الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

داعش تتقهقر بالريف الشمالي، إيران تشيع العلويين في الساحل، أحرار الشام تنفي نيتها استخدام الكيماوي، لماذا تأخر تحرير الرقة؟!، إنجازات روسيا في عام
تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”


الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

إيران تشيع العلويين في الساحل

افتتحت مديرية التربية في اللاذقية بداية العام الدراسي الحالي ثانوية “شيعية” للبنين والبنات في “البهلولية”.

يوضح الخبر السابق الاستراتيجية التي تعمل عليها إيران منذ عقوذ، أي منذ زمن الأسد الأب، ولكنّ استراتيجيتها زادت وضوحاً في عهد بشار الأسد، وتقوم الاستراتيجية الإيرانية على شراء شيوخ القبائل، وبعض شيوخ الدين السنة الذين لديهم استعداد لبيع دينهم في سبيل الوصول للسلطة أو الحصول على المال والوجاهة، كما جهدت على بناء المقامات والحسينيات للتغرير بالعوام السذج، والدخول عليهم من باب حب آل البيت رضوان الله عليهم، ناهيك عن المعارض والمهرجانات التي ترعاها السفارة الإيرانية في سورية.

ويذكر هنا أن مشروع مدرسة البهلولية ليس بجديد في الشارع العلوي، فالسوريون يعرفون دور جميل الأسد وتأسيسه حزب المرتضى، ومحاولاته بناء شبكة علاقات مع المشايخ، وما يلفت الانتباه في المدرسة أن جمعية رامي مخلوف “البستان” ستشرف على المدرسة وترعاها، كما ستقدم تسهيلات مادية للطلاب المسجلين بها، بل ستسمح لخريجيها الالتحاق بالجامعات السورية.

ويرفض كثير من العلويين هذه الخطوة الإيرانية وغيرها، باعتبارها تستهدف وجودهم كعلويين، وربما لا يعلم كثير من العلويين أنّ الشيعة يصنفون العلويين في دائرة “الغلاة” وبالتالي يعدونهم “كفاراً” وهذا مدون صريحاً في كتب الشيعة بل ومن الشيعة من يرى وجوب قتلهم.

تحاول إيران جاهدةً تدمير النسيج الوطني في البلدان الشيعية من خلال شراء الشيعة في البلدان العربية، ونجحت في شراء ذمم كثيرين، فأفسدت الدين والسياسة معاً، وخلقت نزاعات طائفية في البلدان العربية لا يعلم لها نهاية، وبما أن الشيعة أقلية محدودة جداً في سورية ولا يستطيعون التأثير في المشهد لجأت لتشييع العلويين.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

تركيا تفتتح مشفًى في جرابلس

افتتحت وزارة الصحة التركية مشفى في مدينة جرابلس بطاقة استيعابية تقدر بـأربعين سريراً.

تعد حاجة أهالي جرابلس للمشفى كحاجة الأرض العطشى لماء المطر، فالخدمات الصحية كانت شبه معدومة، ولاسيما بعد تدمير داعش مشفى الهلال القطري، وما يميز المشفى أنّ كادره (أطباء، ممرضين، فنيين، عمال) سوريون، واقتصر دور الحكومة التركية على تأمين الدعم المادي والتجهيزات والرواتب، وبدأ المشفى العمل بالعيادات من خلال 12 طبيباً على أن يبدأ العمل به كمشفى في غضون عشرة أيام.

وللمشفى عدة دلالات منها حرص الحكومة التركية على توفير الخدمات في المناطق التي يُطرد منها داعش، والهدف بث الحياة تمهيداً لإقامة حياة سليمة في المنطقة الآمنة، وهناك حديث عن توفير مياه صالحة للشرب وكهرباء، ولا ينحصر التصرف التركي في إطار الجانب الإنساني ودعم الشعب السوري وحسب، فتركيا تهدف من المنطقة الآمنة ترحيل المخيمات الموجودة في تركيا لهذه المنطقة الآمنة الموعودة. وفعلاً قامت الحكومة التركية ببناء مخيم في جرابلس وبدأت بترحيل السوريين من بعض المخيمات إليه.

وهذا يدفعنا للتفكير بمصالح سورية فالمنطقة الآمنة لا يجب أن تنسي الفصائل المشاركة بطرد داعش أن مهمتهم تحرير سورية لا طرد داعش من بقعة معينة لصالح دولة إقليمية أو دولية، ونؤكد هنا على وجوب فك الحصار عن حلب لأن طرد داعش، والمنطقة الآمنة لا معنى لهما إذا ضاعت حلب، فداعش صنيعة النظام، والمنطقة الآمنة ستكون لاهبة، وستدمر جرابلس ومشفاها، فسورية مركب واحد يغرق كله أو ينجو كله.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

أحرار الشام تنفي نيتها استخدام الكيماوي

نفت حركة أحرار الشام مزاعم سفير النظام “الجعفري” في الأمم المتحدة نيّة الحركة القيام بهجمات تستخدم فيها الكيماوي.
يدلل الخبر السابق على الحالة المأساوية التي وصل لها الوضع السوري، فقد بات الروس والنظام يزعمان معرفة الغيب بل وباتا يحاسبان الآخر استناداً لهذه النوايا الغيبية، فالروس يقولون إن المعارضة استغلت الهدنة للحشد، وتنوي مهاجمة حلب، والجعفري يتحدث عن نية أحرار الشام شن هجمات إرهابية.

