تركيا وهدف الحرب في سوريا

الرقة تذبح بصمت

تشارك تركيا بوضوح في الحرب ضد تنظيم داعش، منذ بداية اطلاق معارك “درع الفرات”، بحجة تأمين حدودها البرية مع سوريا، إضافة لإقامة مشروع “المنطقة الآمنة” في الشمال السوري، ولا تخفي تركيا أنّ معركتها مفتوحة ضد كل التنظيمات المصنفة إرهابياً بما فيها “قوات سوريا الديمقراطية” والتي تشكل مليشيات “وحدات حماية الشعب” الكردية حجر الأساس فيها، إذ تحاول تركيا كسر الترابط الجغرافي بين “كنتونات” التواجد الكردي، هادفة إلى منع وصلها جغرافياً وكسر الحلم الكردي بتشكيل دولته على حدودها الجنوبية.

التحرك الأخير لقوات درع الفرات المدعومة تركياً، جعل من تركيا لاعباً أساسياً تكمن أهميته وقوته بكونه الأكثر أهمية على المستوى الإقليمي، إذ تمتد حدود تركيا البرية مع سوريا على مسافة ٨٢٠ كم، يقع القسم الأكبر منها تحت سيطرة المليشيات الكردية، الأمر الذي جعل التدخل التركي يضعها بتماس غير مباشر مع النظام السوري عن طريق ذراعه الممثل بمليشيا وحدات الحماية الشعبية، وقد يتحول إلى تماس مباشر بعد تحرير مدينة الباب من سيطرة داعش، إلا أن القرار التركي بالتدخل في سوريا والذي جاء بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية، والذي يعد قراراً غير معلن بمنع إقامة “الدولة الكردية” في الشمال السوري، إذ أدرك صناع القرار في البيت الأبيض، فشل القوات الكردية بدحر إرهاب داعش، إنما قاموا بخلق إرهاب بديل تمثل بالتهجير القسري للعرب والتركمان، وليثبت الجيش الحر فيما بعد أنّه الوحيد القادر على إنشاء المنطقة الآمنة وتخليص السوريين من خطر تنظيم داعش.

فيما تبقى عملية تحرير الرقة، عاصمة التنظيم المزعومة، قيد التخطيط، لا يزال الجدال قائماً حول مشاركة المليشيات الكردية فيها، إذ أطلع أردوغان نظيره الأميركي باراك أوباما على نواياه خلال اتصال هاتفي مساء الأربعاء، مكرراً معارضته مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه المسلحة وحدات حماية الشعب في المعارك، وقال “لسنا بحاجة إلى منظمات إرهابية مثل حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب. تعالوا، فلنطرد داعش معاً من الرقة. يمكننا أن نفعل ذلك معاً، لدينا القدرة على ذلك”.

ويبقى أهالي المناطق القابعة تحت حكم تنظيم داعش أو المليشيات الكردية، ينتظرون تحريرهم من سوط إرهاب الأرض، ليخافوا في الوقت نفسه من بيعهم للنظام السوري، إذ ما تمت هزيمة التنظيمات المسيطرة على مدنهم وتقدم النظام حول مناطقهم.