الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

الكلور يقتل السوريين من جديد، ارتدادات الانقلاب التركي، جثث طياري المروحية الروسية بعهدة جيش الفتح، ضياع السوريين

تحليل هذه الأخبار وغيرها في”قراءة في أحداث الأسبوع”

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
الكلور يقتل السوريين من جديد

إصابة قرابة 30 مواطناً سورياً في سراقب بحالات ضيق بالتنفس نتيجة تعرض المدينة ببراميل تحتوي غاز الكلور، لا تنتهي المأساة هنا، إذ تعرضت المدينة لهذا القصف انتقاماً لسقوط لا إسقاط الحوامة التركية قرب المدينة وهذه من المآسي المبكية المضحكة التي يتعرض لها الشعب السوري، فالسوريون يدفعون ثمن إجرام الطيران الروسي عندما يقصفهم، ويدفعون ثمن سقوطه بعطل فني، إذ لم يتبن أي فصيل إسقاط الطائرة مما يرجح فرضية الخلل الفني.

وقد تعرض السوريون لحملة تهديد واضحة من إعلاميين روس نتيجة سقوط آلتهم الإجرامية، ولم يكتف الإعلام (المهني) الروسي بذلك، إذ وصل الأمر لاتهام المعارضة السورية باستخدام غاز الكلور، وفبرك لذلك أفلاماً هوليودية تشبه خروج أكث من 300 مواطن و(مسلح) من الممرات الآمنة التي حددها الروس لخروجهم.

ويبقى السؤال؛ على من يكذب الروس؟! فالمجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة يعرف كذب الروس، ويعرف السوريون والحلبيون خاصة ذلك أيضاً فقد تناقل أهل حلب خبر جلب الشبيحة وعائلاتهم لهذه المعابر وتصويرهم على أنهم قادمون من الطرف الآخر، لا تبشر هذه الأكاذيب بخير، وتدلل على عدم جدية الروس بالحل السياسي فعلاً. شأنهم بذلك شأن النظام السوري، وبالتالي ينبغي على السوريين التحمل والاستمرار بالثورة، وينبغي على المجتمع الدولي العالم بالعربدة الروسية وضع حد لها.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
ارتدادات الانقلاب التركي

دعا المستشار النمساوي لإيقاف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوربي، ووصفها بأنها ضرب من الخيال، تأتي هذه التصريحات في خضم حرب كلامية حادة بين السلطات التركية وعلى رأسهم أردوغان وبين المسؤولين الأوربيين الذين ركزوا على مراعاة الحريات وحقوق الإنسان في عمليات ملاحقة الإرهابيين.

ومن جانب آخر اتهم أردوغان الغرب بالمعايير المزدوجة، بل واتهم صراحة أيادٍ خارجية بالوقوف وراء الانقلاب، ناهيك عن اتهام الاتحاد الأوربي بعدم الوفاء بالتزاماته السياسية وفي مقدمتها اتفاق الهجرة، لا يكترث الأتراك حقيقة برفض انضمامهم للاتحاد الأوربي، لأنهم يدركون استحالة ذلك عملياً لوجود كثير من البنود، وكثير من الدول المعارضة.

إنما يخشى الأتراك من ضياع المزايا التجارية والاقتصادية التي حصلوا عليها خلال رحلة الانضمام. فالأتراك يستثمرون المفاوضات لتحقيق هذه المكاسب، ويدرك الاتحاد الأوربي هذه الحقيقة، ويدرك أيضاً أنه لن يستطيع التخلي عن الأتراك، وعليه فإننا ندرج هذه التصريحات في إطار الضغط السياسي لا أكثر، فإذا أرسلت الولايات المتحدة رئيس أركانها لترطيب الأجواء مع تركيا، فالاتحاد الأوربي الأضعف أشد حاجة لتركيا، لكنّ ذلك ينبغي ألا يدفع أردوغان للغرور، فقد يُدبر له انقلاب آخر محكم.


الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
جثث طياري المروحية الروسية بعهدة جيش الفتح

المؤسسة العامة لشؤون الأسرى تقول أنها لن تسلم جثث الجنود الروس إلا مقابل الإفراج عن الأسرى المعتقلين لدى النظام وحزب الله، وفك الحصار، وإيصال المساعدات.

رغم أن سقوط الطائرات أمر وارد في العمليات العسكرية لكنّ تزامنه مع تراجع النظام على الأرض رغم الدعم اللامحدود المقدم له جوياً وبرياً فذلك يدلل بوضوح أنّ روسيا سقطت فعلاً بالمستنقع السوري، وأنها ورطت نفسها في مستنقع أفغاني جديد سيكون له ارتدادات كبيرة على روسيا إذا أصر بوتين على تدخله السلبي في الملف السوري، وبحسب جيش الفتح فإن الملف تم تسليمه لمؤسسة مدنية تُعنى بشؤون الأسرى.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
ضياع السوريين

منظمة ذير وورلد تحذر من ضياع جيل كامل من السوريين، نتيجة حرمان مليون طفل سوري من الالتحاق بالمدارس هذا العام.

