تصدع قلعة التنظيم تنذر بانهيار وشيك لجدرانه

خاص – الرقة تذبح بصمت

ثلاثة عشر عاماً من عمر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسنيين من اعلان تشكيل داعش لم تكن كافية ليبسط التنظيم تشريعاته على اماكن سيطرته حتى لجئ للسيف وقطع الرؤوس لبسط تلك التشريعات قسراً على الأهالي الذين يتحيزون أي فرصة للخروج عنها .

حد السيف كان له اثر واضح بالتزام الأهالي بقوانين التنظيم تجنباً لبطشه , إلا أن عناصر التنظيم نفسهم لم يكونوا على قناعة كاملة بدستور التنظيم الخاص ولطالما خالفوه وخرجوا عنه دون رادع لهم كونهم يعتبرون انفسهم هم الدولة والقانون والجلاد .

النزعة القبلية والعصبية القومية أكثر الأمور التي حاربها التنظيم وحاول اجتثاثها من مناطق سيطرته خوفاً من تغلغلها بين عناصره الذين فرقتهم القومية وجمعهم التعطش للدماء , إلا أن هؤلاء المتعطشين انقلبوا إلى تكتلات داخل التنظيم تجمع ابناء البلد الواحد لمواجهة الجماعات الأخرة المتواجدة داخل التنظيم .

خسارة مدينة ابيض أججت هذه النزعة وعززت من الشرخ الموجود بين عناصر التنظيم لتلقي كل جماعة سبب الخسارة على الأخرى كما حصل امام مقر الحسبة عندما حدثت مشادة كلامية بين عناصر أنصار سوريين ومهاجرين بسبب استياء الانصار من المهاجرين لهربهم من مدينة تل ابيض وتسليمها للأكراد وأن هذا السيناريو ربما سيعاود المهاجرين العمل به في حال تقدم أي فصيل باتجاه الرقة ليبقى الانصار هم الطرف المدافع .

المشادة الكلامية لم تكن عابرة هذه المرة , بل تطورت إلى اشتباك بالسلاح الخفيف بين مجموعة مقاتلين من ديرالزور والرقة مع مجموعة مقاتلين اوزبكيين لتتدخل مجموعة فرنسية وتقف إلى جانب المجموعة الأوزبكية وتبدأ حرب شوارع بين عناصر التنظيم انتهت بجرح مقاتل سوري وأخر اوزبكي .

مراسل الرقة تذبح بصمت في مدينة الرقة تحدث عن وجود مشاكل شبه يومية بين العناصر السوريين والمهاجرين وتصيد الطرفين لأخطاء بعضهم أو حتى المطالبة بمعاملة واحدة لكلا الطرفين , فالعنصر السوري ينظر للعنصر الأجنبي على انه صاحب الراتب الأعلا والتعويضات الأكثر , بينما يرى المهاجر أن المقاتل السوري هو دخيل على التنظيم ولم يلتزم بقوانينه وسيؤثر على اقامة الدولة التي يطمح إليها التنظيم .

واضاف المراسل أن المشاكل التي تحصل بين المهاجرين والأنصار لها سببين رئيسين , أولها اختلاف راتب المهاجرين عن الانصار , وثانيها المقرات والبيوت التي تمنح لعناصر التنظيم , فالسوريين تم منحهم بيوتاً ومقرات متطرفة عن المدينة بينما منح المهاجرون بيوتاً ومقرات داخل المدينة وبين الأحياء السكينة , هذا الامر اعتبره الانصار السوريون بمثابة خوف التنظيم على الاجانب أكثر فيضعهم بين الأحياء السكنية لحمايتهم من طيران التحالف وليكون الأهالي بهذه الأحياء درعاً بشرياً لهم .

مشاكل التنظيم وتصدعه من الداخل يحاول عناصره تجنبه بإصدارات دموية عنيفة لإبعاد الانظار عن الشرخ الداخلي وتسليط الضوء على القوة التي يتمتع بها التنظيم , إلا أن التكتلات التي بدأت تتطور داخل التنظيم تنذر بخطر محدق على التنظيم وتفككه إلى كتائب صغيرة لا تساند بعضها مما يبشر بانهيار اعتى التنظيمات الإرهابية في العالم .