في عرف داعش .. العلاج والدواء للقادة والنخبة .. والمرض والموت لبقية المقاتلين


في عرف داعش..العلاج والدواء للقادة والنخبة..والمرض والموت لبقية المقاتلين

من جديد يقدم تنظيم داعش المتشدد  للعالم انموذجا في اللانسانية، فبعدما كشر أنيابه وقتل وذبح واحرق المدنيين العزل، ومنع الدواء والعلاج والغذاء للكثيرين، هاهو اليوم يكشر بأنيابه في وجه مقاتليه. فبعدما كان يفضلهم على بقية المدنيين الموجودين في المناطق التي يسيطر عليها سواء اكان في سوريا او العراق..أصبح اليوم يتعامل مع المقاتلين المنتمين اليه حسب الرتب..فأصبح الدواء والعلاج فقط من حق القادة والنخبة..في حين يبقى الموت الحل الوحيد امام مقاتليه المصابين جراء الاشتباكات او ضربات التحالف التي في غالب الاحيان كانت موجعة بالنسبة للتنظيم.
هذا الواقع الجديد ، يجعلنا نتساءل

الوضع الصحي في مناطق داعش الاولوية  للنخبة والقيادة 

الحديث عن  الوضع  الصحي  في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم  داعش لانهاية له. مأساة انسانية صعبة اركانها غياب الأدوية والمستلزمات  الطبية وتفشي الأمراض نتيجة  غياب حملات  التلقيح هذا  بالإضافة  الى ممارسات  التنظيم الذي يعمد  الى حجب  الخدمات  الطبية  عن  عامة  الناس
وللمأساة وجه اخر، إذ إن تنظيدم داعش يعمد الى احتكار الدواء لقادته ونخبته، متجاهلا الوضع الصحي لبقية مقاتليه من رتب لا تصل الى القادة او النخبة. هذه الممارسات تقدم لنا صورة عن التنظيم المتشدد،  ولئن لا تختلف في بشاعتها عن الصور الذي قدم بها التنظيم نفسُه، إلا أنها هذه المرة، تصور المشهد الداعشي داخل منظومة التنظيم المتشدد. العلاج للقادة والموت للمقاتلين الجرحى.
الزميل في غرفة الأخبار أحمد قرقش جمع في التقرير التالي كل المعطيات الكافية للوضع الصحي في ظل داعش. نتابع معا التقرير ونعود لمناقشة ملف الليلة.
يزداد الوضع  الصحي  في المناطق التي يسيطر عليها  داعش  سوءا  ،  فابسط اصابة  قد تودي بحياة  صاحبها  الى الموت
قد  يكون  السبب ضعف المستلزمات  الطبية  ولكن  السبب الرئيس يكمن في ان  قيادة  داعش لا  تريد تحمل عب ء الجرحى من المقاتلين وتفضل الإحتفاظ بالمستلزمات و الخدمات  الطبية  للنخبة وتلبية  احتياجاتها.
من  الطبيعي ان  يضحي مقاتلو  داعش بانفسهم  وبعائلاتهم  لصالح  النخبة في  هذا  التنظيم.
فالنهج و المقاربة التي يعتمدها التنظيم  تجاه  الخدمات  الصحية  هي  باختصار ما  يمكن  توقعه  من  اي منظمة  فاسدة  و مفلسة ومنها :  سوء ادارة ومحسوبيات ومجرد  تحسين اوضاع  مجموعة  صغيرة  على حساب الجميع .
الامثلة  على ما  تقدم  متعددة :
فداعش يسعى  بشتى  الوسائل الطبية  القسرية  للحفاظ على  قيادته  والنخبة  ضمن  دائرته  الضيقة  واشخاص معينيين  فيجبر المواطنين  على التبرع  بالدم  و  الأعضاء اما  الضحايا  فغالبيتهم من  الاطفال و النساء و المقاتلين  من خارج دائرته الضيقة
و ابعد  من  هذا يلجأ  التنظيم الى  اعدام  اي جريح  يعتبره عبئا عليه بما  في ذلك  عناصره  الجرحى  و المصابون او المرضى الذين اصبحوا عالة  علية
و بطبيعة  الحال  عندما  تصبح  الخدمات  الطبية  نادرة  فتصبح بالتالي  حكرا  بقيادات  داعش  ودائرته  الضيقة  وبالتالي يصبح  اي شخص خارج  هذا  الإطار من مواطنين  ومقاتلين  عاديين  ضحية  الامراض غير الخطيرة او المعقدة  و التي تتحول الى  امراض قاتلة  ،  خطر بطبيعة الحال  يهدد خصوصا  حياة  الاطفال والرضع  والكبار في السن

نازحة من الموصل تروي لأخبار الان الوضع الصحي المتردي الذي خلفه داعش  

أخبار الآن لم تستطع ان تتحصل على شهادات حية من داخل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، مجرد المحاولة قد تؤدي حتما الى قتل المراسل بأبشع الطرق، وقتل العراقي المستجِوِب. المَهمة كانت مستحيلة في تلك المناطق، لكنها كانت رغم صعوبتها متاحة في مناطق أخرى.
هذه المرأة التي سنتابع مقتطفات من حديثها، والتي رفضت الكشف عن اسمها او وجهها مباشرة للكاميرا، هي من النازحين من الموصل ثاني أكبر المدن العراقية التي سيطر عليها داعش منذ 10  حزيران/يونيو 2014
داعش سيطرته ومراقبته لسكان المناطق التي يسيطر عليها، التواصل مع المواطنين هناك بصفة مباشرة كان امرا مستحيلا على فريق أخبار الآن، كذلك التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي كان أمرا صعبا للغاية خاصة مع انقطاع الاتصالات وخدمة الإنترنت في عموم المحافظة، غير فريق أخبار الآن هناك تمكن من لقاء بعض المواطنين الفارين من الموصل الذين رووا لأخبار الآن معاناتهَم وحدثونا أن المحظوظ منهم يُسمح له بدخول المستشفى ولكن لا مخدر ولا دواء، فمقاتلو داعش يحفظونها لأنفسهم لاستخدامها عند الحاجة.

