“داعش” يثبّت أقفاصاً للعقاب وسط مدن سوريّة

"داعش" يثبّت أقفاصاً للعقاب وسط مدن سوريّة
قفص العقاب في منبج بحلب (منشورة من قبل التنظيم)

ابتدع تنظيم “داعش” مؤخراً وضع أقفاص كبيرة ثابتة وسط كل مدينة يسيطر عليها في سورية، لزج المدنيين المخالفين لتعليماته داخلها على مرأى الجميع، وهو ما اعتبره نشطاء فصلا آخر من فصول الإذلال وسلب كرامة الإنسان، التي دأبت قوات تنظيم الدولة “داعش” على ممارستها في أماكن سيطرتها.

ويؤكد الناشط الإعلامي، أبو محمد، أحد مؤسسي “الرقة تذبح بصمت” أنّ “التنظيم وضع خلال الأيام السابقة، قفصاً في ساحة عامة في منبج بريف حلب، وآخر وسط سوق مدينة الطبقة”، والغرض، تبعاً لأبي محمد، ليس أكثر من إذلال الناس ومحاولة إخضاعهم لسلطة التنظيم.

تنوعت التهم التي وجهها التنظيم للمدنيين المعاقبين داخل هذه الأقفاص حتى اليوم، بين التدخين والتأخر عن الصلاة، ويضاف إلى المعاقبين عنصران من عناصر التنظيم قالوا إنهما قاما بالسرقة.
ونفى الناشط أبو محمد أن تكون تهمة المرأة اللباس المخالف، لأنه تبعاً لقوانين التنظيم فإن مخالفة اللباس، وظهور أي من أجزاء جسمها بما فيها الوجه أو الكفان أو قياس العباءة، يستدعي عقاب الضرب والاعتقال طويل الأمد حتى يقوم ولي أمرها بكتابة تعهد، أما عقاب القفص فهو لما يعتبرونه مخالفات صغيرة.

تتراوح مدة الاعتقال داخل القفص بين عدّة ساعات ويوم كامل،
ثم يقوم أحد “الدواعش” بقراءة بيان العقاب أمام الناس ويعلقه على القفص

وتتراوح مدة الاعتقال داخل هذا القفص بين عدّة ساعات ويوم كامل، يقررها “شرعيّ التنظيم في المدينة”، الذي يصدر بياناً بتهمة وعقاب المخالف الذي يوضع داخل القفص، ثم يقوم أحد “الدواعش” بقراءة بيان العقاب أمام الناس ويعلقه على القفص.

ويمر المعاقبون داخل هذا القفص بأقسى لحظات حياتهم، حيث تمتهن إنسانيتهم بأبشع صورة. وعن ردة فعل المارّة، يقول أبو محمد “هناك حالة استنكار كبيرة من الناس لما في هذه الممارسة من إهانة فادحة للناس، وعبارة (حسبنا الله ونعم الوكيل) هي كل ما يستطيعون قوله عندما يمرون بجانب أحد المعاقبين في القفص، ثم يكملون طريقهم متأسفين على ما وصلوا إليه”.

ويلفت أبو محمد إلى واحدة من أخطر التداعيات لهذه الممارسة، وهي ما ترسخه من مفاهيم لدى الصغار، والتي تظهر من ردّة فعل بعض القاصرين والأطفال، إذ يدفعهم فضولهم إلى التوقف عند القفص، ليقرأوا ما كُتب على البيان فيوجهون كلمات سيئة للمعتقل، وهو ما يشجّع عليه “الدواعش” المتواجدين هناك، ويقول أبو محمد: “يظن الأطفال أن معاقبة المخالف بهذه الطريقة أمر جيد، ولا يدركون أبعاد هذه الممارسة”.

ورداً على سؤال عن احتمال نزوح الناس من مناطق سيطرة التنظيم بسبب هذه الممارسات، يقول أبو محمد “من يوجد هنا لا يملك ثمن طعامه”، ويضيف بانفعال “إنهم لا يفكرون في النزوح.. إنما في الموت”.

المصدر : العربي الجديد