الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

الرقة تذبح بصمت

تقرؤون هذا الأسبوع:

خميس يوم الأربعاء رئيساً لمجلس وزراء النظام، والسوريون يتفوقون خارج سورية، والنظام يؤجل مكرهاً احتلال الرقة!، والأمم المتحدة تعلن عن مقتل 700 طبيب وعامل في المجال الطبي منذ بداية الصراع، سورية بلد الحريات ومظاهرة دمشق دليل ذلك!، والبريطانيون يختارون مغادرة الاتحاد الأوربي، أوباما يتابع نهجه في سورية وبرفض الحل العسكري، والبحرين تسحب جنسية مرجع شيعي.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
عماد خميس

 

عماد خميس رئيساً لمجلس وزراء جديد

أصدر الأسد المرسوم 187 للعام 2016م القاضي  بتكليف عماد محمد ديب خميس بتشكيل وزارة للجمهورية العربية السورية، لمن لا يعلم فإن رئيس مجلس الوزراء ليس من صلاحياته اختيار الوزراء أو نوابه، فذلك من اختصاص رئيس الجمهورية، وتنحصر مهمة رئيس المجلس بإدارة الجلسات والتنسيق بين الوزارات وتنفيذ تعليمات وأوامر رئاسة الجمهورية.

ومن هنا نقول لمن يراهن ولو للحظة على تغيير الوزارات خسر رهانكم، فالعملية برمتها تغيير للوجوه، وكل فساد وفشل حقيقة سببه الحقيقي ليس الوزارات إنما سلطة الاستبداد الحقيقية المتمثلة برئاسة الجمهورية والجهاز الأمني، فحكومة الظاهر تدار من قبل حكومة الظل الأمنية، ولمن لا يصدق عليه سؤال الوزراء المنشقين عن آلية اتخاذ القرار، ومدى سلطة الوزير على وزارته.

وبالعودة لشخصية رئيس مجلس الوزراء ينبغي تعيين شخصية معروفة بالنزاهة والكفاءة في الإدارة ولا سيما في هذه الظروف، فعماد خميس يفتقد الأمرين إذ أظهر كفاءة منقطعة النظير بقطع الكهرباء شهوراً عن محافظة حلب وغيرها، طبعاً عندما تأتي الكهرباء فإنها تأتي لساعة أو ساعتين باليوم، ويتحدث المواطنون هنا عن شبهات فساد كبيرة، إذ يتعمد قطع الكهرباء عن مدينة حلب لأنه يأخذ مقابل ذلك ضرائب باهظة من تجار المولدات، وعماد خميس مجرد واجهة لحيتان أكبر تزداد سرقاتهم على حساب الشعب المغلوب على أمره.

 

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
هاجر احمد قطيفان

السوريون يتفوقون خارج سورية

أحرزت الطالبة السورية “نادية رائد حبوس” ابنة حمص الدرجة الأولى في الثانوية العامة للفرع العلمي على مستوى المملكة العربية السعودية، وحصلت الطالبة هاجر أحمد قطيفان ابنة درعا الدرجة الأولى في الثانوية العامة للفرع العلمي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة.

يتساءل السوريون لماذا يبدع أبناؤنا خارج الوطن ويحققون النجاحات على كافة الصعد، ويفشلون في ربوع الوطن، إنهم لا يَفشلون ولكن يُفَشَلون وشتان بين الأمرين، فالاستبداد لا يقبل ولا يرضى بأي إبداع حقيقي ينهض بالوطن لأنه يدرك أن العلم والإبداع يؤديان حتماً في مراحل لاحقة لنهايته، فقد شكلت سورية في عهد البعث ولا سيما الأسد الأب وابنه بيئة طاردة للمبدعين والمثقفين والعلماء السوريين، ولم يسعَ يوماً لجذبهم والاستفادة منهم، فالثروات المادية من نفط وغاز وسياحة والثروات الطبيعية من زراعة والطاقات البشرية تؤدي بسورية لأن تكون ضمن أفضل عشر دول على مستوى العالم ولكنه الاستبداد الذي لا يفكر إلا بالوسائل التي تمكنه الاستمرار بالحكم، فلو أنفق على العلم والعلماء ربع ما ينفق على الأمن لتغير وجه سورية.

