داعش يحاول خلط الأوراق شمال الرقة

خاص – الرقة تذبح بصمت

نفذ تنظيم “داعش” مؤخراً، هجوماً على المنطقة الشمالية للرقة، في محاولة لزعزعة الحالة الأمنية وتخفيف الضغط عن قواته التي تواجه “قوات سوريا الديمقراطية” على ضفة نهر الفرات الغربية، بعيد سيطرة هذه الأخيرة على سد تشرين والمساكن القريبة منه، ما يعني انتقال القتال إلى الضفة الغربية للنهر وتهديد وجود التنظيم في آخر نقاطه بالشمال السوري ككل.


وبدأ الهجوم الأول للتنظيم قرابة الساعة الثالثة فجراً، حين استهدف ثمانية من انغماسييه مركز قوات الأساييش في مبنى المالية بمدينة تل أبيض، ليستمر الإشتباك بين الطرفين أكثر من ساعتين ونصف، تمكنت قوات الأساييش خلالها من قتل عنصرين للتنظيم بينما لاذ البقية بالفرار، وهو ما دفعها لتغلق مدينة تل أبيض بالاشتراك مع عناصر من وحدات حماية المرأة والـ YPG، فضلاً عن منع عملية الدخول والخروج والتمشيط بحثاً عن العناصر الهاربين.

أمّا الهجوم الثاني فكان عبر سيارة مفخخة ضربت حاجزاً في قرية الفاطسة جنوب مدينة عين عيسى، أعقبها هجوم مباغت على مدينة عين عيسى من جهة الصوامع والجهة الغربية للواء وكذلك من جهة قرية الجهبل غربي عين عيسى.

واستطاع عناصر التنظيم إثر هذا الهجوم، الدخول إلى المدينة واستقدام عتاد ثقيل تمثّل بـ(مدفع 57 + راجمة صواريخ كاتيوشا + هاون) فيما تمثّل قوام القوة المهاجمة بنحو 50 عنصراً، في وقت استقدمت فيه قوات من وحدات حماية الشعب الــYPG، تعزيزات للمنطقة قوامها (دبابة + عربة BMB+ اربعة عربات بردي ام) إضافة إلى ثلاثة بيك أب مزودة برشاش 23 وعدة سيارات أخرى محملة بالعناصر، كما عمل لواء ثوار الرقة على تعزيز القوات المقاتلة إلى جانب وحدات حماية الشعب، كونه يسيطر على منطقة قرية الجهبل، فقامت هذه القوات بتمشيط المنطقة المحيطة بعين عيسى ومن ثم اقتحمت المدينة إذ سمعت عيارات نارية من أسلحة خفيفة، قبل أن يستهدف طيران التحالف القرى المحيطة بعين عيسى والزارع لتقصف لاحقاً قرية قرطاج ومساكن الضباط.

من جهة اخرى شنت طائرات التحالف الدولي غارات على منطقة صوامع الشركراك وقرية الفاطسة والتي سيطرت عليها قوات تنظيم داعش لساعات، ما خلّف عشرات القتلى من عناصر التنظيم وتدمير عدد من العربات.

وتواصلت المعارك بين الطرفين حتى ليلة الاربعاء 30/12/2015 تزامناً مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي وطيران الاستطلاع، حيث تتركز تلك الاشتباكات في محيط قرية العبدي جنوب سلوك، أدت إلى حالة من النزوح بين أهالي هذه القرى.