يغيب الملف الإنساني التعليمي عن كثيرين وسط الحرب المدمرة التي لم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً، ففضلاً عن الآثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية يسقط السوريون في مستنقع الجهل على مرأى ومسمع العالم، مما سيفاقم معاناة السوريين مستقبلاً، ويصعّب عملية التنمية المستقبلية، وينبغي معالجة هذه المأساة ولو في حدها الأدنى (القراءة والكتابة) فقد تطول الحرب في سورية، وعند ذلك لا نخسر جيلاً بل أجيالاً.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
الدعارة السياسية

الحكومة الروسية تفشل إصدار بيان من مجلس الأمن يدعو وفد الحوثي صالح للتعاون مع المبعوث الأممي.

يلخص هذا الخبر وضع المنظمة الدولية عموماً، والدور الروسي التخريبي في المنطقة العربية خصوصاً. فقد جاء الروس بحجج واهية، وتتناقض مع مواثيق الأمم المتحدة، ومع واقع المباحثات اليمنية اليمنية في الكويت، فمواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن تنص على أن حكومة الرئيس هادي تمثل الحكومة الشرعية، وواقع المباحثات يؤكد أن وفد الحوثي صالح يماطل ويعطل تنفيذ القرارات الدولية التي وافقت عليها روسيا سابقاً وباتت ملزمة.

وبالتالي روسيا تلعب دور المعطل ليس في اليمن وحسب بل في سورية كذلك، ففي سورية تتذرع أن حكومة بشار حكومة شرعية، وتتجاهل احتلالها لسورية وتدميرها لها، وتتجاهل ثورة الشعب ضد أجيرهم، وباليمن تقف ضد حكومة شرعية، وضد الثوار معاً، وتقف لجانب انقلابيين مؤلفين من سلطة استبداد سابقة يمثلها صالح قام الشعب بثورة ضده وأسقطه، والحوثيين الطائفيين الحاقدين الخاضعين لإملاءات خارجية.

ما سبق يعري روسيا، ويفنّد مزاعمها بالدفاع عن السلطة الشرعية في روسيا، فروسيا تمارس عربدة ودعارة سياسية مفضوحة يدفع ثمنها الشعب العربي دماً، يعتقد بوتين أن هذه السياسة ستمكن بلاده من استعادة دورها وثقلها في المنطقة، بينما الحقيقة تشير خلاف ذلك، فقد كان لروسيا رصيداً شعبياً بخرته سياسة بوتين، فالسياسة الروسية الحالية تتعارض نع تطلعات الشعوب، وستخسر عسكرياً ومادياً لاحقاً ما لم ترعوي وتعود لرشدها وتعقلها.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

سلطة ولي الفقيه تعدم عشرين معارضاً في يوم واحد

“أعدمت السلطات الإيرانية حسب وسائل إعلام إيرانية 20 معارضاً سنياً كردياً بتهمة القيام بعمليات إرهابية”

قد يبدو الخبر طبيعياً فمن حق أي سلطة حفظ أمنها الداخلي، والضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه تعكير هذا الأمن وزعزعته، لكن أن تعدم أفواج تلو أفواج للسبب ذاته فذلك يضع إشارة استفهام وتعجب حول السبب الحقيقي لهذه الإعدامات، ولاسيما أن الأرقام تشير لاحتلال المركز الأول عالمياً بعقوبة الإعدام.

إن الإعدامات في إيران ذات طابع سياسي في معظمها، فسلطة الولي الفقيه تضطهد كل من يحاول معارضة الولي الفقيه، وهذا لا يحتاج لبرهان بدليل قمع الثورة الخضراء، وزج قادتها بالسجون.

إن سلطة الولي الفقيه ذات طبيعة استبدادية سوداء من عدة نواحٍ، فهي تقمع بداية الشيعة الذي لا يؤمنون بولاية الفقيه، ثم تقمع القوميات الأخرى بدرجة أعلى، ويصل القمع ذروته إذا كان الأخر سنياً ومن قومية غير فارسية، وهذا ما يحصل للعرب والكرد على حد سواء، فقد قال الناشط الكردي السني شهرام أحمدي أن القاضي قال له: نحاكمك لأنك كردي، ولأنك سني، ولأنك تعارض نظام الحكم،هذه القواعد الثلاث توضح حقيقة النظام الإيراني، فإيران تدعم حسن نصر الله لأنه شيعي يؤمن بولاية الفقيه، وكذلك الحوثي، ولا تدعم الشيعة الذين لا يؤمنون بهذه الولاية، فإيران حقيقة تتخذ من الدين مطية لإعادة النفوذ الفارسي في منطقتنا العربية.

ونقول لمن يراهن على دور إيراني إيجابي في بلادنا، انظروا ماذا تفعل إيران بشعبها، وماذا حققت لهم فمستويات الفقر قياسية، وحقوق الإنسان شبه معدومة بدليل تحقيقها المركز الأول في إعدام المواطنين. فهل تريدون أن ننافسها؟!.

Founder of Raqqa is being slaughtered silently, journalist featured in film "City of Ghosts".