معاناة اللاجئين في تل أبيض تستمر ولا حياة لمن تنادي

الرقة تذبح بصمت

يتجمع أهالي تل أبيض شرقي شمال المصرف الزراعي قرب البوابة الحدودية الجديدة، ويقدر عددهم بحوالي 2000 شخص معظمهم من النساء والأطفال، ويعيش هؤلاء اللاجئين في ظروف صعبة للغاية في ظل انعدام الماء والمواد الغذائية التي يمنع تنظيم داعش وصولها إليهم، وتجاوز درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، مما دفع بعض الشباب إلى جلب الخيام الموجودة في مستودعات إكثار البذار القريبة وبناءها على عجل في محاولة لاتقاء حر الصيف، كما قام بعض الأهالي بفتح المستودعات الواقعة بين البريد الجديد والمشفى الوطني وإخراج الخيام التي صادرها التنظيم في وقت سابق وخزنها في هذه المستودعات، وقاموا بنصبها على الحدود ليقوا أطفالهم حر الشمس.

بينما يتجمع اللاجئون القادمون من الريف الجنوبي وبقية أحياء المدينة والذين يقدر عددهم بأكثر من 7000 لاجئ في المنطقة الواقعة غرب الصوامع قرب البوابة القديمة، ويعاني هؤلاء اللاجئون أوضاعاً سيئة جداً حيث تنعدم المياه نهائياً وكذلك الطعام ومستلزمات الأطفال بعد أن نفد المخزون الذي كانوا يحملونه معهم. من جهتها تستخدم السلطات التركية خراطيم المياه وإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق اللاجئين ومنعهم من الاقتراب من الشريط الحدودي.

وفي داخل مدينة تل أبيض، قام التنظيم بنقل كميات الطحين المتواجدة في أفران المدينة الثلاث وفي مطحنة الصوامع إلى مدينة الرقة، كما قام التنظيم بإفراغ مشفى تل أبيض من أجهزة غسيل الكلية وحواضن الأطفال وكافة الأجهزة والمعدات الموجودة فيه ونقلها إلى الرقة.

وتجدر الإشارة إلى غياب مؤسسات الائتلاف والحكومة المؤقتة والمنظمات الإغاثية عن قيامها بالدور الإنساني المطلوب للحد معاناة هؤلاء اللاجئين، بالرغم من أن هذه الحكومة قدمت في وقت سابق مبلغ 50 ألف دولار أمريكي لمساعدة اللاجئين الهاربين من الاشتباكات في مدينة عين العرب، بينما قدم الائتلاف مبلغ 200 ألف دولار بدوره، كما تم تسجيل حضور أكثر من 14 منظمة اغاثية.

سيطرت القوات المشتركة على قرى (الفارس – الروضة – خربة الجحشة – خربة علو – الجخيدم – الطيبة – جهجاه – مقصود – عريضة عجيل) في ريف عين عيسى الشمالي، ووصلت هذه القوات إلى غربي قرية بير عاشق وتدور الاشتباكات الآن على محور جسر الجلاب بالطرف الشرقي من مدينة تل أبيض، حيث تتمركز دفاعات تنظيم داعش في منطقة تل أبيض شرقي التي تشرف على المدينة بالكامل، والتي أقام التنظيم فيها تحصينات بالاسمنت المسلح منذ عدة أشهر. وفي هذه الأثناء تعرضت الطفلة عائشة بنت إبراهيم الباني من تل أبيض شرقي لإصابة بشظية من قذيفة دبابة تابعة للقوات المشتركة.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.