يتحدث الروس والنظام عن نوايا للمعارضة بينما هم يدكون المدن ويمرونها بما فيها بأسلحة محرمة دولية، فكان الروس والنظام مثالاً حياً للعاهرة التي تحاضر بالشرف، إذ نسي الجعفري وهو يتحدث عن نوايا أحرار الشام شن هجوم كيماوي استخدام نظامه لهذا السلاح بأكثر من مرة ضد شعبه، والطامة الكبرى أن الجعفري يعرف أن الجميع يعرف أن الأسد استخدم السلاح الكيماوي، وأنه سلم جزءاً كبيراً منه كي لا تطيح به أمريكا، تماماً كما يعرف الروس أنهم يستهدفون المشافي ومحطات المياه والكهرباء والمدنيين.

وتكمن الطامة الكبرى حقيقة في منح الأمم المتحدة منبراً لصوت الإجرام والكذب لتكون هذه الأمم بالتالي شريكاً، وشاهد زور.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

 واشنطن تبحث خيارات جديدة للحل في سوريا

صرح  نائب وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” الخميس الماضي: إن وكالات الأمن القومي الأمريكية تبحث خيارات جديدة في محاولة لإنهاء ما وصفها بالـ”الحرب الأهلية السورية.

هوّل الإعلام كثيراً من الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وروسيا، وذهب بعضهم بعيداً، لدرجة أن ذهب بعضهم نيّة الولايات المتحدة السماح بتسليح المعارضة بأسلحة نوعية بما فيها مضادات الطيران.

لكنّ المتتبع لمسيرة الثورة السورية لا يشك أنّ ذلك أمر محال، وما الحرب الكلامية إلا لذر الرماد في العيون، فالروس يتحركون ضمن الفلك الأمريكي، ويدرك الروس قبل غيرهم أنهم يتحركون في الفراغات التي يتركها الأمريكان لهم، والمعارضة السورية لا تحتاج لمضاد طيران لقلب المعادلة إذ يكفيها صواريخ أرض أرض وراجمات صواريخ، وذلك كاف لشل حركة الطيران.

وإبلاغ لافروف كيري الجمعة استعداد روسيا لمواصلة التعاون بشأن سوريا يوضح حقيقة ذلك، فالروس مهما ذهبوا بعيداً يضطرون للوقوف عند الخط الأمريكي.

وذلك يقودنا لحقيقة خطيرة تتمثل بعدم جديّة الولايات المتحدة حل الأزمة السورية، ولاسيما في ولاية أوباما، ونذهب للقول أنّ معالجة أمريكا للملف السوري ستختلف مع الرئيس الجديد، وهذا ما يفسر توحش الروس، واستعجالهم الحل العسكري قبل مجيء الرئيس الجديد.

وما يؤكد ذلك أيضاً تصريح واشنطن بأنه من الصعب الاعتقاد بجدوى عملية دبلوماسية بشأن سوريا حالياً. ويُخشى حقيقة أن يكون هذا التصريح ضوءاً أخضر للروس لحسم الأمور في حلب قبل مجيء الرئيس.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

الثوار يطرقون أبواب حماة

الثوار في حماة يحررون حاجز الخزان، وحاجز السعدو، وحاجز التفتيش، وقرية كراح، وقرية خفيسن، وحاجز الراية، ويغتنمون 4 دبابات، وعربتي بي أم بي وقاعدة إطلاق صواريخ وأسلحة وذخائر، ولا يفصلهم عن حماة سوى قمحانة، وجبل زين العابدين.

رغم الكثافة النيرانية، والطيران يتقدم الثوار نحو حماة بخطًى واثقة، وتزداد أهمية معركة حماة مع إطباق النظام حصاره على حلب، فسيطرة الثوار على حماة سيقطع خطوط إمداد النظام من ناحية، وسينقل المعركة في خطوة لاحقة لمناطق الحاضنة الشعبية للنظام في ريف حماة وحمص الغربي، وسيجعل مطار حماة بيد الثوار، وذلك بلا شك سيضعف النظام بحلب،، ويمهد لعمل عسكري لاحقاً لا لكسر الحصار بل لفتح حلب.

وما يحسب لمعركة حماة كثرة الفصائل المشاركة ( فتح الشام ، جند الأقصى، أحرار الشام، أجناد الشام، أجناد القوقاز، جند الشام، سرايا الشام، جيش العزة، جيش الفاروق، جيش النصر، تجمع أهل الشام، جماعة المرابطين، جبهة أنصار الدين…) وهذا ما يفسر إصرار روسيا على الفصل بين الفصائل لأنها تدرك أن الفصل بينها سيقوي الأسد من خلال دخول الثوار في صراع داخلي يجعل الثورة المسلحة تأكل نفسها.