ومن المضحك المبكي أنّ النظام السوري يباهي ويفاخر بإنجازات السوريين في الخارج، ووصل به الأمر لذكر مخازيه بالمناهج الدراسية دون حياء، إذ يذكر في منهاج الجغرافيا بالمرحلة الإعدادية أن عدد الأطباء السوريين في ألمانيا وحدها يقارب 8 آلاف طبيب قبل الثورة دون أن يذكر لماذا هم في ألمانيا، ولماذا لم يعودوا لحضن الوطن، ولماذا لم يحاول جذبهم؟!

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

 النظام يؤجل احتلال الرقة!

أعلن داعش استعادة السيطرة على كافة النقاط التي تقدم إليها النظام في محاولته المزعومة استعادة الرقة، فسيطر التنظيم على حاجز الأبراج، وقرية أبو علاج وخمس نقاط أخرى على طريق الرقة أثريا. وأظهرت المعارك الدائرة عجز النظام التقدم حتى في المناطق المفتوحة دون الطيران الروسي، كما كشف واقع السيطرة على تدمر والقرى الواقعة بين السفيرة ومطار كويرس أن قوات النظام لا تستعيد المنطقة إلا بعد أن يحولها الطيران الروسي لرماد.

ويطرح هنا السؤال الكبير أيريد النظام تحرير الرقة فعلاً أم تدميرها تماماً مثل تدمر؟

ويعجب المتابع لسير المعارك من أمرين: حجم الخسائر البشرية في صفوف النظام إذ تجاوزت الأعداد وفق وكالة أعماق  حاجز 70 قتيلاً، وهو رقم كبير جداً لقوات نظامية تقاتل في مناطق مفتوحة، وتمتلك سلاحاً حديثاً وإسناداً جوياً، مما يؤكد حالة الاهتراء والفشل التي وصل لها جيش النظام.

ويتجلى العجب الثاني بحجم الذخيرة والسلاح  الذي الذي خلفه النظام، وهو في حالة فنية جيدة، وهذا يعيدنا للتعجب الأول إذ تحرص الخطط العسكرية دائماً على الحيلولة دون وقوع ورقة بيد صفوف العدو، فكيف بهذا الكم من السلاح؟ وتطرح هنا مسألتان، المسألة الأولى تتمثل بتلقين روسيا درساً للنظام، وتذكيره بأن لها الكلمة الفصل في الميدان، وأن تقدمه يرجع للطيران الروسي لا الميليشيات الإيرانية. وربما ترك السلاح عمداً لتذخير داعش، ولا بأس أن يُضحى بأكثر من 70 مقاتلاً في سبيل الحفاظ على الأسد. معركة استعادة الرقة من قبل النظام إعلامية أكثر منها واقعاً، فالنظام لا يمتلك تلك القوة البشرية والدافعية لتحرير الرقة الواقعة خارج حدود سورية المفيدة.

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
الأمم المتحدة: مقتل 700 طبيب وعامل في المجال الطبي قتلوا في سورية منذ بدء الصراع

يوضح هذا الرقم الكبير ما يتعرض له السوري من إبادة جماعية لمطالبته بحقوقه المشروعة، ويظهر في الوقت عينه مدى وحشية النظام السوري حيث لم يستثنِ العاملين بالقطاع الصحي. وهذا الرقم وإن لا يعبر عن الرقم الحقيقي فإنه يعري المجتمع الدولي، ويجعله أمام مسؤولية قانونية وأخلاقية معاً، فهذا العدد من الضحايا سببه استهداف المشافي والقطاع الصحي مباشرة، وما يزيد الطين بلة اعتراف الأمم بهذه الحقائق، ووقوفها عاجزة دون أن تحرك ساكناً. ويلاحظ المتتبع للشأن السوري تركيز الطيران السوري والروسي على استهداف المرافق الصحي بدءاً بمشفى القدس في حي السكري في حلب وليس انتهاء بمشفى إدلب. فهل يقتصر دور الأمم المتحدة على العد أم سيأتي يوم يحاسب فيه المجرم على إجرامه؟

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع
سورية بلد الحريات!

مجموعة من الأحزاب الوطنية السورية ومؤسسات المجتمع المدني تدعو لاعتصام سلمي احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات. من يسمع الخبر يشعر للوهلة الأولى أن هناك خطأ ما بالطباعة، فوضع اسم سورية بدلاً من السويد أو سويسرا سهواً لا يجد السوريون غرابة في هذا الخبر فقد اعتادوا من النظام على هذا الكذب والعهر الإعلامي

ويبدو لافتاً عجز ماكينة النظام الإعلامية، فلم يعد بالإمكان تغطية عورات النظام وسوءاته، إذ تبدو الدعوة مضحكة ومثيرة للشفقة إذ وُجِهت من قبل أحزاب وطنية، وينبغي التركيز على كلمة وطنية إذ لم يدع لها أمراء قطر والسعودية وإخوان تركيا فاستوجب ذلك احترام حقهم بحرية التعبير، وكان سلمياً فاستوجب تأمين الحماية والرعاية خلافاً لمظاهرات خمس سنوات.

