عالم “داعش” السفلي في مدينة الطبقة

خاص – الرقة تذبح بصمت

حرص تنظيم داعش منذ نشوءه على إنشاء عشرات السجون والمعتقلات السرية ليزج بالألاف من المعتقلين فيها، فالتنظيم المتطرف أشاد دولته المزعومة ومازال يديرها بعقلية بوليسية صارمة، الأمر الذي لا يبدو غريباً بالنظر إلى أن العديد من القيادات الأمنية والعسكرية بالتنظيم كانت جزءاً من النظام الأمني الحاكم في كل من العراق وسورية.

وسوف نسلط الضوء في هذا التقرير المقتضب على مجموعة من السجون التي أنشأها التنظيم في مدينة الطبقة التي تقع في الريف الغربي لمحافظة الرقة، من حيث مواقعها والغاية من إنشائها ونوعية المعتقلين الذين يقبعون فيها، وذلك إستناداً إلى المعلومات التي قام فريق من “الرقة تذبح بصمت” بجمعها وتوثيقها من عدة مصادر محلية داخل المدينة، حيث تتوزع هذه السجون على الشكل التالي:

1- سجن الحسبة:

يقع هذا السجن ضمن مدرسة العروبة، وهي مقر جهاز الحسبة التابع للتنظيم في مدينة الطبقة، يقع السجن في قبو المدرسة و يقسم إلى عدة غرف و منفردات, كما يحتوي أيضاً على أماكن خاصة للتحقيق والتعذيب وأماكن أخرى لتطبيق بعض الأحكام كالجلد والضرب.

يختص هذا السجن بحبس جميع المخالفين لقوانين داعش وأحكامه المتعلقة باللباس والتدخين والمظهر العام للأهالي داخل المدينة.

يتكون الجهاز المشرف على هذا السجن من مجموعة من العناصر يرأسهم أمير الحسبة وعدد من السجانين والمحققين وعناصر “الحسبة الجوالة” الذين يقومون بالبحث عن المخالفين لقوانين تنظيم داعش ضمن دوريات مؤلفة من عدة سيارات.

2- سجن المحكمة:

يقع هذا السجن داخل قبو المدرسة الشرعية في القسم الشرقي من المدينة, ويقسم إلى مجموعة من الغرف والمنفردات وأماكن التحقيق وتطبيق بعض الأحكام كالقتل وقطع بعض الأعضاء، كون السجن مختص بحبس المدانين بإرتكاب جرائم جنائية الوصف كالقتل والسرقة والاغتصاب.

يتكون الجهاز المشرف على السجن من القضاة والسجانين ومنفذي الأحكام، ويرتبط عملهم بشكل مباشر مع ما يسمى بالشرطة الاسلامية.

3- السجن الأمني:

يقع هذا السجن في جسم سد الفرات, ويقوم التنظيم بفرض رقابة أمنية  حوله، حيث لا يدخله إلا العناصر الأمنيين الموثوق بهم من قبل التنظيم, يضم السجن عدداً من المعتقلين بتهم مختلفة مثل الإخلال بأمن الدولة والتواصل مع الإعلام المعادي للتنظيم، إضافة إلى غيرها من التهم مثل التعامل مع التحالف وغيرها من التهم ذات الطبيعة الأمنية.

يتكون الجهاز المشرف على السجن من مجموعة من العناصر والأمراء الأمنيين، ويقوم هؤلاء بتجنيد بعض المدنيين للتجسس ونقل الأخبار, ويذكر أن جميع كادر السجن الأمني مقنعين ولا يكشفون وجوههم ولا يعرفهم أحد من الأهالي.

4- السجن الأمني المؤقت:

يقع هذا السجن في مقر الجمعية الاستهلاكية وسط المدينة، ويحتوي على المعتقلين حديثاً بتهم أمنية، حيث يتم التحقيق معهم بشكل مبدأي وسريع ريثما ينقلون إلى السجن الأمني في سد الفرات أو يحولون إلى النقطة الأمنية في مركز مدينة الرقة.

يتكون السجن من عدة غرف بالإضافة إلى أماكن تعذيب شبيهه بمعتقلات النظام السوري سيئة الصيت، ويشرف عليه مجموعة من العناصر الأمنيين الذين لا يكشفون عن وجوههم أو شخصياتهم أيضاً.

5- سجن قرية عايد:

هو سجن غامض وسري للغاية، حيث لا تعرف وظيفته أو مكانه على وجه التحديد، يشرف عليه عناصر مدربين على انتزاع الإعتراف بشتى الطرق والأساليب الوحشية، ويعتقد أن السجن يحتوي على بعض المعتقلين الأجانب بداخله.

تتمتع السجون بأهمية خاصة لدى التنظيم كونها واحدة من الأدوات التي يعول عليها بشكل كبير في نشر الرعب والخوف في نفوس السكان المحليين وردعهم عن إرتكاب أي فعل مخالف لأحكامه وقراراته، أو حتى إبداء أي معارضة أو انتقاد لممارساته وسياساته الداخلية أو الخارجية على حد سواء. كما أنها تساهم من جهة أخرى في ترسيخ صورة الدولة القوية والحازمة في أذهان وعقول رعايا دولة “الخلافة العتيدة”.