غياب العناية الطبية شمال الرقة

خاص – الرقة تذبح بصمت

يعاني ريف الرقة الشمالي الخارج عن سيطرة تنظيم “داعش”، والواقع تحت سيطرة مليشيات الــ YPG، أزمة حادة في القطاع الصحي والخدمات الطبية المقدمة للمدنيين، فسجل في الأشهر الأخيرة انخفاض في عدد الأطباء بنسبة ٨٠٪، إضافة إلى إغلاق عدد كبير من الصيدليات ومعظم المراكز والمستوصفات الطبية.


ويوجد في المنطقة مركزان طبيان أحدهما في قرية كرمازة والآخر في مدينة تل ابيض، والخدمات الطبية المقدمة فيهما قليلة جداً فتقتصر على اللقاحات الخاصة بالأطفال والتي تأتي عن طريق القامشلي ومصدرها النظام.

أما مشفى تل أبيض فتعرض لعمليات نهب نفّذها تنظيم داعش قبيل خروجه من المدينة التي شهدت أيضاً دماراً كبيراً جعل الخدمات الطبية تكاد تقتصر على الإسعافات الأولية، وهو ما تطلّب نقل المرضى ممن لا يمكن تقديم العلاج لهم معالجتهم إلى مدينتي رأس العين وعين العرب.

في المقابل يعتبر ذهاب المرضى إلى مشافي الرقة أمراً شبه مستحيل بسبب تضييق كل من وحدات الحماية وداعش على حركة المسافرين من وإلى الرقة. أما بالنسبة للصيدليات فأعدادها قليلة وتلعب دوراً في تأمين الأدوية وأحياناً كثيرة في التشخيص المرضي وإعطاء الدواء وتضميد الجروح السطحية، لكن القسم الأكبر من الأدوية الموجودة فيها يأتي من مدينة القامشلي ويتميّز بأن أسعاره مرتفعة نتيجة ارتفاع أسعار الادوية بشكل عام وتكاليف النقل الكبير التي تضاف إلى سعر الدواء، إلى جانب ضغف فعاليتها الدوائية وانعدامها أحياناً بسبب تدهور الصناعات الطبية في سوريا والفساد المرافق لذلك.

يضاف إلى هذه الميّزات نقص في أدوية الأمراض المزمنة وانخفاض فعاليتها، في حين أن قسماً آخر من الأدوية مصدره تركيا. كذلك الأمر بالنسبة لمرضى الكلى الذين يحتاجون جلسات غسيل دورية، فبعضهم توفي فيما اضطر من بقى على قيد الحياة للذهاب إلى تركيا أو عين العرب أو القامشلي لأخذ جلسة لغسيل الكلى كون مشفى تل أبيض لا يملك أي من هذه الأجهزة. من جهته يمنع تنظيم داعش نقل الأدوية إلى المنطقة الشمالية تحت طائلة الإعدام الفوري.