ويسأل المرء هنا نفسه أحدثَ اعتصام ما في العالم يطالب بتخفيض الأسعار في بلد في دولة أجنبية، فلماذا التركيز على كلمتي وطنية وسلمية؟! وإذا كانت وطنية حقاً فما حجمها وما نسبة تمثيلها بالشارع بل ماهي هذه الأحزاب والمؤسسات، فلو خرج موظفوها فقط لوصل العدد لمئات. إنها تمثيلية هزلية فمن لم يستطع تحمل كلمات أطفال تكتب على الجدران، لا يسمح باعتصام وسط العاصمة دمشق؟

فالاعتصام من بدايته لنهايته صناعة المخابرات بدليل المشاركة التي اقتصرت على رجال المخابرات والمنتفعين، ولا يريد النظام حقيقة تجميل وجهه القبيح فمن يقتل نصف مليون لا يبالي أو تسويق نفسه فالعالم بعد خمس سنوات من المجازر ما زال يدعمه، إنما يريد جسّ نبض الشارع، واختبار فاعلية قبضته الأمنية لا غير.

صبر الدب الروسي ينفد

رئيس أركان الجيش الروسي: صبر روسيا حيال ما يحدث في سورية نفد، والوضع في سورية يزداد توتراً. ويبدو أن تصريح المسؤول الروسي الناري جاء رداً على تصريح كيري الذي تحدث عن نفاد صبر الولايات المتحدة تجاه الأسد لكن الخلاف كبير بين الدولتين، فالولايات المتحدة لم تعطِ الثورة السورية سوى الكلام، ولم تفعل شيئاً لإنهاء معاناة الشعب السوري، أما الروس فقد أرسلوا جيشاً كاملاً مسلحاً بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا لنصرة الأسد حتى وصل عدد القوات الروسية باعترافاتهم 25 ألفا مقاتل، ولم يتوقف الأمر عند هذا فروسيا تنفذ تهديد شبيحة الأسد “الأسد أو نحرق البلد” إذ تستخدم الأسلحة المحرمة دولياً كالقنابل العنقودية والنابالم والفوسفورية، ورغم ذلك يُهزَم النظام أمام الثوار في ريف حلب الجنوبي مما دفع الروس للاعتراف بأن قوة الإرهابيين (الثوار) تزداد، وهذا حقيقة ما دفع الروس للحديث عن نفاد الصبر.

فهل يريد الأمريكان توريط الروس في المستنقع السوري على حساب دماء السوريين؟

تظهر تصريحات الروس أن ثمة توريط جديد للروس، ولكن الروس على ما يبدو لم يتعلموا من الدرس الأفغاني، فمضيهم في دعم نظام غير قابل للتدوير لا يصب نهائياً في مصلحتهم!

أوباما يرفض الحل العسكري في سورية

رفض الرئيس الأمريكي العريضة المقدمة من 51 دبلوماسياً أمريكياً رغم وصفها من قبل وزير خارجيته “جيدة جداً” وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست رفض أوباما للحل العسكري معتبراً أنّ الأولوية تتمثل بالقضاء على داعش. ويبدو لافتاً تبرير المتحدث باسم البيت الأبيض لقرار أوباما برفض التدخل العسكري حيث قال: لقد جربت الولايات المتحدة هذا الأسلوب عندما أمر بوش بغزو العراق عام 2003م، ولم يؤد ذلك لنتائج في مصلحة بلدنا، ولهذا فالرئيس يريد تجنب ذلك” ويواصل المتحدث تبريره غير المقنع: “استخدام القوة ينطوي على محاذير، ومنها احتمال قتل المدنيين بالغارات، واستخدام القوة يتطلب مشروعية قانونية”.

ونرى أن القيادة الأمريكية أسهمت بولادة داعش مرتين، مرة في العراق في عهد بوش عندما غزا العراق، وسلمه لحكومة طائفية حاقدة تُدار من دولة خارجية، ومرة ثانية في سورية عندما رفضت الحل العسكري، ومنعت تسليح القوى الوطنية التي تؤمن بالعيش المشترك لكل السوريين. وتثير التبريرات الأمريكية السخرية فكأن آلاف طلعات قوات التحالف والطيران الروسي لم تسقط ضحايا مدنيين فقط تلك التي توجه ضد الأسد تقتل مدنيين! ألا يرى أوباما المدنيين الذين يسقطون يومياً بطيران الأسد وبوتين؟َ!

