الموصليون نزوح إلى من ينوي النزوح

الرقة تذبح بصمت

بدأت حركة نزوح المدنيين من الموصل تزداد، عقب اعلان القوات العراقية والمليشيات الشيعية وبعض القوى الإقليمية والدولية بدأ العمليات العسكرية للسيطرة على “الموصل” العراقية المسيطر عليها من قبل تنظيم داعش، حيث شهدت الموصل حركة نزوح كبيرة نحو عدة مناطق ضمن سيطرة التنظيم، البعض من العائلات الموصلية اختارت محافظة الرقة وجهة لها، رغم بعد الرقة الجغرافي عن الموصل إلا أنّهم يعتبرونها ملاذاً أمناً نسبياً.

فيما يفضل الموصليون مدينة الرقة على سواها، لكونها تتمتع بخدمات أفضل، إضافة لخوفهم من عمليات الإنتقام حال نزوحهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الشيعية.

أبو المقداد، أحد المدنيين النازحيين إلى الرقة، يقول للـ “الرقة تذبح بصمت”: ” في البداية انتقلنا إلى ريف محافظة دير الزور، ثم قررنا الانتقال نحو الرقة، كونها ابعد ولقلة عدد النازحيين العراقيين فيها، إضافة لنوعية الخدمات التي تتوفر فيها”. واضاف بالقول :” ليس لدينا ملاذ آخر غير مناطق سيطرة داعش رغم كرهنا له وامانينا بالخلاص منه، الميليشيات الشيعية ارتكبت مجازر سابقة بحق الهاربين من المدينة، كلنا بنظرهم ننتمي لتنظيم داعش”.

هذا وشهدت مدينة الرقة، منذ قرابة الشهر تزايداً ملحوظاً في أعداد العائلات الفارة من جحيم المعركة في الموصل، والتي تحمل ابعاداً طائفية تتجاوز كونها معركة لتحرير المدينة من إرهاب داعش، حيث وثقت عدد من المنظمات الدولية والصفحات الإعلامية ارتكاب القوات المهاجمة لعدد كبير من الإنتهاكات بحق المدنيين، فيما يقدر عدد العائلات العراقية في الرقة بأكثر 1000 عائلة مع قابلية ازدياد الرقم بشكل يومي حسب مراسلنا.

ومع غياب وجود أي منظمة إنسانية في الرقة أو ريفها، إضافة لقلة توفر المنازل في المدينة، تشير التقديرات لحدوث أزمة احتواء للعائلات النازحة، بالمقابل يمنع التنظيم حركة النزوح خارج أراضي سيطرته، الأمر الذي يعرض المخالفين لعدد من العقوبات تتراوح بين الغرامة المالية والسجن والجلد، في خطوة يسعى التنظيم من خلالها للاستفادة من تواجد المدنيين كدروع بشرية قد تحميه من استهداف طيران التحالف الدولي.
بالمقابل، يعيش أهالي الرقة هذه الفترة حالة خوفاً كبيرة، عقب اعلان مليشيات وحدات الحماية الكردية YPG، بدأ معركة “غضب الفرات” في نية منها لعزل مدينة الرقة والسيطرة عليها، الأمر الذي دفع العديد من قاطني الرقة للنزوح.

إرهاب تنظيم داعش على الأرض، وبطش القوى القادمة لمحاربته، وقلة الخيارات المتوفرة للنزوح، أسباب تكاثفت على المدنيين، جاعلة من الأفق المحيط بهم خرم أبرة، الخارج منها مولود من جديد.