أطفال سوريا وقود المفخخات

خاص – الرقة تذبح بصمت

لم يتوقف التنظيم عن ارتكاب جرائمه في سورية والعراق, ذبحاً وقتلاً وتشريد, طاعناً في خاصرة الثورة السورية, عاملاً على تشويه صورتها, مشكلاً عامل إرهاق واستنزاف لها, فقد قتل من الثوار أكثر من قتله لعناصر وشبيحة النظام السوري ومن يواليه من عناصر حزب الله وإيران.

رغم وضوح جرائمه إلا أنّ التنظيم لازال يعمل جاهداً على تجنيد عناصر جديدة في صفوفه, مستخدماً وسائل عديدة, بعضها كان بجهد منه ومن شبكات مناصريه عبر وسائل التواصل الإجتماعية, وبعضاً منها برمية من غير رامي, بظروف ساعدت على تسويقه لدى أولئيك الذين يرون أنّ الأمم قد تكالبت عليه, غير مدركين أنّه هو من يكسب الأعداء بالمجان, بإعلانه حرباً عشوائية, فكل من ليس معه كافراً بنظره, فقد كفر عوام الناس من المسلمين قبل باقي الديانات والشعوب.

إلا أنّ آخر ما عمل عليه التنظيم, كان تجنيد الأطفال دون سن الـ 18 سنة, مستخدماُ إياهم في عمليات انتحارية عدة, كان آخرها في ريف حلب في مدينة مارع ضد فصائل الجيش الحر المرابطة في تلك المنطقة.

أطفال سوريا وقود المفخخات

انشاء داعش عدداً من المعسكرات الخاصة بالأطفال دون سن الـ 18 سنة, سماها بمعسكرات “الأشبال”, لتجري عملية غسل الأدمغة لهم, على مرحلتين: الأولى بإخضاعهم لدورة شرعية تمتد لـ45 يوم, يُدرس الطفل خلالها القرآن الكريم, والأحاديث النبوية, وأركان الإسلام ونواقضه, شارحين له عن الكفر بالطاغوت, وأحكام المرتدين الواجب قتالهم, ليصهر في دماغه وقوع الجيش السوري الحر, والفصائل الإسلامية في الردة, لينقل الطفل بعدها إلى المعسكر التدريبي متلقياً العديد من التدريبات العسكرية, هذا ومعظم من يقوم بالتدريب وتنقيل العلوم الشرعية في تلك المعسكرات هم إما عراقيون أو تونسيون.

وقد أورد تقرير صادر عن ” Business Insider”, أنّ أكثر من ثلاثين طفلاً كانوا يقاتلون في صفوف داعش, لقوا حتفهم في المعارك الطاحنة التي استمرت طوال شهر تقريباً ضد القوات الكردية في مدينة عين العرب.
ووفقاً لدراسة منظمة الأمم المتحدة, بستخدم داعش المؤسسات التعليمية والمساجد كمراكز لتلقين أفكاره وعقائده, جامعاً الاطفال ليبث بشكل متكرر الأشرطة المصورة التي تظهر قطع الرؤوس, دافعاً الأطفال بذلك إلى أقصى درحات العنف.

أطفال سوريا وقود المفخخات

ويعتبر الهدف الرئيس لجنيد الأطفال, هو تحويلهم إلى وقود للعمليات الانتحارية، لأسباب كثيرة تعود إلى سهولة تجنيدهم وتحويلهم إلى كوادر يمكن الوثوق بها، إضافة إلى أن نقص معدلات الاستقطاب منذ بدايات الحرب على الإرهاب أسهم في البحث عن فئات جديدة للاستفادة منها، على رأسها الأطفال والنساء، وحتى المختلون عقليا، كما كان يحدث في تفجيرات السيارات المفخخة في العراق، التي اكتشف لاحقا أن منفذيها أشخاص لا يملكون قرارهم بسبب إصابتهم بالأمراض العقلية.