غضب الفرات متوقفة والمدنيين أكبر الخاسرين

الرقة تذبح بصمت

يزداد وضوح نوايا مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية YPG، أو ما يسمى بغرفة عمليات “غضب الفرات”، والتي تحاول الاستفادة من الضغط السياسي لكونها تقود معركة السيطرة على الرقة -معقل داعش الرئيس في سوريا-، ومعركة التقدم في ريف حلب الشرقي نحو مدينة الباب، محاولة تقطيع أوصال التنظيم وتشتيته، وذلك في سعيها الحثيث للضغط على حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على أنقرة لإيقاف عملية “درع الفرات”، والتي تبعد قواتها مسافة ١ كم عن مدينة الباب، وفي محاولة استباقية من القوات الكردية لمنع أنّ تكون منبج الهدف القادم لتلك القوات، كما تعمل تلك المليشيات على إفقاد قوات الجيش الحر شعبيتها ومشروعيتها بالنسبة للحاضنة الشعبية العربية في ريف حلب الشرقي.

هذا وتسعى المليشيات الكردية، لوصل مناطق تواجدها الجغرافي بين شرق الفرات وغربه، بغية إنشاء كنتونها الخاص في الشمال السوري، الممتد من القامشلي إلى عين العرب وصولاً إلى مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، هذا وقد صرح عدد من قيادات مليشيا وحدات الحماية الكردية، أنّ عملية الرقة قد تتوقف حال دخول قوات الجيش الحر المدعومة تركياً في المعركة، وتقدمها نحو منبج أو مدينة الباب.

وقد لوحظ توقف عمليات مليشيات الحماية الكردية، بعد سيطرتها على بلدة تل السمن شمال الرقة، والتي لم تعمد بعدها إلى التقدم على محور حزيمة في ريف الرقة الشمالي كما كان مخططاً لها، إذ أنّ معركة التقدم نحو الرقة اقتصرت على القصف الجوي الذي امتاز بالعشوائية وأدى إلى استشهاد وجرح عدد من المدنيين، كما تركز القصف الجوي على القرى الواقعة في الريف الشمالي الغربي للرقة، بالقرب من بلدة حزيمة، في اشارة لقرب فتح خط تقدم آخر، وبصورة عامة فإنّ تكتيك القوات المهاجمة يعتمد على التمهيد الجوي من قبل طيران التحالف الدولي، والمدفعية متوسطة المدى بغية إفراغ القرى من ساكنيها.

هذا وحتى الآن لم تسجل أي حالة مقاومة حقيقة من قبل تنظيم داعش، الذي يحاول سحب قواته بصورة دائمة من خطوط الإشتباك.

وفي سياق متصل، يعاني النازحون في ريف الرقة الغربي والشمالي من سوء الأوضاع بشكل عام، في ظل غياب واضح لتواجد المنظمات الإنسانية، وضعف الخدمات المقدمة من قبل “الإدارة الذاتية” في المنطقة، مما دفع العديد من العائلات النازحة للعودة إلى منازلها، رغم كون قراهم ليست آمنة بشكل كامل، فيما قامت الميليشيات الكردية بمنع الكثير من العائلات من العودة لقراهم وقامت بتدميرها وسرقة محتوياتها.