داعش يحتكر المستشفيات والعلاج في الموصل لعناصره

تتحدث أم روعة لأخبار الآن  أن منذ دخول داعش إلى الموصل اضطر زوجها للخروج منها إلى مدينة أخرى و بقيت هي مع بناتها الست في الموصل  وأصيبت بمرض السكري بسبب الظروف و القهمر الذي تعيشه و يوم ذهبت للمشفى لم تقبل داعش بإدخالها بحجة أن ليس معها محرم و لا يحق لها أساسا الخروج من المنزل بدون وجود زوجها , و لكنها خافت من جرحى داعش الذين ملؤوا  المشفى بهم , فكل مستشفيات الموصل ممتلئة بالجرحى وقتلى داعش .
الطفلة روعة تقول أنها تهجرت مع أسرتها من الموصل بسبب داعش و لقد مرضت ولم تذهب للمشفى خوفا من جرحى الداعش الموجودين في المستشفيات  .
إمرأة عراقية نازحة إلى  إحدى مخيمات اربيل  تتحدث عن معاناتها منذ دخول داعش للموصل قاموا بقتل زوجها و ابنها  من دون سبب  أمام أعينها مما أدى إلى انهيارها و أصبحت بحالة نفسية مزرية
في الموصل لا يوجد أي مشفى يستقبل المرضى فكل المستشفيات مليئة بالدواعش  كلها من جرحى و قتلى داعش  , حتى مواد التخدير لإجراء عمليات جراحية غير متوفرة وعلاجات غير متوفرة فحين وصلت المرأة إلى المشفى قالوا داعش لها لايوجد علاج و لا يمكنك العلاج هنا .
شاب عراقي يقول أن المستشفيات الموجودة حاليا في الموصل كلها فيها داعش وأي أحد يحتاج لدخول المشفى لإجراء عملية طارئة لا يستقبلونه لأن مواد التخدير يستخدمونها فقط لإجراء عمليات لجرحى داعش .
فداعش مسيطرة على الأدوية و العلاج كلها تحتاجها داعش لمرضاها فهم سخروا المستشفيات لعلاجهم فقط .

داعش يفاقم أزمة المنظومة الصحية بالعراق

تنظيم داعش الذي يخفق في السيطرة على الحكم   وعلى كسب تأييد السكان المحليين، يسير بالمناطق التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق إلى كارثة إنسانية شاملة. العراق يشهد حاليا كارثة انسانية بإمضاء داعش تستهدف بالدرجة الاولى الاطباء الذين يتم تصفيتهم، كذلك القطاع الصحي والمنظومة الصحية التي يتم تدميرها. نتابع التقرير ونعود الى ضيفي من جديد أبو محمد الرقاوي أحد مؤسسي   حملة “الرقة تذبح بصمت ”
في جلسة للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ذكر الباحث الدكتور عارف النايض أن المتطرفين العنيفين ليس لهم اي علاقة مع الإسلام، بل على العكس انهم يعملون مثل الفاشيين يختبئون وراء ستار الدين.
ما يحدث في العراق يناسب  بالضبط هذا الوصف، فتنظيم داعش يقتل كل شخص يجرأ على عدم الانصياع لأوامر التنظيم.
وفقا لماورد في صحيفة الصباح أعدم داعش عشرة محامين وأطباء في محافظة نينوى لمجرد رفضهم التعاون مع إرهابيي داعش
الحرب التي يشنها التنظيم المتشدد ضد الأطباء العراقيين تضع حياة جميع العراقيين في خطر. تنظيم داعش لا يقتل فقط الاطباء وانما يدمر الامدادات الطبية الحيوية كذلك.
إذ كتبت صحيفة خبات الكردية ان تنظيم داعش في حد ذاته في مواجهة أزمة طبية في نينوى، فبعد نهب التنظيم للامدادات، يواجه المتشددون مشكلة نقص في الدواء حيث اصبحوا غير قادرين على الحصول على العلاج في مستشفيات نينوى.
الوضع الصحي في العراق اصبح مزريا لدرجة ان تنظيم داعش رمى بقتلاه في النهر، واحرق جثث بعض مقاتليه تجنبا للعدوى.
وكشف رئيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني  فرع نينوى عصمت رجب بأن إثنيبن من  المقاتلين الاجانب في داعش أصيبا بفيروس ايبولا
انهيار الخدمات الطبية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش تأزم خلال شهري ديسمبر ويناير. إذ كتبت صحيفة الشرق الاوسط أن سكان الانبار المحاصرين في الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي داعش يواجهون  أزمة طبية وإنسانية تتفاقم بسبب نقص الأدوية والمساعدات الطبية ولإانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والمياه.

عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان  الأستاذ مسرور أسود محي الدين
الأستاذ  هشام الهاشمي خبير في الجماعات المتشددة
أبو محمد الرقاوي  أحد مؤسسي  حملة “الرقة تذبح بصمت “

المصدر :  الآن