وكأن حماية المدنيين تحتاج تبريراً قانونياً، أين المبرر القانوني عند غزو العراق، وعندما وضع أوباما الخط الأحمر الذي غض أوباما الطرف عنه بمجرد تسليم الكيماوي. لا يحتاج السوريون لتدخل عسكري أمريكي، يحتاجون فقط لرفع حظر السلاح عن الثوار، ورفع الحصانة عن رحيل الأسد

الرقة تذبح بصمت – قراءة في أحداث الاسبوع

البريطانيون يختارون مغادرة الاتحاد الأوربي

صوت البريطانيون بنسبة 52% تقريباً لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوربي، مما دفع ديفيد كاميرون للاستقالة مفسحاً المجال للقيادة الجديدة للدخول بمفاوضات الخروج من الاتحاد الأوربي. لن نناقش آثار خروج بريطانيا، فبريطانيا دولة عظمى لن تتأثر كثيراً، وكذلك الاتحاد الأوربي ففيه من الدول القوية القادرة على حفظ كيانه.

إنما نناقش استجابة الحكومة البريطانية لاستفتاء غير ملزم قانونياً لها، فالحكومة البريطانية قدمت نموذجاً مشرقاً للقيادة المسؤولة، فالقرارات المصيرية والهامة لا تترك للحكومات ولو كانت منتخبة، أما الحكومة السورية المفروضة على الشعب فلا تترك للشعب مجالاً لاختيار الأمور التافهة فكيف المصيرية.

وتبرز استقالة كاميرون لتقول أن النجاح لا يعني دائماً أنك الرجل المناسب لكل مرحلة، فكاميرون الذي نجح خلال الفترة الماضية رأى من واجبه الوطني ترك السلطة في المرحلة الحالية لقيادة أخرى تقود البلاد، أما القيادة السورية فنراها تقود البلد من فشل لآخر، وتقود البلاد من دنار لخراب، وتصر على التمسك بالسلطة.

لو كان الأسد يمتلك أدنى حسٍّ وطني لترك السلطة لقيادة أخرى تنتشل السوريين من مستنقع الدماء والخراب الذي صنعه للسوريين، ولكن عبثاً، فالأسد لا يفكر بعقلية الرجل الوطني إنما بعقلية طائفية مافيوية مريضة، وشتان بين العقليتين!.

البحرين تسحب جنسية مرجع شيعي

سحبت السلطات البحرينية الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم متهمة إياه بتسييس الدين لصالح دولة خارجية، وإثارة النعرات الطائفية، وقد أثار القرار البحريني ردود فعل غاضبة من مؤيدي الشيخ في البحرين، ويعد ذلك أمراً طبيعياً في بلد يشهد خلافات داخلية، لكن أن تغضب إيران على كافة المستويات فذلك يضع أكثر من إشارة استفهام وتعجب عن الدور الإيراني في البحرين والدول العربية، ويدفع للتساؤل عن تأثير إيران في الشيعة العرب ومحاولة جرّهم للمشروع الفارسي. إذ تحدث قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني المصر على حرق كل الطرق التي تؤدي للقدس عن إمكانية ظهور مقاومة مسلحة في البحرين، مما ينذر بتحضيرات إيرانية لخلق تمرد مسلح في هذا البلد الصغير.

وما يثير الغرابة تلفيق وسائل الإعلام الإيرانية أخباراً خيالية لا تمت للواقع بصلة مما يدل على ارتباك الساسة الإيرانيين، فذكر موقع قناة العالم الإيرانية أنّ قرار سحب الجنسية جاء امتثالاً لرسالة أرسلها الملك سلمان بن عبد العزيز لملك البحرين، وأكدت الرسالة المزعومة التي لم يطلع عليها أحد سوى قناة العالم على وقوف السعودية لجانب البحرين ضد أي ثورة مسلحة.

وتكشف هذه الواقعة جزءاً من نظام إيران الطائفي القائم على الكذب والدجل، فالإعلام الذي يحرِّف كلمة رئيس (الرئيس محمد مرسي) على الهواء مباشرة يسهل عليه اختلاق رسائل وأحداث تستجيب لخطابه الطائفي.