عقب الفساد، “داعش” تنشئ ديوان الرقابة

الرقة تذبح بصمت

يعمل جهاز الحسبة في تنظيم داعش، على جمع ما يسميه التنظيم بالزكاة إضافة إلى الضرائب أو الآتاوات التي يجد التنظيم لها مبرر شرعي ديني بحسب رؤيته أو مبرر في قانونه القائم على السيطرة ضمن شريعة مشابهة لشريعة الغاب العامل بها، على أنه الأقوى في سيطرته على مناطقه.

حيث فرض التنظيم، عبر السنتين الماضيتين، عدد كبير من المخالفات على مخالفي تعليماته شاملاً كل الأمور الحياتية بقوانيين تعرض مخالفيها لعدد من تلك المخالفات المادية، وفارضاً ضريبة الزكاة على كل الأموال المنقولة وغير المنقولة، ليشكل جهاز الحسبة أحد أهم مصادر التمويل الخاصة بالتنظيم، وذو المردور المالي المرتفع جداً.

وقد انتشرت القصص الكثيرة عن قيام عناصر تابعة لديوان الحسبة باختلاس كم كبير من الأموال، وذلك كون الجهاز يعتبر السلطة العليا في جباية الأموال ضمن التنظيم من المدنيين، ولم يخضع قبل ذلك لجهاز رقابة أعلى، ما دفع العديد من عناصر التنظيم المسؤولين عن الحسبة نحو اختلاس الأموال، والتصرف بها، وبعد انتشار القصص عن الإختلاس من ديوان الحسبة، الأمر الذي دفع تنظيم داعش، خلال الأسبوع المنصرم للقيام بحملة ملاحقة والعديد من الإعتقالات في صفوف منتسبيه، بتهمة السرقة, ناشراً الحواجز في المدينة، ليقوم بإنشاء جهاز مشابه لجهاز “الرقابة والتفتيش”، أطلق عليه اسم “من أين لك هذا”، وذلك نتيجة للشك في عناصره بعد عمليات لشراء المنازل والسيارات، كما قام عدد من العامليين في الجهاز بعملية تحويل مبالغ عالية من الاموال نحو الخارج.

وبحسب مراسل الـ “الرقة تذبح بصمت”, فقد جرى اشتباك بين عدد من عناصر التنظيم العامليين في جهاز الرقابة المحدث وأحد المسؤولين عن الحسبة، في منطقة الدرعية في الرقة، مما دفع التنظيم للقيام بنشر حواجزه في المنطقة والبدء بعملية اعتقال واسعة في صفوف منتسبيه، واعتقال كل من قام بتحويلات مالية خارج مناطق سيطرته.

ويعتبر جهاز الحسبة أحد أهم مصادر تمويل تنظيم داعش اليومية، المقدرة بنحو ٤ مليون دولار يومياً، فاسحاً المجال لعمليات السرقة والإختلاس، مسقطاً بذلك فرضية الحرب الدينية المقدسة التي يقودها التنظيم.