تصريحات وتحضيرات والرقة تترقب المعركة

خاص – الرقة تذبح بصمت

كثر في الآونة الاخيرة الحديث عن عمل عسكري يهدف إلى طرد داعش من مدينة الرقة التي يعتبرها العالم العاصمة الرئيسية للتنظيم ومركز ثقل التنظيم عالمياً والتي انطلق منها للسيطرة على مناطق اخرى.


وجاءت تصريحات وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر يوم الثلاثاء أن القوات الامريكية ستكثف الهجمات على مقاتلي تنظيم داعش في العراق سوريا وسيدعم القوات المحلية بحملة جوية موسعة وربما يتطور الدعم إلى عمل عسكري على الأرض.

وأضاف كارتر امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي أن الحملة ضد المتشددين آخذه في التطور في الوقت الذي يسعى فيه الجيش الامريكي لتعزيز دوره على الارض,
وقال : إن القوات الامريكية تهدف لتكثيف الضغوط عل معقل التنظيم في مدينة الرقة السورية والرمادي العراقية ولم يستبعد امكانية العمل المباشر على الارض.

و قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تدرس إرسال عدد صغير من قوات العمليات الخاصة إلى سوريا وطائرات هليكوبتر هجومية إلى العراق، بينما تعكف على تقييم خيارات لتعزيز قوة الدفع في المعركة ضد تنظيم داعش.

المقترحات جميعها لاتزال في مرحلة الدراسة النظرية، ما يعني أنه حتى إذا تمت الموافقة على أي منها في الأيام المقبلة فإن هذا الانتشار المحدود سيكون بعد فترة زمنية قد تمتد إلى ستة أشهر.

ومن جهة اخرى فإن التحركات شمال الرقة زادت خلال الايام الماضية خصوصاً مع انباء عن اكمال مقاتلين ضمن فصائل تابعة “للجيش الحر” ووحدات حماية الشعب الكردية تدريباتهم من اجل الاعداد لتلك المعركة التي يجري التحضير لها.

حيث توافدت قوات اضافية من الجزيرة السورية حيث ارتفع عدد المقاتلين ضمن جيش العشائر التابع للواء ثوار الرقة الى 7000 مقاتل حسب تصريحات منسوبة لقائد اللواء والذي اشار إلى أن المشاورات لازالت جارية بينهم وبين وحدات حماية الشعب وبقية الفصائل حول طبيعة تكوين قوات “سوريا الديمقراطية”, والتي تلقت دعم عسكرياً عبر مظلات تم القائها خلال الاسابيع الماضية وبقيت ضمن سيطرة الوحدات الكردية, وأكد أن العمل جاري للتحضير لتلك المعركة والزمن الفاصل لإعلانها بات قريباً جداً .

من جهة اخرى فإن التنظيم كان قد عزز حدود مدينة الرقة الشمالية بسواتر ترابية وخنادق تحضيراً لمعركة برية محتملة على مدينة الرقة في حين أن هنالك نقص في اعداد المقاتلين بالرقة نتيجة الحملة العسكرية للتنظيم بريف الرقة الجنوبي ومدينة سفيرة بريف حلب الشرقي, كما نقل التنظيم المقرات من المراكز الحكومية إلى داخل احياء المدينة وبالمباني بين المدنيين لحمايتها من ضربات طيران التحالف الدولي وكذلك نشر التنظيم عناصره بطريقة مدروسة بين احياء المدينة ووزع الذخائر لتكون تلك المنازل مستقبلا نقاط اشتباك في حال دارت حرب شوارع داخل المدينة.

كما نشر التنظيم انابيب صرف صحي بمنصفات الشوارع من اجل ملئها بمادة النفط واشعالها للتشويش على طيران التحالف في حال المعركة البرية والاشتباك .

وتشير تصرفات التنظيم ان سيناريو شمال الرقة لن يتكرر وأن التنظيم لن يترك الرقة التي تمثل حالة رمزية للتنظيم, من جهة اخرى فإن اهالي مدينة الرقة وفي ظل قرع طبول الحرب والتصريحات القادمة من هنا وهناك يخشون من تكرار سيناريو مدينة عين العرب والدمار الذي لحق بها وخيارات النزوح التي لا يفضلونها حيث يتواجد حالياً بالمدينة قرابة 600 الف نسمة يعيشون في ظروف اقتصادية مزرية للغاية ولا يملك الكثير منهم تكاليف الخروج من الرقة .

ويسعى التنظيم منذ فترة إلى زج ابناء المدينة والريف بتلك المعركة لكن لم يلقى اذانً صاغية لعدم وجود تلك البيئة الحاضنة له كما هو الحال بالعراق , ناهيك عن تصرفات التنظيم التي جعلت المدينة تنتظر لحظة تحررها من قبضة التنظيم لكن خطر سيطرة القوات الكردية هو الهم الذي يشغل غالبية مكونات محافظة الرقة وممارساتهم اتجاه الاهالي والتي كانت تل ابيض وريفها خير شاهداً على الموضوع , ومدى ارتباط تلك القوات بالنظام السوري الأمر الذي اغضب غالبية سكان مدينة الرقة .
التعليقات مقفلة.