خاص – الرقة تذبح بصمت
قرر تنظيم داعش مؤخراً تحرير سعر رغيف الخبز في محافظة الرقة، وجاءت هذه الخطوة عقب الزيادات المتلاحقة التي لحقت سعر رغيف الخبز خلال الأشهر الثلاث الفائتة، حيث ارتفع في البداية من 18 الى 20 ومن ثم 22 ل.س، ومؤخراً قفز السعر إلى 30 ل.س للرغيف الواحد، في حين أن سعر الرغيف في المناطق الخارجة عن سيطرة التنظيم شمال الرقة يبلغ 7.5 ل.س، و5.5 ل.س في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وبموجب القرار الجديد فإن أصحاب الأفران في الرقة يستطيعون تحديد سعر رغيف الخبز دون قيد أو شرط، بعد أن تنصل التنظيم من مسؤليته في تأمين الطحين والمحروقات لهذه الأفران، وأصبحت هذه المهمة على عاتق صاحب الفرن الذي بات ملزماً بشراء الطحين والمحروقات من التجار بشكل مباشر وبسعر السوق، وبالتالي فهو مجبر على تحديد سعر الخبز وفقاً لسعر التكلفة التي أنفقها مع مراعاة هامش الربح الذي يحدده لنفسه دون أي رقابة من قبل التنظيم.
ويبدو أن التنظيم قد عمد إلى إصدار هذا القرار لعدة أسباب، وهي:
1- انخفاض عدد الأفران العاملة في المحافظة من 49 إلى 16 فرناً فقط، وذلك بعد إغلاق العديد منها بسبب قلة الطحين وانعدام الجدوى الإقتصادية منها.
2- قيام التنظيم ببيع معظم المخزون من مادة القمح في الرقة إلى تجار قاموا ببيعه ونقله إلى مناطق سيطرة النظام من جهة، ونقل القسم الباقي إلى مناطق سيطرة التنظيم بالعراق من جهة أخرى.
3- عدم رغبة التنظيم بدعم قطاع الأفران كونه استثمار خاسر وعبأ إضافي على عاتقه، وبهذه الطريقة يكتفي التنظيم بفرض الضرائب على جميع مفاصل عملية انتاج الخبز بدءاً من الفلاح وانتهاءاً بالفران دون أن يتحمل أي عبأ أو مسؤولية، بالإضافة إلى طرح المنشأة الخاصة بتخزين الحبوب وطحنها للاستثمار من قبل القطاع الخاص.
4- امتناع التنظيم عن شراء القمح في هذا العام، والسماح للتجار بشرائه من الفلاحين بشكل مباشر.
الجدير بالذكر أن مادة الخبز تعتبر الغذاء الرئيسي بالنسبة للسكان بمدينة الرقة وسورية بشكل عام، حيث كانت كمية استهلاك محافظة الرقة من مادة الطحين تقدر بحوالي 500 طن يومياً، وقد انخفضت هذه الكمية إلى قرابة 130 طناً فقط بعيد سيطرة تنظيم داعش عليها، وهكذا أصبحت المحافظة تعاني من شح الطحين بفضل “بركات تطبيق شريعة داعش” بعد أن كانت تعتبر واحدة من أهم مواطن زراعة القمح في المنطقة الشرقية وعموم سورية.