 فنجاح معركة حماة سيقطع الطريق على الروس، ومشروعهم الخبيث القائم على تقسيم سورية لاحقاً، فالسيطرة على حماة ونقل المعركة لمعاقل النظام لاحقاً يجهض مشروع تقسيم سورية، فمعركة حماة لا تكمن بمدينة حماة نفسها إنما بما يترتب عليها لاحقاً.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

داعش تتقهقر بالريف الشمالي

واصلت فصائل الجيش السوري الحر ضمن غرفة علميات “درع الفرات” تقدمها في ريف حلب الشمالي، حيث تمكنت من تحرير 6  قرى بعد معارك مع تنظيم “داعش”، وأصبحت على مشارف أخترين.

ويستمر تقدم الثوار رغم الانتكاسة التي أعقبت دخول المستشارين الأمريكان، ويبدو أن الثوار يتجهون للسيطرة على أخترين وتركمان بارح، فقد كان القصف عنيفاً على هاتين البلدتين، وستؤدي هذه الخطة في حال نجاحها لانسحاب تنظيم داعش من عدد من القرى في الريف الشمالي.

ولن تكون المعركة سهلة، فقد استقدم التنظيم تعزيزات من الرقة “جيش الخلافة” لدابق التي نزح أهلها نتيجة القصف، إذ يعد تنظيم الدولة معركة دابق مفصلية بين ملة الكفر وملة الإسلام.

وبدا لافتاً نظافة عملية درع الفرات، وذلك خلاف التقدم الكردي الذي ترافق بعمليات سلب ونهب، وتهجير وتغيير للبنية الديمغرافية. وكشفت المعارك إمكانية ذلك.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

لماذا تأخر تحرير الرقة؟!

أنقرة تحذر من أن مشاركة آلاف العناصر الكردية في معركة الرقة ستشعل مواجهة عرقية.

يوضح الخبر السابق جانباً من أسباب تأخر تحرير الرقة، فالخلافات ولا سيما بين الأتراك والأمريكان تعوق بدء العملية، ولا يمكن للولايات المتحدة تجاهل تركيا ولا سيما بعد فشل المحاولة الانقلابية، ونجاح عملية درع الفرات، ودفع الأمران السابقان تركيا لمد يد المساعدة للولايات المتحدة لتحرير الرقة شريطة عدم مشاركة قوات كردية، وسحبت بذلك ذريعة أمريكا “عدم وجود حلفاء على الأرض يقاتلون داعش غير الكرد”.

تدرك تركيا أن مشاركة الكرد في تحرير الرقة وصفة من القوى الدولية تمهد لتقسيم سورية أو الدخول في نفق مظلم من الصراعات العرقية، ولا سيما أن الرقة مدينة عربية خالصة يعتز أبناءها بالانتماء العروبي.

ولا ينبغي النظر بشكل سطحي للأحداث، فهناك من يعتقد أن أهل الرقة سيقبلون أية قوة تخلصهم من داعش. ما سبق صحيح للوهلة الأولى فالرقة الجريحة تنتظر الخلاص، لكن سرعان ما يكتشف أهل الرقة أن عليهم المضي في النضال إذا كان البديل لا يمثلهم.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

إنجازات روسيا في عام

قالت مصادر متعددة ان نحو عشرة آلاف قتيل سوري خلال عام من الغارات الروسية في حلب.

توضح الأرقام مدى الإجرام الروسي في روسيا، فقد قتلت روسيا أكثر من عشرة آلاف مدني، قرابة 500 منهم خلال الأيام القليلة الماضية فقط، وخلافاً لما ادعته روسيا أنها جاءت لمحاربة الإرهاب المتمثل في داعش فإنها شنت حرب إبادة على الشعب السوري لتركيعه، فلم تستهدف المعارضة السورية المسلحة بقدر استهدافها الحاضنة الشعبية، والبنية التحتية، وتتبع أرقام الضحايا من الأطفال والنساء يوضح ذلك، ناهيك عن تدمير المشافي والمدارس، واستهداف الأسواق، ومحطات المياه حتى قوافل المساعدات الدولية ومخيمات اللاجئين لم تسلم من الروس.

لا تقوم روسيا بحرب في سورية إنما تقوم بعملية تدمير وإبادة ممنهجة، وما الأسد إلا أداة عفنة يستخدمها الروس لتحقيق ذلك، وسيذكر التاريخ كيف استعان بشار بالروس لتدمير تدمر الأثرية، ومدينة حلب أقدم مدينة مأهولة بالسكان في العالم، وكلما زادت وخشية الروس فإن ذلك دليل على المأزق الذي يعيشونه، فقد كان مقرراً ثلاثة شهور، ولكنه بعد عام يفشل باجتثاث المعارضة وإن نجح بإنقاذ الأسد مؤقتاً، فالغلبة بالنهاية لإرادة الشعوب.