سراب دابق تبدد 

الرقة تذبح بصمت

شكلت قرية دابق في ريف حلب الشمالي رمزية دينية في دعاية تنظيم داعش و أخذت الكثير من حيز دعايته خلال إصداراته الإعلامية السابقة . إذ عمد  التنظيم على التسويق لخرافاته حول ملحمة دابق الكبرى من أجل الترويج لمعاركه ضد فصائل الثورة السورية في الشمال السوري و مقنع ً  أتباعه من خلال ذلك بأحقية معركته ضد الكفار  و أتباعهم المرتدين قاصدا بهذا  كتائب الثورة السورية المقاتلة كما و لتأكيد على هذه الرمزية اسمى  مجلة خاصة به بدابق مؤكدا من خلالها على أهمية هذه القرية في خطابه الديني و الفكري و رمزيتها  في عقول مؤيديه و أتباعه.

لكن و بالرغم من هذه  الأهمية و الرمزية  لدابق لدى التنظيم إلا أن قواته تهاوت و انسحبت أمام قوات المعارضة السورية في عملية درع الفرات حيث تمكنت فصائل من الجيش الحر يوم الأحد بدعم من القوات التركية من طرده من قرية دابق و السيطرة على عدة قرى و بلدات في ريف حلب الشمالي خلال الأيام القليلة الماضية.

استمرار في الكذب و التقليل من أهمية دابق

 مع الأهمية الاستراتيجية  و الرمزية المروج لها من قبل التنظيم لدابق إلا أن المعركة لم تستمر أكثر من ساعة و ردت مواقع التنظيم  معلقة على هزيمة دابق بأن المرتدين ” الجيش السوري الحر ”  لم يكونوا قادرين على السيطرة على دابق لولا  مساعدة تحالف الكفار ” و المقصود به القوات التركية “.

من جهة أخرى خصصت مجلة النبأ التابع للتنظيم في عددها الأخير مقالا حول معركة دابق قائلة ”  لم يعلم عُبّاد الصليب وأولياؤهم المرتدون -وأنىّ لهم ذلك- أن ملحمة دابق الكبرى تسبقها أحداث عظام من علامات الساعة الصغرى يعلمها المؤمنون المرابطون في خنادقهم” . و بذلك يروج التنظيم لخرافات جديدة حول معركة دابق الكبرى و الصغرى و التي لم يذكرها في وقت سابق!.
وبالتالي تحاول مواقع التنظيم الإعلامية التخلص من البربوغندا الخاصة بها حول دابق و التقليل من شأن المعركة بعد خسارتهم فيها. و هذا ما عودنا عليه التنظيم في الكذب و المواربة في مجال الدعاية و الإعلان لإقناع جمهوره و أنصاره في تقبل الخسارة.

ومع سيطرة كتائب المعارضة السورية على بلدات و قرى ريف حلب الشمالي و أخرها دابق أصبح الهدف القادم  بحسب التوقعات  هو مدينة الباب التي تعتبر المعقل الأكبر للتنظيم في ريف حلب. لكن يبقى تحرير مدينة الباب مرهون بعملية درع الفرات و قابلية استمرارها حيث سيؤدي طرد داعش من ريف حلب إلى فتح جبهات القتال مجددا مع الميليشيات الكردية المدعومة من قبل الروس و قوات التحالف التي تقودها أمريكا .

بالمقابل تخشى تركيا من انتقام تنظيم الدولة من نتائج عملية درع الفرات عن طريق استهدافها  بالمفخخات من قبل التنظيم. إذ قالت وكالة الأناضول أن الأمن التركي ألقى القبض يوم الأحد على محمد قادر جبل مسؤول الأنشطة و العمليات في تنظيم الدولة في ولاية غازي عينتاب . و أوقفت في هذا الصدد القوى الأمنية التركية 19 مشتبه به مع  ضبط كميات من ” TNT” و متفجرات في غازي عينتاب خلال عملية أمنية تستهدف أنشطة التنظيم في الولاية.

و مع سقوط دابق من يد تنظيم داعش تسقط أساطير التنظيم و حملاته الدعاية المزيفة مرة أخرى و التي طالما روج لها مقنعا فيها أتباعه السذج حول أحقية خطابه و معاركه المزعومة لنصرة المسلمين. في المقابل قال وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي مساء يوم الأحد أن الهدف المقبل لعملية درع الفرات يتمثل في الوصول إلى مدينة الباب شرق مدينة حلب .