولة منه لسد الفراغ الطبي الذي يعاني منه.